عانت في سنوات عمرها الأولى بعد انفصال أبيها عن أمها، وزواج كل منهما لتصبح وحيدة لا تجد مكانا يأويها غير منزل جدتها، التي أهملتها لكِبر سنها، وجعلتها عالة على جيرانهم، فلم تجد "ياسمين" خلاصا غير الزواج، معتقدة أن الدنيا قد تبتسم لها، لكن حظها العاثِر أوقعها في طريق مسجل خطر، جعلها تبغض الزواج الذي حلله الله، وتلجأ إلى أبغض الحلال "الطلاق". دخلت الزوجة الثلاثينية بخطوات حائرة لمحكمة الأسرة بمصر الجديدة لرفع قضية نفقة "صغير" على طليقها لإلزامه بالصرف على طفله بعد تنصله من مسئوليته. وقالت "ياسمين" إن «معاناتي بدأت بانفصال والدتي ووالدي، وأنا في الثالثة من عمري، فذهبت للعيش برفقة والدي الذي تزوج، وفصلتني زوجته من مدرسة اللغات التي كنت أدرس بها بحجة أن البنت مالهاش غير الجواز». وتابعت أن والدها كان يسيء معاملتها: «كان بيحبسني في الحمام طول الليل، ولمّا بيكون عايز يدخل الحمام، كان بيخرجني منه، وعند انتهائه من استعمال الحمام يتعدى عليا بالضرب ويحبسني داخله مرة أخرى». وأضافت الزوجة: «الجيران كانوا بيعطفوا عليا ويأكلوني، ويقولولي اطلعي لأبوكي ماتسيبيهوش لمراته، وأطلع يطردني وأبات على السلم»، وصمتت قليلاً قبل أن تضيف باكية: «ساعات كنت باضطر أدور على أكل في الزبالة». وأوضحت أنها عندما أكملت الثانية عشرة من عمرها قام والدها بطردها من الشقة، بعد خلافات مع زوجته، وذهبت لجدتها من والدتها، التي كانت ترفض أن تتركها تشاهد التلفاز بدعوى غلاء فاتورة الكهرباء، وكانت تطردها هي الأخرى، وتترك حقيبة ملابسها أمام باب الشقة، عندما تذهب للمصيف مع أحد من أخوالها، أو عندما تذهب زيارة لأحد منهم. واستكملت: «عندما أتممت ال20 من عمري ذهبت للعمل بمحل كوافير بالمنطقة، وتعاطفت مع معاناتي صاحبة المحل، وذهبت معها للعيش بشقتها بمنطقة دار السلام، ولكنني فوجئت بأنها تدير شقتها في أعمال الدعارة، فرفضت مسايرتها وعملت كخادمة بمقابل البيات والطعام بمنزلها، حتى عرفتني على طليقي، وأكدت لي أنه محترم ويعمل موظفا بأحد البنوك، وأنه سوف يُحسن معاشرتي». واستطردت: «تزوجته بغرفة في شقة والدته، وكان يدخل يوميًا المنزل وبحوزته كميات كبيرة من الجبن الرومي، وكرتونة للسلمون، وما شابه من المعلبات الصناعية بكثرة، وعندما أسأله عن مصدرها يبلغني بأنه بالتقسيط، ولكنني اكتشفت بعد عامين من زواجنا أنه مسجل خطر سرقات، وذلك بعد أن اقتحمت قوة أمنية من ضباط المباحث غرفتنا، للبحث عنه، ولاذ زوجي بالفرار في حينها». وبينت الزوجة: «حفاظًا على طفلي إياد حاولت إصلاح حاله ووعدني بالابتعاد عن السرقة، ولكنه لم يفعل ذلك حتى فوجئت بجارتي تستوقفني بمدخل العمارة، وتبلغني بأن زوجي سرق اللاب توب الخاص بهم، فطلبت منه الطلاق لإنقاذ ابني، وذهبنا للمأذون وتنازلت عن كل حقوقي، وزوج والدتي موظف بدولة السعودية يتكفل بمصاريفي، ولكن غلاء الأسعار اضطرني إلى أن أرفع دعوى نفقة ضده لتحمل نفقات طفله».