تردي الخدمات وارتفاع الأسعار وضعف الإنترنت، عادة ما تكون أسباب شائعة لتدشين حملات تهدف لمقاطعة شركات الاتصالات، لكن في أحيان أخرى قد تتداخل السياسة في الأمر لتثير أزمات كبرى تدفع البعض إلى مقاطعة الشركة المسؤولة عن إثارة جدل سياسي. ويستعرض موقع «التحرير - لايف» بعض شركات الاتصالات، التي واجهت تهديدات بالمقاطعة بسبب مواقفها السياسية. - فودافون تواجه شركة «فودافون» حاليًا حملة كبرى لمقاطعتها بسبب تغيير صفحة «فودافون قطر» عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إلى «تميم المجد»، في إشارة إلى حاكم قطر تميم بن حمد، وهو ما أثار حفيظة كثير من المصريين، على خلفية قطع مصر علاقاتها مع قطر واتهامها بدعم الإرهاب، ونتيجة لذلك دشن عدد من النشطاء عبر موقع «تويتر» هاشتاج بعنوان #قاطعوا_فودافون_مصر، تعبيرًا عن غضبهم إزاء الشركة العالمية، خاصة الفرع القطري منها. وقال أحد النشطاء عبر «تويتر»: «لن نترك أي بؤرة تساعد قطر وتقويها»، كما وصفها آخرون ب«الشركة الخائنة داعمة الإرهاب»، وسخر آخرون بنشر صورة للشركة مصحوبة بعبارة «ابن موزة فون»، ونظرًا لكثرة الانتقادات حذفت صفحة «فودافون قطر» ما قامت بنشره بخصوص هذا الأمر. من ناحية أخرى، ردّت شركة «فودافون مصر» ببيان رسمي نشرته أمس الجمعة، جاء فيه: «نؤكد أن كل القرارات الخاصة بفودافون قطر لا تعبر عن توجهات فودافون العالمية بشكل عام أو توجهات فودافون مصر»، موضحة، «الحصة الحاكمة من شركة فودافون قطر يمتلكها مستثمرون قطريون ما بين رجال أعمال والأسرة القطرية الحاكمة، وذلك بنسبة 70%». وأكدت «فودافون مصر»، في بيانها، أن تغيير اسم الشركة ل«فودافون قطر» قرار محلي يخص قطر وحدها، ولا علاقة له بشركة «فودافون مصر»، التي تمتلكها شركة المصرية للاتصالات بنسبة 45%، ومجموعة فودافون العالمية بنسبة 55%. كانت «فودافون» قد تعرضت لحملة مقاطعة أخرى من قبل البعض في يونيو الماضي، بعدما حذفت لاعب كرة القدم السابق محمد أبو تريكة، من إعلانها الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي، على خلفية تصنيفه ضمن الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية، وهو ما قابله قطاع كبير من الجماهير بالرفض، حبًا لنجم الأهلي والمنتخب السابق. - أورانج في مايو عام 2015، تعرضت شركة «أورانج»، التي حملت في الماضي اسم «موبينيل» لحملة مقاطعة، أطلقها الناشط السياسي حمدين صباحي زاعمًا بأنها شركة «يهودية»، حيث قال عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر»: «بارتنر OrangeIL المتعاقدة مع orange، تدعم وحدتين عسكريتين لجيش الاحتلال، وحدة تدعى (أيزوز) والأخرى شاتشار، قاطع موبينيل». وردّت الشركة على تلك الاتهامات عبر «تويتر»، بأن: «مجموعة أورانج ليس لها أى وجود تشغيلى فى إسرائيل، ولا يوجد لها أى صلة من ناحية رأس المال بشركة بارتنر مشغل الاتصالات هناك»، وأضافت في تغريدة أخرى: «وبالتالي أورانج إسرائيل ليست تابعة لمجموعة أورانج المالكة لموبينيل»، موضحة أن مجموعة «أورانج» توجد في 30 دولة حول العالم، وأن شركة بارتنر العاملة في إسرائيل ليست ضمن الشركات المملوكة لأورانج الفرنسية. وكانت نفس الشركة قد تعرضت لأزمة سابقة، كلفتها خسارة 42 مليار دولار أمريكي خلال عام 2011، وذلك بعد أن نشر رجل الأعمال نجيب ساويرس، صاحب شركة «أوراسكوم» للاتصالات والإعلام والتكنولوجيا القابضة، والتي تملك حصة في شركة «أورانج»، كاريكاتيرًا ساخرًا عبر حسابه الشخصي على موقع «تويتر» أوقعه في تهمة ازدراء الدين الإسلامي، حيث ظهر في الكاريكاتير الشخصيات الكارتونية ميكي ماوس وميني ماوس بلحية وجلباب، مما دفع البعض إلى مقاطعة الشركة.