اختتمت فعاليات الدورة العاشرة لمنتدى الإعلام العالمي، الذي تنظمه مؤسسة «DW» في مدينة بون، بمشاركة أكثر من 2000 فرد من صناع قرار وإعلاميين وباحثين، من 130 دولة مختلفة في إطار 40 فعالية، رافعًا شعار «الهوية والتنوع». وركز المدير العام لمؤسسة DW بيتر ليمبورج في كلمته الختامية لفعاليات المنتدى الإعلامي اليوم الأربعاء، على القيم، وأهميتها في المجتمع الأوروبي، قائلا: «عندما نتحدث مع الآخرين حول قيمنا، فإننا نحصل على وجهات نظر أخرى حول هذه القيم، والتي نعتبرها في ألمانيا وأوروبا أساسية، ويجب مشاركتها مع الآخرين». وأشار المدير العام لمؤسسة DW إلى أن أوروبا بحاجة إلى مراجعة القيم الخاصة بها، قائلا «أوروبا لا تعيش وفقا لهذه القيم دائما، والاعتراف بهذه العيوب لا يقلل من قيمنا، وإنما هو تذكير مهم لنا للعيش وفقا لها، وليس مجرد الوعظ بهذه القيم». وألقت كريستيانا فيجيريس، الأمين التنفيذي السابق لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الكلمة الختامية للمنتدى، حيث ركزت على المشكلات البيئية، ومهمة الإعلاميين للتصدي لها. النسخة العاشرة لمنتدى الإعلام العالمي تحمل معها بعض المستجدات، فقد تم تخصيص اليوم الثالث من المؤتمر للصحافة العملية، وذلك تجاوبا مع متطلبات بعض المشاركين في السنوات الماضية. رسالة للطغاة والمستبدين شدد بيتر ليمبورج، المدير العام لمؤسسة DW على حرية الرأي والتعبير، وهاجم تقييدها من قبل الطغاة والمستبدين، مؤكدا ضرورة الحوار. وفي كلمتها بافتتاح "منتدى الإعلام العالمي"، دافعت وزيرة الاقتصاد الألمانية، بريجيته تسيبريز، عن الإعلام التقليدي ذي السوية المهنية الرفيعة، مضيفة أنه يجب "الانفتاح على التكنولوجيا الإعلامية، غير أنه لا يجب أن نساوم في موضوع المحتوى الإعلامي". وقالت الوزيرة إن "المعلومات المستقاة من فيسبوك ليست بنفس السوية كالتي نجدها من قراءة صحيفة زود دويتشه تسايتونج أو مجلة دي تسايت أو متابعة دويتشه فيله". «السخرية سلاح» وخلال ورشة بعنوان «السخرية كسلاح»، استضافت مؤسسة دويتشه فيله أربعة شهود أقوياء على قوة الدعابة والضحك من أربع مناطق مختلفة في العالم، وهم رسام الجرافيتي وفنان الشوارع دانيلو مالدونادو من كوبا، قبع حوالي عشرة أشهر في السجن، لأنه رسم في 2014 خنازير على قارعة الطريق وكتب عليها أسماء فيدل وراوول، أي اسما الأخوين كاسترو، والساخر الأردني عصام عريقات، لم يسافر من مدينته عمان إلى بون بل من لندن، فقبل شهر -تحت ممارسة ضغط سعودي صدرت مذكرة اعتقال بحقه، ولذلك هو يفضل العمل في إنجلترا، ورسام القصص النيجيري عبد الكريم بابا أمينو الذي يتلقى التهديدات بسبب تركيز ريشته على السياسيين والموظفين الفاسدين، إضافة إلى فرقة "أنباء زامبيزي" التي أمتعت الجمهور خلال افتتاح منتدى الإعلام العالمي بعرض حول سياسيين أفارقة. وتخضع وسائل الإعلام الرسمية في نيجيرياوكوبا والأردن وزيمبابوي وفي الكثير من البلدان الأخرى لرقابة حكومية صارمة، والسخرية ليس لها مكان هناك، لكن بفضل الإنترنت وعبر فيسبوك ويوتيوب وإنستجرام يمكن لفناني