رحل أمس الدكتور رفعت السعيد، عن عمر يناهز خمسًا وثمانون عامًا قضاها في الكفاح السياسي والدفاع عن الفكر اليساري في مصر، حيث خاض العديد من المعارك في محاربة الجماعات الإرهابية، وعُرف بعدائه الشديد لجماعة الإخوان، لأنه كان يعتقد أنهم أحد الأسباب القوية، لخروج اليسار المصري من العملية السياسية. «التحرير» تسلط الضوء على أبرز معارك الراحل التي خاضها خلال تاريخه في السطور التالية. اعتقل رفعت السعيد عدة مرات، أبرزها في نهاية الأربعينات، وكان عمره وقتها لا يتجاوز ال16 عامًا، «أصغر معتقل سياسي»، حينما كان مُعجباً ومؤيداُ لحركة «حدتو»، واعتقل سنة 1978 بعد كتابته مقالًا موجهًا إلى جيهان السادات زوجة الرئيس المصري محمد أنور السادات بعنوان «يا زوجات رؤساء الجمهورية اتحدن». كان السعيد من أبرز معارضي السادات بسبب اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام، فضلًا عن سياسة الانفتاح الاقتصادي التي اتبعها مع دول الغرب، بالإضافة إلى سياسته الداخلية التي أدت إلى انتفاضة الخبز. اتهم السعيد بمهادنة نظام حسني مبارك، وهو ما تأكد في أذهان كثير من اليساريين، خاصة بعد تعيينه في مجلس الشورى، في عهد السعيد أيضاً انشق عدد من أعضاء الحزب، وأسسوا حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، متهمين إياه بمشاركته في تحويل الحزب من مُعارض إلى مُهادن لمبارك، على رأسهم عبد الغفار شكر. رَحل نظام مبارك بثورة شعبية شارك فيها الملايين في 25 يناير 2011، وأيّد «السعيد» الثورة، وهادن قيادات المجلس العسكري، واجتمع بهم أكثر من مرة عقب تنحي مبارك، حسبما قال، لكنه انتقد آداءهم في مرات عدة، إلى أن صعد الإخوان المسلمين للحكم. علاقة السعيد بالإخوان اتسمت بالعداء طوال الوقت، حيث اتخذ موقفًا رافضًا لجماعة الإخوان المسلمين، وكان من أبرز أقواله «الإخوان يكذبون كما يتنفسون»، واصفًا بها جماعة الإخوان في حديث تليفزيوني سابق، كما تعددت مواقفه المعادية لنظام الإخوان، إذ ذكر مسبقًا أن جماعة الإخوان كانت سببًا في خروج اليسار المصري من العملية السياسية نتيجة لما يعتبره قيامها بخلط الدين بالسياسية. ولم تتوقف إلى هنا معارضة رفعت السعيد لنظام الإخوان، بل تابع معارضته من خلال مقالاته، منها «خيانة جماعة الإخوان في ملفات المخابرات»، و«الحويني.. التأسلم وحقوق المرأة»، وكان آخرها مقال بعنوان «القرضاوي.. منافقًا»، وقال فيه «يا شيخ قرضاوي أين أنت بما تتاجر به من فتاوى متأسلمة تكفر بها كل من تخاصمهم إرضاءً لمن يدفعون؟». من أبرز مؤلفات رفعت السعيد: تاريخ الحركة الاشتراكية في مصر 1900-1925، صدر في 1980، والصحافة اليسارية في مصر 1950-1952، صدر في 1980، وحسن البنا متى كيف لماذا؟، صدر في 1997، وضد التأسلم، صدر في 1998، وتأملات.. في الناصرية، صدر في 2000، وعمائم ليبرالية.. في ساحة العقل والحرية، صدر في 2002، وثورة 1919 القوى الاجتماعية ودورها، محاولة لرؤية جديدة، صدر في 2009.