كتب- صديق العيسوي وبسنت فاروق: وقّعت الهيئة القومية للأنفاق التابعة لوزارة النقل مذكرة تفاهم مع شركة بومباردييه الكندية لإعداد الدراسات والتصميمات الخاصة بإنشاء الخط السادس لمترو الأنفاق الممتد من الخصوص إلى المعادى، إضافة إلى توريد العربات المتحركة، والنظم اللازمة للتشغيل والصيانة، وفقًا لما أعلنته وزارة النقل في بيان لها اليوم. خريطة الخط السادس اللواء طارق جمال الدين، رئيس الهيئة القومية للأنفاق بعد توقيعه مذكرة التفاهم مع لوران بوير نائب الرئيس الإقليمي للشركة، قال إنه تم تحديد بداية الخط السادس للمترو من منطقة الخصوص شمالًا عند مخرج 18 من الطريق الدائرى، ثم يتجه جنوبًا بمحاذاة ترعة الإسماعيلية فى مسار علوى، حتى منطقة شرق شبرا الخيمة، ثم يستمر حتى ميدان السواح، ثم شارع بورسعيد، ويتقاطع مع الخط الأول في غمرة ثم ميدان السيدة زينب، ومنها يمتد ليتقاطع مع الخط الرابع بمحطة عمرو بن العاص، ثم يستمر إلى المعادى الجديدة بمنطقة القمر الصناعى، ثم يمتد الخط لينتهى عند التقاء الدائرى الأوسطى مع طريق العين السخنة بطول 30 كم وإجمالي عدد 24 محطة (12 نفقي + 12 علوي) بتكلفة تقديرية مبدئية للمشروع 4 مليارات دولار. لماذا فازت الشركة الكندية؟ قال حسن توفيق، المتحدث الرسمي للهيئة القومية للأنفاق، إن "بومباردييه" هى الشركة الوحيدة التي تقدمت بعرضها إلى وزارة النقل، وأضاف: "مندوب شركة بومباردييه الكندية حضر إلى مقر الهيئة، وقام بتقديم عرضه ورئيس الهيئة وافق، ولم تتقدم أى شركة أخرى بهذا العرض، وتمت دراسة العرض ووافق الوزير عليه، وبعد الموافقة على الدراسات والتصميمات الخاصة بالمشروع سيتم عمل مناقصة بشكل رسمي لاختيار الشركة المنفذة، وسوف تتقدم الشركة بعرضها لتنفيذ المشروع". وانتقد الخبير الدولي الدكتور محمد الحداد، طريقة اختيار الشركات القائمة على إعداد دراسات الجدوى والتصميمات وتنفيذ المشروعات الكبرى التى تشرف عليها وزارة النقل، والتي من بينها مشروعات الأنفاق وخطوط المترو الجديدة، واعتبر الحداد أن الكثير من هذه الشركات تكون غير متخصصة أصلًا في المشروعات التي تتقدم لتنفيذها. هل فعلًا شركة بومباردييه غير متخصصة؟ حسب الموقع الرسمي لشركة بومباردييه على الإنترنت فهي واحدة من الشركات متعددة الجنسيات التي تتخذ من كندا مقرًا لها. أسسها جوزيف أرماند بومباردييه كشركة محلية في فالكورت في البلدات الشرقية، كيبيك، في عشرينيات القرن الماضي، وتحولت إلى العالمية في عام 1942. وأحدثت الشركة طفرة تكنولوجية في تصميم المركبات مع منتصف عام 1930 بعد وضعها نظام قيادة متطور، وهو ما أحدث ثورة في المركبات نتيجة ظروف المناخ التي تؤثر على المركبات كالثلوج والمستنقعات. وأصبحت بعد فترة وجيزة الشركة صانعًا كبيرًا للطائرات الإقليمية وطائرات رجال الأعمال، معدات النقل الجماعي، المعدات الترفيهية و توفير الخدمات المالية. متى دخلت بومباردييه مجال السكك الحديدية والمترو؟ الآن تعد مجموعة بومباردييه للنقل للسكك الحديدية رائدًا عالميًا في هذا القطاع، رغم أنها دخلت في هذا المجال عام 1974، وفازت بعقد منح عربات قطارات مترو الأنفاق في مدينة مونتريال. واشترت شركات عدة متخصّصة في هذا القطاع، منها شركة بي إن البلجيكية عام 1988 التي سمحت لها بدخول السوق الأوروبية، وفي العام التالي اشترت شركة (آي إن إف إندوستري) الفرنسية. وفي عام 1992 اشترت الشركة الوطنية المكسيكية لصناعة عربات القطار الشركة الفرنسية، التي تصنع في فرنسا في المصنع الذي اشترته "بومباردييه - إي إن إن" عام 1989، والواقع في شمال فرنسا. سوابق دولية للشركة في مجال السكك الحديدية في 17 مارس عام 2014، وقّعت شركة ترانسنت جنوب الإفريقية للوجستيات على عقد مع كل من شركة بومباردييه الكندية وشركة جنرال إلكتريك وشركتين صينيّتين لشراء ألف قطار في إطار خطة لتطوير البنى التحتية تقدر ب20,12 مليار يورو تمتد على 7 سنوات. وقضت الخطة بتحديث وتطوير البنى التحتيّة لخطوط السكك الحديدية وخطوط أنابيب النفط والمرافئ لتسهيل تصدير المواد الأوليّة من جنوب إفريقيا. وفي فبراير عام 2014، أعلنت وزارة النقل والبنى التحتية البريطانية عن فوز شركة (بومباردييه) الكندية بصفقة لإنشاء 65 قطارًا جديدًا لمشروع (كروس ريل) في لندن بقيمة إجمالية بلغت قيمتها مليار جنيه استرليني. وذكرت وزارة النقل، في بيان لها، أن الصفقة تقضي بقيام الشركة الكندية عبر مصنعها في مدينة (ديربي) البريطانية بتصنيع 65 قطارًا جديدًا، وضمان صيانتها في مستودع خاص في ضواحي العاصمة البريطانية. وأوضحت أن القطارات ستتميز بمزايا خاصة من ضمنها الطول الذي سيبلغ 200 متر، وقدرة استيعاب تصل إلى 1500 راكب، فضلًا عن خفتها، ترشيدًا للطاقة المستهلكة، وتزويدها بشاشات خاصة لعرض جميع المعلومات المتعلقة بالسفر ومواعيد قطارات سكك الحديد وقطارات الأنفاق (المترو) في لندن. وأكدت أن أول دفعة من هذه القطارات ستدخل الخدمة ابتداءً من مايو 2017 على أن يتم تسليم جميع القطارات بحلول ديسمبر 2018. تجربة عربية في السعودية وللشركة تجربة عربية، عندما أعلنت في سبتمبر عام 2012، أنها وقعت عقودًا، تقدر قيمتها بنحو 367 مليون دولار مع مجموعة شركات إسبانية «تالجو»، من أجل تطوير وتزويد المكونات والمعدات ل36 قطارًا سريعًا في السعودية، ضمن مشروع قطار الحرمين. ووفقًا للاتفاقية فإن "بومباردييه" تتعهد بتسليم عربات الدفع التي ستصنع في إسبانيا، كما أن الشركة الكندية تعهدت بتوفير خدمات الصيانة لمدة 12 سنة. أزمة عمالية بالشركة الكندية العام الماضي أعلنت الشركة بصورة مفاجئة عن إلغاء 7500 وظيفة في مختلف مصانعها حول العالم، وتسريح 11% من اليد العاملة في مختلف مصانعها حول العالم. وشملت التسريحات 2000 وظيفة في كندا من بينها 1500 وظيفة في مقاطعة كيبيك، وتشمل عددًا من القطاعات من بينها صناعة الطائرات والقطارات. وأدى إعلان هذه الاقتطاعات إلى تراجع قيمة أسهم الشركة في بورصة تورونتو بنسبة 2% أي حوالي أربعة دولارات للسهم الواحد. فضيحة تزوير وانتحال صفة لمهندسين بالشركة حسب ما نشرته هيئة الإذاعة الكندية فإن 27 موظفًا يعملون لدى الشركة في تورونتو ومونتريال يواجهون تهمًا بارتكاب أعمال غير شرعية، من بينها تهمة انتحال صفة مهندس، وقد وجهت نقابة المهندسين الكيبيكية شكوى بحقهم. وتم الكشف عن وجود 3 موظفين قاموا بانتحال صفة مهندس والقيام بأعمال من اختصاص المهندسين واستخدام لقب مهندس في مواصفات مهنية على الإنترنت. وتعود هذه الواقعة إلى الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2013، وقد تم تحديد الغرامة عن كل مخالفة ب12 ألف دولار بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين نقابة المهندسين وشركة بومباردييه.