لم يقترفوا ذنبا سوى أنهم فقراء لا يملكون ثمن تذكرة العربات المُكيفة، دفعوا حياتهم، الجمعة الماضية، في حادث اصطدام قطاري الإسكندرية، وكان من بين الضحايا 6 أفراد من أسرة واحدة بقرية الغنيمة تابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، وسط جهود البحث عن السابع. على بعد أكثر من ساعة ونصف من مركز أبو كبير، تقع قرية الغنيمية، الأهالي انقسموا بين فريق يترحم على ضحايا الحادث وآخر يلقي المسؤولية على وزارة النقل وهيئة السكة الحديد.
"عبد الله كان زينة الشباب، ويومها راح يوصل أخته منى لبيتها في إسكندرية.. ماتت هي وولادها الثلاثة وبنات أخو جوزها" تقول "أم حمدي"، زوجة خال عبد الله سعيد عطية سيف 19 عامًا، طالب بالصف الثالث الثانوي الأزهري، إن والدته وشقيقه "إبراهيم" يبحثان عنه بمحافظة الإسكندرية منذ الحادث؛ آملا في العثور عليه. تضيف "من يوم الحادثة محدش عبرنا"، مناشدة الحكومة برئاسة المهندس شريف إسماعيل بتوجيه الأجهزة المعنية بالبحث عن الشاب المفقود "نسنا نلاقي ضنانا حي أو حتى ندفن جثته".
سنية أحمد إبراهيم، خالة عبد الله، تؤكد أن والدته تولت تربية أبنائها الثلاثة بعد وفاة زوجها "شافت المرار في تربيتهم لوحدها بمعاش أبوهم"، مختتمة حديثها ل"التحرير" قائلة: "نفسنا نشوف عبد الله حي ولا ميت".
منذ يومين، عثرت أجهزة الأمن بالإسكندرية على جثتين مجهولتين تعلقت بهما أسرة عبد الله "مطلعش فيهم" يوضح أحمد أبو شحاتة، نجل خالته أن الإهمال وراء تلك الكارثة "عاوزين حد يدلنا على مكانه أو جثته.. اللي بيحصل لنا كتير".
واصطدم جرار قطار بمؤخرة آخر بالقرب من محطة خورشيد، يوم الجمعة الماضي، نتج عنه خروج الجرار عن القضبان وانقلاب عربتين، مما أسفرى عن وفاة 42 شخصا، وإصابة 179 آخرين.
وكان من بين الضحايا 6 من أسرة واحدة هم: منى سعيد عطية 26 عامًا، ربة منزل، وأبناؤها الثلاثة لوجي سعيد عوض 11 عامًا، "جودي" 9 أعوام، "ياسين" 4 أعوام، وابنتا شقيق زوجها بسملة السيد عوض، و"دنيا".