على الرغم من التصريحات الروسية بشأن التعاون المصري الروسي في سوريا، وتطابق وجهات نظر البلدين في العديد من ملفات الأزمة السورية، إلا أن وزير الخارجية سامح شكري شدد على أن مصر توفر الأرضية الملائمة سياسيًا لخفض التوتر في سوريا، حيث يقتصر هذا الدور على الدور السياسي وليس من المتوقع أن يمتد إلى مشاركات أخرى على الأرض. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، خلال المؤتمر الصحفي مع شكري في موسكو، أن روسيا ومصر تعملان من أجل تشكيل الوفد الموحد للمعارضة السورية بهدف إطلاق المفاوضات مع الحكومة السورية، مشددًا على الدور الذي تلعبه مصر لإنشاء مناطق خفض التوتر في إطار مناقشات أستانا، لافتا إلى أن كلًا من مصر وروسيا تحث قوى المعارضة نحو إطلاق مفاوضات مع الحكومة. وفي ما يتعلق بالجهود المصرية الروسية لخلق الظروف لتشكيل وفد موحد للمعارضة السورية، قال لافروف "نحن نتعاون مع أكثر من شريك أهمها السعودية، وسنفصح عن نتائج ذلك لاحقا". وحول إنشاء المنطقة الرابعة لخفض التوتر في إدلب، والصعوبات التي تواجه ذلك، قال لافروف "إنه من الواضح أن العملية صعبة جدا". وأعلن سامح شكري، أن المباحثات تناولت "مجمل أوجه العلاقات الثنائية وأهمية استعادة الاستقرار في الشرق الأوسط وضرورة التصدي للإرهاب من منظور شامل ومواجهة الدول الراعية له وتحقيق توقفها الكامل لهذا الدعم". وقال، إن المشاورات أوضحت وجود أرضية واسعة من التوافق في وجهات النظر وأهمية العمل في التحديات، وأهمها القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية وأهمية التوصل إليها بناء على حل الدولتين. كما تمت مناقشة الوضع فى سوريا وليبيا واليمن وأهمية استعادة الأمن في تلك الدول، مشيرًا إلى أنه تم التطرق إلى سبل التنسيق في المنظمات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن بما يحقق مصالح البلدين. من جانبه قال لافروف، "لدينا مع مصر موقف واحد من أن الأهداف الصعبة للغاية التي تشهدها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لا يجب أن تبعدنا عن القضية المحورية الرئيسية، وهى القضية العربية الإسرائيلية"، فى إشارة إلى القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن كلا البلدين لديهما مواقف موحدة على ضرورة كسر الجمود نحو تسوية فلسطينية، كما تدعمان ضرورة استئناف المفاوضات، مشددا على ضرورة عدم السماح بأي خطوات أحادية الجانب. كما شدد لافروف على حرص روسيا على مكافحة الإرهاب داخل مجلس الأمن، وقال "اتفقنا على ضرورة وضع حد لتمويل الإرهابيين ومحاربة الإيديولوجية الإرهابية". وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد لافروف ضرورة إشراك جميع القوى السياسية دون استثناء، هو شرط لازم لإيجاد تسوية ليبية، مشددا على أن مصر وروسيا على اقتناع بأنه على جميع اللاعبين والوسطاء تعزيز الجهود لإجلاس جميع الأطراف حول طاولة الحوار، معربا عن تقدير موسكو للدور المصري في هذا الشأن.