السخرية الوصول إلى جمهور بالملايين، وهو جمهور شاب، ففرقة "أنباء زامبيزي" مثلا توجه عروضها لجمهور تتراوح أعماره بين 18 و35 سنة. وفي هذا الصدد يقول الرئيس التنفيذي للمنتدى الإعلامي باتريك ليوش "نعتقد أن المؤتمرات لن تنجح في المستقبل إذا اقتصرت على المستوى المعرفي، فلا بد أن تكون هناك أشياء ملهمة على جميع المستويات.. ولهذا حاولنا أن تكون روح الدعابة حاضرة أيضا". السخرية صعبة في «الشرق الأوسط» قال عصام عريقات، إن أسلوب السخرية في البداية في الشرق الأوسط لم يكن معروفا، ولذلك تم استيعاب السخرية بشكل خاطئ على محمل الجد، وما يصعب المأمورية أكثر هو أن الكثير من وسائل الإعلام في المنطقة غير احترافية، ولذلك يتم في كل مرة نشر قصص كأخبار حقيقية، وهذا أدى إلى الخوض في نقاش حول كيفية عمل وسائل الإعلام وكيف يتم التعامل مع بعض الموضوعات. وحول ما يحفز عريقات على متابعة عمله رغم التهديدات، أوضح «لا أحد يقوم بهذا العمل، إذا كان شخص آخر سيقوم بهذا العمل ربما كنت سأتوقف، ولكن لا أحد يتناول الأمور بدقة وأعتقد أننا نقوم بذلك». «لن تستطيعوا قمع حرية الرأي للأبد» وفي كلمتها بافتتاح منتدى الإعلام العالمي، دافعت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريجيته تسيبريز، عن الإعلام التقليدي ذي السوية المهنية الرفيعة، مضيفة «يجب الانفتاح على التكنولوجيا الإعلامية، غير أنه لا يجب أن نساوم في موضوع المحتوى الإعلامي»، بينما وجه مدير مؤسسة DW كلامه للطغاة والديكتاتوريين قائلا «لن تستطيعوا قمع حرية الرأي للأبد فهي أقوى منكم». يشار إلى أن النسخة العاشرة من "منتدى الإعلام العالمي" الذي تنظمه مؤسسة DW في بون الألمانية، في الفترة ما بين 19 و21 يونيو، بحضور ممثلين عن الإعلام والسياسة والمجتمع المدني، ينطلق تحت شعار "الهوية والتنوع"، ويحتل الإعلام الرقمي حيزا مهما في برنامج المنتدى لهذا العام. ولم يخل افتتاح المنتدى من الجانب الترفيهي، فقد قدم مهرجان بيتهوفن فاصلا موسيقيا في بداية المنتدى. وحلت أسماء معروفة ضيوفا على المنتدى مثل نائب رئيس البرلمان الأوروبي إليكساندر جراف لامبسدورف ونائبة رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت، ووزيرة العمل الألمانية أندريا ناليس، ورئيس مؤتمر الأمن في ميونيخ فولفجانج إيشينجر. شراكة مع المركز الأوروبي وقع المركز الأوروبي، عقد الشراكة الإعلامية مع DW، خلال انطلاق فعاليات الدورة العاشرة من منتدى الإعلام العالمي. عقد الشراكة، يعطي المركز الكثير من المهنية والدعم وتعزز مكانة المركز الأكاديمية في مجال الدراسات والبحوث ضمن اختصاصه ووفقا للمعايير الدولية.
وتأتي هذه الخطوة، ضمن سياسة المركز، بالانفتاح على المؤسسات الأوروبية، بينها المفوضية الأوروبية والمؤسسات الثقافية والإعلامية في ألمانيا وأوروبا، إلى جانب المؤسسات الإعلامية العربية المعروفة دوليا، في إعداد الدراسات والتقارير وتقدير الموقف، التي تغطي الأحداث التي يشهدها العالم ضمن اختصاصه في مجال مكافحة الإرهاب والاستخبارات، من خلال شبكة خبراء وباحثين كبار.