"أجواء اليوم بالشرق الأوسط تشبه أجواء ما قبل الحرب العالمية الأولى".. هكذا حذر باتريك كوكبيرن -الكاتب الأمريكي المتخصص في شؤون الدفاع- خلال تقرير له بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية. كوكبيرن أضاف أن "تنظيم داعش في طريقه للهزيمة بكل من العراقوسوريا، لكن المنطقة لا تشعر بأن الوضع سيكون أكثر أمنا مما كان قبل هزيمة التنظيم بسبب فوضى السياسة الخارجية الأمريكية". وأشار إلى أن المزاج بالمنطقة متوتر ويطغى عليه الخوف، الأمر الذي يذكر بالوضع في أوروبا عام 1914 -الحرب العالمية الأولى- عندما كان هناك كثير من الصراعات تتصاعد وتؤثر على بعضها البعض، بل كان هناك كثيرا من الأمور التي تزيد من عدم اليقين وتوقع حدوث أي شيء. وأوضح أن عدم اليقين تسبب فيه القادة المشكوك في حكمتهم؛ سواء العالميين أمثال دونالد ترامب -رئيس الولاياتالمتحدة- أو الإقليميين؛ إذ أن جميعهم لديه حب كبير للسلطة بالداخل والخارج، علاوة على غطرسة وضعف فيما يتعلق بتقييم الأمور، وجميعهم لاعبون رئيسيون في نزاعات وأزمات متفجرة قابلة لأن تتحول بسهولة لحروب خطيرة. وفيما يتعلق بسياسة واشنطن في شرق سوريا، لفت الكاتب إلى أن "هناك عدد من الدول والتنظيمات تتقاتل هناك؛ من بينها أمريكا وروسيا وإيران وتركيا والسعودية وإسرائيل وحكومة بشار الأسد والقاعدة وداعش والأكراد وغيرهم". ولفت إلى أنه "لا أحد يعلم هدف ترامب من وراء هذه الأعمال، وتوجد احتملات بتقييد واشنطن لدورها في كل من سورياوالعراق وذلك بعد هزيمة تنظيم داعش، كما يمكن النظر للدولتين كساحة مستقبلية لمواجهة مع إيران". وختم كوكبيرن قائلا إن "الأزمات في الشرق الأوسط تتصاعد، لكن هذه المرة هناك نوع من الشعور بأنها تخرج عن السيطرة، وهناك صراع محتمل بين أمريكاوإيران في المنطقة".