حالة من التخبط السياسي تعيشها قطر بعد مقاطعة دول الخليج لها، لكن ما زاد الأمر سوءًا هو ترك البيت العربي والاعتماد على تركياوإيران ثم عمانوالكويت كبديل سياسي وتجاري، إضافة إلى تمسكها بنهجها الخارجي وقناة الجزيرة، لكن سرعان ماعادت الدوحة إلى وعيها لتؤكد أنها مستعدة لبحث مصادر قلق الخليج. يومًا بعد يوم، تتناقض تصريحات المسؤولين القطريين، فوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أكد استعداد بلاده لإنهاء التخوف العربي، ثم عاد في يوم آخر بموقف متضارب، معلنًا أن بلاده لن تفاوض على سياستها، ولا سبيل للحوار مع الدول المقاطعة إلا بعد رفع الحصار. وهنا تكمن الأزمة الحقيقية، حينما يفتقد السياسي إلى موقف ثابت، ويظهر متخبطًا بادعاءه بأن دول الخليج تسعى للتخلص من دولته واستعمارها.. فهل من الممكن أن تُستعمر الدوحة من قبل أشقاءها؟ التسجيلات المسربة بين أمير قطر السابق ووزير خارجيته ومعمر القذافي، حينذاك، وتآمرهم على السعودية والبحرين، تؤكد الشكوك نحو مساعى الدوحة لشق الصف العربي، وتحويلها إلى براثن للإرهاب. ليس هذا كل شيء، فتصريحات الوزير القطري، حول دعم إيران لهم وتوفير ممرات للطيران، كانت كفيلة بزعزعة المنطقة العربية بأكلمها، نظرًا للعداء الواضح بين العرب وطهران. ومن هنا، خرج وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإماراتي، أنور قرقاش، ليؤكد أن عزل قطر قد يستمر سنوات، وأننا نراهن على الوقت الحالي، ولا نريد التصعيد، بل نسعى لعزلها. الأمر الذي أثار حفيظة وزير الخارجية القطري، ليخرج بعدها مُصرِحًا، بأن دولة الكويت ستقود عملية الوساطة مع الدول الشقيقية، باعتبارها الأخ الأكبر لها، لكن المفاجأة هو إلغاء تلك الوساطة والاعتماد على حشد جهودها الدبلوماسية والخارجية والاستعانة بواشنطن خلال زيارة سيتم الإعداد لها الأسبوع المقبل، فضلًا عن جولاته في باريس ولندن وذلك لبحث التداعيات على المستوى الاقتصادي والسياسي. إلا أنه كان من الأولى للدوحة، أن تظل خلف الجهود الكويتية، في حال رغبتها بإنهاء الأزمة والعودة إلى الحضن العربي مجددًا، لكن تأكيد مسؤول الخارجية القطري، بأن الأزمة يمكن أن تنتهي حول مائدة حوار، وبوساطة كويتية، ما يدفعنا إلى التساؤل.. هل تسعى قطر للتصالح مع أشقاءها أم أنها تستقوي بالخارج لإكمال مخططها بإسقاط الأنظمة العربية؟ تصريحات السفير القطري في واشنطن، مشعل بن حمد آل ثاني، قد تكون الرصاصة الأخيرة في نعش الأمير الصغير "تميم"، حيث قال: إن "الإمارات لها دور في غسيل الأموال للإرهابيين، وأن الإماراتيين كانوا من بين خاطفي الطائرات الذين هاجموا البرجين"، مشيرا إلى أن عدد المدرجين على اللوائح الأمريكية والأممية للإرهاب من الدول المقاطعة يفوقنا 10 مرات. الهجمة الشرسة التي شنها سفير الدوحةبواشنطن، قد تعرقل المساعي الأخيرة للتصالح، والتي دعى إليها أمير الكويت، وتُفعل تصريحات وزير الخارجية الإماراتي بأنه قطر ستظل في غزلة لفترة مستمرة. وكانت مصر والسعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى اليمن وليبيا وموريشيوس وجزر المالديف وموريتانيا قررت قطع العلاقات الدبلوماسية وطرق المواصلات مع قطر بعد اتهامها بدعم الإرهاب، في أسوأ أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج..