"مأوى الأرواح السماوية، سراديب الغموض، المعبد العظيم، جبانة المعبود تحوت والحيوانات المقدسة".. ألقاب أطلقت على السراديب الأثرية بقرية تونا الجبل، بمركز ملوي، جنوب محافظة المنيا، وتُعد أحد أهم المقاصد السياحية. على مساحة 3 كم تحت الأرض، تقع السراديب الأثرية التي تم تخصيصها لدفن الحيوانات المقدسة "أبو قردان" رمز الإله "تحوت".
وأوضح مسؤول أثري بالمحافظة أنه كان يتم تحنيط هذه الحيوانات، ووضعها داخل توابيت (فخارية، حجرية، خشبية)، ودفنها كقرابين للإله، موضحًا أن المنطقة تضم ثلاثة سراديب، يوجد بها تابوت الكاهن "عنخ حور" الحجري، كاهن المعبود تحوت، ويرجع للأسرة السادسة والعشرين، ويزن الغطاء الخاص به أكثر من 8 أطنان.
وأوضح المصدر أن السرداب الثالث هو الأهم؛ حيث غرفة كانت تقام فيها ندوات الكهنة، تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، لافتا بأنها تحوي مومياء ل"أبو قردان" لتسلم القرابين، حيث تم تفكيكها ونقلها إلى المتحف المصري وآخر ببرلين وثالث في بريطانيا. وعن السراديب الأخرى، فخُصص الأول للطائر توت أو "أبيس"، والثاني يعود إلى العصر البطلمي، ويتميز بوجود العديد من الطرقات المنحنية غير المستقيمة، وبجدرانها أماكن مخصصة لحفظ مومياوات الطائر المقدس. ورغم حالات السرقة المتكررة، فقد أكد المصدر أن المنطقة مليئة بالكنوز الأثرية، وتعد مقصدًا هامًا للبعثات المصرية والأجنبية. وأجرى محافظ المنيا اللواء عصام البديوي، جولة تفقدية للمنطقة -الثلاثاء الماضي- ووجه بسرعة تركيب كشافات إضاءة بالسراديب، والاهتمام بأعمال النظافة بجميع المواقع الأثرية، وإزالة التعديات على الطرق المؤدية إليها.