بجسد هزيل وعيون مصلوبة في الفضاء، وقفت أحلام، على أبواب محكمة الأسرة بزنانيرى، تستوقف كل موظف تلاقيه لتسأله عن إجراءات الخلع لتتخلص من جحيم زوج أذاقها كأس العذاب ألوانا، فمن وثقت به وتزوجته ليكون سندًا لها فى الحياة حوَّل حياتها إلى جحيم لا يطاق وحاول بيع كلية ابنته للإنفاق على شراء المخدرات ومصاحبة رفقاء السوء. بأنفاس متقطعة وبصوت خافت قالت أحلام "كنت مثل أى بنت فى سنى أتمنى أن أعيش حياة هادئة، لكن قدرى كان مختلفا، فمنذ نعومة أظافرى واجهت صعوبة الحياة، وقسوة اليتم، حتى كبرت وكان جمالى يلفت كل شباب المنطقة ولكن كان علىَّ العمل للإنفاق على والدتى المريضة فانا أكبر إخوتى". تقاطع الدموع الزوجة قبل أن تتماسك وتكمل "عندما بلغت العشرين من عمرى طرق بابنا عرسان كثر ولكنى كنت أرفض بسبب ظروف والدتى المريضة وحاجة إخوتى للمال للإنفاق على دراستهم ولكن السنوات مرت سريعا ووجدت نفسى بلغت ال25 من العمر وكان عليّ الزواج خشية أن أنضم إلى جيش العوانس". تتابع الزوجة التي حفر الحزن ملامح وجهها الهادئ "لكن فى تلك السنة حدث أسوأ شيء فى حياتى عندما توفيت والدتى وتركتنى فى الحياة مع شقيقتى نواجه مرارة الأيام، ونقاوم نظرات الناس التى لا ترحم وطمع أبناء الجيران فى جسدينا، فقررت الزواج من أول شخص يطرق بابى وبالفعل تقدم لى أحد أبناء المنطقة، وكان موظفا بإحدى الشركات". وتضيف أحلام باكية "زواجنا تم بطريقة تقليدية فلم أكن أعرف زوجي قبل خطبتنا فهو أحد شباب المنطقة، وبالفعل مرت سنة، وانتقلت إلى عش الزوجية، كنت أظن أن الدنيا فتحت لي أبوابها، فزوجي كان موظفا بإحدى شركات البترول ووافق على انتقال شقيقتى للعيش معنا وعدم تركها تعيش بمفردها، كما أنه كان مشهودًا له أمام أهالي المنطقة بالخلق الحسن". يسقط تماسك الزوجة الجميلة أمام موجة أخرى من الدموع المحبوسة في عينيها، وتضيف "دائما الحلو لا يكتمل، فقد تحول الزوج الملاك إلى شيطان رجيم بعد زواجنا ب5 سنوات فقط، عرف رفقاء السوء وأخذوه معهم فى طريق المخدرات والشيطان". وتستطرد الزوجة قائلة "تحول زوجى إلى شخص آخر لا أعرفه، فقد كان دائم العصبية والنرفزة يفتعل المشكلات ويعتدي عليّ بالضرب لأتفه الأسباب، حاولت معه مرارا وتكرارا أن يحسن معاملتي ويتقي الله فيّ دون جدوى". وأضافت والدموع تسبق كلماتها "رزقت منه بطفلتين وحاولت إقناع نفسي بأنه سوف يكف عن إيذائي اليومي بعد إنجاب طفلتينا، ولكنني كنت مخطئة فقد ازداد عدوانه يومًا بعد يوم وكان يعتدى على طفلتينا". تصمت أحلام لتعيد خصلة شعر غافلت حجابها قبل أن تضيف: "تحولت حياتي لعذاب لا ينتهي وزاد مع قيام زوجي بالتحرش بشقيقتى الصغرى في البداية ثم هتك عرضها في غيابي، فاضطررت إلى إرسالها للعيش مع خالتى، وبعدها تم فصله من الشركة بعد سرقته مبالغ مالية منها لشراء الحشيش لتزداد حياتنا سوادا، وأمام اعتداءاته المستمرة تركت المنزل وتوجهت إلى خالتى، ولكنه حضر إلى منزل خالتى وطلب منها أن أعود إليه مرة أخرى". تلتقط الزوجة الباحثة عن الخلع أنفاسها قبل أن تستكمل حديثها "بدهاء الثعلب وأمام توسلاته ودموعه قررت العودة إليه لأحافظ على ما تبقى بيننا وعلى طفلتينا اللتين لا ذنب لهما في الحياة، وعدت إلى منزلى فاكتشفت قيامه ببيع أغلب أثاث المنزل، وبعد مرور عام اكتشفت قيامه بالاتفاق مع أحد الأطباء على بيع كلية ابنتى مقابل 60 ألف جنيه، وعندما واجهته بالأمر لم ينكر، بل عرض عليّ الحصول على 5 آلاف جنيه من ثمن بيع كلية ابنتنا، فلم أجد أمامي سوى التوجه لمحكمة الأسرة ورفعت ضده دعوى خلع لأتخلص من ذلك الشيطان الذي حاول ذبح ابنته وبيعها بالقطاعي لتجار الأعضاء البشرية".