مشهد «البرجر والنيل» أكد أن الإنسان قادر على خلق السعادة بأبسط الأشياء رافقنا فى التصوير طبيب متخصص ليعرفنا شكل الرعشة والإغماء مع كل نوع من المرض المسلسل يسعى لمساعدة مرضى السرطان فى التعايش بالمجتمع لأنهم ليسوا غرباء أؤيد تقديم فورمات عالمية فى مسلسلات عربية بشرط جودتها.. و«جراند أوتيل» المصرى أفضل من الإسبانى قال الفنان التونسى ظافر العابدين إن رغبته فى تقديم عمل اجتماعى يتضمن خطا رومانسيا كان سببًا فى مشاركته ببطولة مسلسل «حلاوة الدنيا» مع مواطنته هند صبرى، لا سيما أن آخر عمل له فى الدراما التليفزيونية المصرية كان عبر المسلسل التشويقى «الخروج»، إلى جانب أنه يعرض له المسلسل اللبنانى «كراميل». ظافر كشف فى حواره مع «التحرير» كواليس تقديمه لشخصية «سليم» مريض السرطان، والذى يجمعه به عدة سمات مشتركة منها الرغبة فى البحث عن النور فى حياتنا مهما سيطر عليها الحزن، إلى جانب تفاصيل مشاركته فى «كراميل». - هل خططت ليكون حضورك فى شهر رمضان عبر هذين العملين؟ فى البداية نويت تقديم مسلسل مصرى هو «حلاوة الدنيا»، وبعده تلقيت عرض «كراميل»، ووجدته مشروعا مختلفا تمامًا، إلى جانب توقيت تصويره لم يكن فيه أى تعارض مع العمل الأول، كما أن دورَىَّ فيهما لا يتشابهان على الإطلاق. - وما العناصر التى وجدتها فى «حلاوة الدنيا» دفعتك لاختياره ليكون محطتك الجديدة بالدراما المصرية؟ الحدوتة نفسها، فهى اجتماعية إنسانية قريبة من الناس جدا، قد نعيشها مع أحد أقاربنا، فالموضوع واقعى بدرجة كبيرة، وهذه النوعية الجمهور يحب مشاهدتها، إلى جانب اختلاف الدور عن الأدوار التى سبق لى تقديمها فى الدراما المصرية، آخرها فى مسلسل «الخروج»، الذى كان ينتمى لنوعية الأعمال البوليسية، ويحمل همّ زملائه الذين تم قتلهم من قبله، و«سليم» عكسه تمامًا فهو يحب الحياة، يأتى بعد ذلك الفريق المميز من إخراج وإنتاج وتمثيل والسيناريو الذى جذبنى. - وهل من عناصر مشتركة بينك وبين «سليم»؟ حب الحياة والنظر إليها بإيجابية وتفاؤل، وإن كانت طريقة حياته تختلف عنى كثيرًا، والظروف التى يعيشها، والتى لم أعشها من قبل. - بمجرد طرح البرومو الترويجى للعمل ظن بعض المشاهدين أنك ستقدم دور الحبيب أو الزوج الذى سيتخلى عن هند صبرى بعد اكتشاف مرضها.. كيف وجدت ذلك؟ صحيح حدث هذا، ربما يرجع الأمر لربطهم موقفى المتخاذل نحو نيللى كريم فى مسلسل «تحت السيطرة»، والتى كانت علاقتى فيها بزوجتى علاقة انتفاض بعد اكتشاف الحقيقة ثم الانفصال، والحدوتة فى «حلاوة الدنيا» مختلفة تماما، وكنت حريصًا على ذلك، حتى لا أكرر من طبيعة أدوارى، كما أن «حاتم» شخصية هادئة وعملية أكثر، لكن على العكس نجد «سليم» وعلاقته بالمحيطين به مختلفة - توقع البعض أيضًا مع بدء عرض الحلقات الأولى من المسلسل انتماءه لنوعية الأعمال الحزينة.. كيف تابعت هذه الآراء؟ فى الحياة نتعرض لأمور سلبية وأخرى إيجابية، والمهم أن نستكمل مشوارنا، ونجد النور فى كل شىء، مثلا رغم مرض البطلين لكن الصورة الموجودة فى الحلقات جيدة جدا، والعلاقات أيضًا غير مُبكية، وهذا المزج بين الفرح مع الحزن يؤكد أن العمل ليس كئيبا على الإطلاق، صحيح هناك بعض التفاصيل الحزينة لكن هذه دراما الحياة، أعتبره يتضمن أملا وحبا واجتماعيات كثيرة، وحلاوة الموضوع أن ما يحدث وتطورات العلاقات غير متوقعة ويدخلنا فى دراما قوية فيها حواديت أخرى تخص الأم والأشقاء والأصدقاء، وسنتابع ما تؤول له كل قصة، وهو ما جعل مرض السرطان ليس المحرك الرئيسى للأحداث، لكن الانطلاقة جاءت منه. - ولكن ألم تخش أن يتسبب هذا الاختلاف فى انصراف المشاهد عنه؟ لا إطلاقًا، كفريق مسلسل كنّا نعلم أن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها مناقشة المرض بهذه الصورة، وأستغرب من وجود تابوهات لدينا بعدم جواز الحديث عن موضوعات منها هذا المرض، لكننى أجد أنه من المهم أن تقدم الدراما هذه الموضوعات، لأنها من شأنها أن تساعد المرضى فى الشفاء والتعايش المجتمعى، وتجعلهم يشعرون أنهم ليسوا غرباء بيننا، إلى جانب أن العمل لم يستعرض السرطان ومعاناته وأعراضه وعلاجه فقط، إنما أيضًا قدم علاقات عائلية متعددة. - وما أصعب مشهد قدمته بالعمل؟ بالنسبة لى الشخصية كانت صعبة جدا، لذا أعتبر أن كل مشاهدها صعبة، إذ كان على «سليم» أن يكون «بشوشا» وسعيدا أمام الجميع، ويحمل قدرا كبيرا من التفاؤل نحو الحياة القادمة، رغم معاناته من آلام شديدة داخله، لكنه لا يرغب فى أن يُشعر المحيطين حوله بالانزعاج من مرضه، أو يجد مشاعر عطف من قِبلهم نحوه، من ناحية أخرى فإننى أجد من أفضل مشاهدى بالمسلسل مشهد «البرجر والنيل»، حينما كانت هند صبرى تتمنى أن تخرج من المستشفى وتتناول الهمبرجر فى مطعم على النيل، وقمت أنا بذلك، مع مكالمة تم تصويرها بالفيديو، وهو ما كان له أثر إيجابى فى نفسها، والمغزى من هذا المشهد أن الإنسان قادر على خلق السعادة من أبسط الأشياء. - وكيف كان استعدادك للمشاهد التى أظهرت معاناتك مع مرض السرطان؟ قمنا كفريق عمل بأبحاث عديدة حول المرض، لأن كل نوع من السرطان له أعراضه ومعالجته تتم بشكل مختلف، لذلك كان معنا طبيب باستمرار يوجهنا ويصف لنا شكل الرعشة مثلا أو الإغماء ونحن نجسدها بأسلوبنا، وحاولنا معايشة الواقع وتقديمه بشكل ملىء بالمصداقية دون «أفورة» أو مبالغة. - وهل تجد أن «حلاوة الدنيا» قد تأثر بعرضه الحصرى على «CBC»؟ بالطبع عندما يتم عرضه على أكثر من قناة، عندما يجده المشاهد حتى لو صدفة فإنه يسمح بمشاهدته بدرجة أكبر وهو ما حدث معى العام الماضى ب«الخروج» لكن أيضًا «جراند أوتيل» تم عرضه حصريا على «CBC» ولاقى نجاحا كبيرا، فى النهاية النجاح مرتبط بجودة العمل نفسه. - وما حلاوة الدنيا فى رأيك؟ هى كل اللحظات الحلوة التى نعيشها فى حياتنا ونقضيها مع من نحبهم من أهلنا وأصدقائنا، ونرى العالم بطريقة إيجابية بمعنى أنه مهما حدث أكيد هناك أمور جيدة ستحدث، استمتع باللحظة، لأن اللحظة التى تمرّ لا تعود. - ترددت بعض الأنباء قبل بدء تصوير المسلسل بأن هند صبرى رشحتك لمشاركتها البطولة لدعم ابن بلدها بعد تقديمكما لمسلسل «فيرتيجو».. فما صحة ذلك؟ غير صحيحة، لأن ترشيحى ل«حلاوة الدنيا» جاء عن طريق شركة الإنتاج، تحدث إلى المنتج محمد مشيش، ثم التقيت بالمخرج حسين المنباوى، وبعدها قابلت هند، كما أننى بعد «فيرتيجو» قدمت بطولة فى عدة مسلسلات منها «نيران صديقة» و«تحت السيطرة»، و«الخروج»، فقد سلكت طريقا لى، وأجد أن المهم أن يكون الممثل مناسبا للدور الذى تم اختياره له، ومتأكد أن شركة الإنتاج فكرت فى الأمر بطريقة عملية بأن كل ممثل يتم إسناد الدور الذى يلائمه فى العمل، لأن الكاست واختيار النجوم يكون وفقًا لرؤية المخرج والإنتاج والتأليف أيضًا، لأنه لا يوجد مشروع فنى ينجح مبنى على الصحوبية إنما أكبر وأدق من ذلك. - وكيف وجدت تعاونك الأول مع المخرج حسين المنباوى؟ تقابلنا قبل هذا العمل فى فرصة للعمل فى النسخة العربية من مسلسل prison break ونشأت بيننا علاقة صداقة من وقتها، لكن المشروع تأجل، وبعدها كان هناك مشروع آخر، وللأسف أيضًا لم يتم إلى أن جاء مشروع «حلاوة الدنيا»، وهو مخرج محترم وموهوب جدا. - وهل تابعت النسخة العالمية من «حلاوة الدنيا»؟ شاهدت برومو ترويجيا له فقط، ولم أشاهد المسلسل بالكامل لأنه فى النهاية سيحمل اختلافات عن النسخة العربية التى نقدمها، من ناحية العلاقات والتقاليد، بالتالى لا يوجد تشابه كبير، وما اعتمدت عليه فقط هو السيناريو الذى تلقيته، بعد تمصيره بشكل صالح للواقع الذى نعيشه، ولم يكن واجبًا أن أتلقى أفكارًا من عمل لآخر. - هل هذا خوف من أن تتأثر بالفنان الذى سبق وقدم دورك فى العمل العالمى؟ لا لكن كل حدوتة لها واقعها، مثلًا لو الشخصية موجودة فى المكسيك فهى بالتأكيد تختلف عن نظيرتها التى تعيش فى القاهرة، إلى جانب ظروف الوقت والتفاصيل، ففضلت الاعتماد على السيناريو المكتوب الملائم لواقعنا، ووجهة نظر فريق العمل الذى أتعاون معه، وكذلك على خيالى باعتبارها تجربتى وليست تجربة النجم العالمى. - وكيف وجدت تعاونك الأول مع السيناريست تامر حبيب وورشة الكتابة للمسلسل؟ الحقيقة أن الكاتبتين سماء عبد الخالق، وإنجى القاسم بذلتا مجهودًا كبيرًا وقدمتا عملًا مميزًا، كما أن التركيبة نفسها للحدوتة قوية ومختلفة عن نوعية الأعمال السائدة. - بعض النقاد يعتبرون أن الاستعانة بفورمات لأعمال عالمية يمثل فقر أفكار لدى المؤلفين.. كيف ترى ذلك؟ لا أتفق معهم فى هذا الرأى، مثلا هذا الموسم إن كان هناك نحو عملين أو ثلاثة أو حتى أربعة فورمات عالمية، فهناك نحو 30 مسلسلا من وحى خيال مؤلفيها، أما عن الفورمات فلا مشكلة فى الأخذ منها والتعامل طالما أنها جيدة، على سبيل المثال فى توم كروز يقدم أفلاما من أعمال أخرى، كما أن النسخة المكسيكية من «حلاوة الدنيا» تم تقديمها بنسخة أمريكية، الفكرة فى كيفية التحويل، فنحن تعاملنا مع المسسل باعتباره حدوتة مصرية جدًا، قربناها من واقعنا، وهذه ليست عملية سهلة وبها تحد كبير، إذا لم يكن صنّاع النسخة الجديدة متمكنين من أدواتهم فالعمل سيفسد، كما أن النسخة المصرية من «جراند أوتيل» المصرى أفضل من الإسبانى. - وماذا عن مشاركتك فى مسلسل «كراميل»؟ سعيد جدا بمشاركتى فيه، إذ قليلًا ما نجد هذه النوعية من المسسلات، فهو عمل خفيف اجتماعى وإنسانى وكوميدى أيضًا، ويختلف عن أعمالى السابقة، وتدور أحداثه حول فتاة تقرأ تفكير الرجال، إلى أن تتعرف علىّ ومن هنا تنطلق الدراما، وتجسد هذه الشخصية ماغى بو غصن، التى سبق وتعاونت معها فى مسلسل «24 قيراط».