من المعروف عالمياً، أن فكرة إنشاء المطبات في الطرق جائت للحد من الحوادث الناتجة عن السرعة الزائدة والجنونية، ولكن في مصر الوضع مختلف قليلاً، فالعشوائية في أماكن المطبات بجانب عدم مطابقتها للمواصفات العلمية جعلتها عائقاً حقيقياً أمام السيارات، تنتج عنها الحوادث. الغردقة في منتصف الأسبوع الماضي، تعرض "أتوبيس" سياحي يقل عشرات السائحين، بحي الكوثر بمدينة الغردقة، للتعطل بسبب وجود مطب "غير عادي" على الطريق؛ حيث علق "الأتوبيس" فوق المطب واضطر قائده إلى إنزال السائحين حتى يتمكن من عبور المطب، وانتظر السائحون في الشارع، فيما تسببت الواقعة في تعطيل حركة المرور، وسط حالة غضب بين السائقين بسبب هذا المطب الذي أنشئ أعلى ماسورة صرف صحي، ما أدى إلى ارتفاع المطب عن المعدل الطبيعي حتى وصفه سكان المنطقة ب"السد العالي". الطريق الزراعي أمّا حوادث المطبات المصرية فلا تُحصي، فقد تسبب أحدها في إصابة 8 أشخاص بكسور متفرقة بالجسم، إثر حادث تصادم بالطريق الزراعي اتجاه الإسكندرية بالبحيرة، بين سيارة ملاكي قيادة حسن إبراهيم بلال، محاسب، وأخرى نقل قيادة محمد أمين عبدالمطلب أثناء تهدئة السيارة الأولى لتخطي مطب صناعي، اصطدمت بها السيارة الثانية من الخلف. وأسفر الحادث عن إصابة قائد السيارة الأولى و7 من مستقليها، وتم نقلهم لمستشفى دمنهور العام، وغادروها عقب تلقى العلاج. طريق دمنهور الدولي الأمر لم يتوقف على تعطيل الطرق العام وغضب السائحين، فقد تسبب مطب صناعي مصمم بشكل مخالف، في فزع أسرة بأكملها، حيث حاول سائق تفادي المطلب ولكنه تسبب في انقلاب السيارة، فأثناء سير "عمر حرب" بسيارته فوجئ بمطب جديد على الطريق الدولي دمنهور اتجاه المحمودية "ملف الشيخة مريم" دون وجود أي إشارات أو علامات تحذيرية، وأسفر الحادث عن وجود إصابات شخصين. مذبحة بسبب مطب الأمر لم يتوقف على ذلك فحسب، بل تسببت المطبات في صراعات ومشاجرات بين الأهالي، راح ضحيتها قتلى كما حدث في مذبحة غرب الأقصر، التي دارت بين عائلتين راح ضحيتها 4 أشخاص، وأصيب آخر في معركة بالأسلحة الآلية بسبب مطب صناعى. نشبت معركة السلاح الآلية بين عائلتى "السوالم" و"الأطرش"، بسبب مطب صناعى أنشأه أحد أفراد العائلة الأخيرة، لإجبار السائقين على تهدئة السرعة وهو ما رفضته عائلة "السوالم"، فتحدى الطرفان بعضهما وتطور الخلاف إلى إطلاق أعيرة نارية بكثافة في الهواء من أسلحتهم الآلية، لكن تطور الخلاف إلى تبادل إطلاق نار بين العائلتين، مما أسفر عن مصرع كل من "جراح العادلى" 58 سنة "وأحمد سباق العادلى 30 سنة من عائلة الأطرش وأحمد الطيب مليجى ومحمود حسان من عائلة "السوالم" وإصابة عويس عبد الصبور. العشوائية السبب يقول المهندس محمد عبد الصبور، خبير النقل والطرق، أن المطبات التي من المفترض تصميمها، لتقليل الحوادث في الطرق الحيوية، أصبحت أزمة على تلك الطرق، خاصةً بعدما تعامل معها الأهالي بسياسة "أنا الحكومة"، وهرعت كل عائلة إلى تصميم مطب أمام منزلها، إلى أن تحول الشارع لما يشبه المنحنيات، وتسببت المطبات في كثير من حوادث طرق. وأضاف خبير النقل والطرق، إن مصر أكثر دول العالم التي تعاني من عشوائية تصميم المطبات الصناعية، والمنتشرة بالطرق دون أن يكون لها علاقة بالمعايير العالمية المعروفة بالخارج، والمحددة علميا في عرض مترين بارتفاع متدرج. وتابع "عبد الصبور"، أن عشوائية الطرق تسببت في زيادة نسب الحوادث في الفترة الأخيرة خاصة مع غياب الرقابة، وعدم وجود بنية تحتية جيدة تستند عليها منظومة النقل، فغالبية الطرق تعانى من إهمال شديد في تجهيزاتها ومواصفتها.