تسبب دبلوماسي سعودي بألمانيا في وفاة رجل يبلغ من العمر 55 عاماً، في حادث سير بالعاصمة برلين؛ وذلك عندما فتح باب سيارته فجأة دون أن ينتبه إلى قدوم سائق الدراجة، فاصطدم الأخير بالباب؛ ما أدى إلى وفاته. ووفقا لمجلة "شتيرن" الألمانية؛ فقد وقعت الحادثة في شارع هيرمانشتراسه بضاحية نويكولن، حين كانت سيارة الدبلوماسي من طراز بورشه كايان، مركونة على طريق مخصص للدراجات، في منطقة من المحظور الوقوف فيها، ولم يستطع سائق الدراجة الفرملة في الوقت المناسب، فاصطدم بالباب وتعرض لإصابات بالغة برأسه، نُقل على أثرها إلى مشفى، حيث توفي. وذكر متحدث باسم الشرطة أنهم بعد حوادث مثل هذه يفتحون تحقيقاً للاشتباه في القتل غير العمد، إلا أنه في هذه الحالة سيكون هناك "تحقيق حادث طرقي لأغراض التأمين"، مبيناً أنه لم يكن بالإمكان استدعاء المتسبب في الحادث. ومن المستبعد إجراء تحقيق جنائي في القضية؛ بسبب الحصانة التي يتمتع بها الدبلوماسي. وذكرت النيابة العامة أن الدبلوماسيين محميون بشكل غير محدود من الملاحقة، وعادة ما يتم تعليق الإجراءات الجنائية فوراً، عندما يتعلق الأمر بهم، بحيث يكونون محميّين؛ لكي لا يتم مقاضاتهم لأسباب سياسية بشكل خاص، وفق ما ذكره موقع المجلة. من جانبها، أكدت الخارجية الألمانية أنها تتحرى على الدوام حالات فردية، مبينة أنها تشير لبعض السفارات باستمرار على واجبها في مراعاة قوانين البلاد، وأن الدبلوماسيين، بصرف النظر عن امتيازاتهم، ملزمون بمراعاة القوانين السارية في الدول التي تستقبلهم. ونقل تلفزيون "آر بي بي" الألماني عن الخارجية تأكيدها أنها أرسلت ملحوظة شفوية للسفارة السعودية، طالبةً منها إبداء الرأي في الواقعة. ونقلت عن الوزارة قولها إن التفكير في احتمال اتخاذ خطوات دبلوماسية يمكن أن يتم بعد الحصول على تعليق السفارة السعودية وبعد إنهاء تحقيقات الشرطة. بدورها، أصدرت السفارة السعودية في برلين بياناً، نشرت نصه أمس -على حسابها بموقع تويتر- عبرت فيه عن تعازيها القلبية لعائلة المتوفى، مشيرة إلى أنها على تواصل وثيق مع الخارجية الألمانية في هذا الشأن. وكشفت صحيفة تاجز شبيغل الألمانية أن عدد المخالفات والحوادث التي ارتكبها دبلوماسيو مختلف الدول في برلين وصل إلى 22816 في عام 2016، بينها 60 حادث سير، أسفرت عن 3 إصابات بجراح بالغة، و25 طفيفة؛ مبينة أن "ترتيب أكثر مرتكبي المخالفات بين ممثلي الدول الأجنبية العام الماضي، يُظهر الصين (753 مخالفة) في المقدمة، ثم روسيا (697 مخالفة)، ثم السعودية (683 مخالفة)، ثم مصر (655 مخالفة)، مشيرة إلى أن غالبيتها مخالفات سرعة، وركن السيارة في مكان خاطئ". وأشارت إلى أن الأرقام كانت قريباً في 2015، إلا أن السعودية حلت فيه بالمركز الأول من حيث المخالفات ب1340 مخالفة، لافتة إلى أن أرقام وزارة الداخلية تُظهر أن المخالفات التي يرتكبها ممثلو الدول الأجنبية تتراجع للمرة الأولى منذ أعوام، وأن الحصانة التي يتمتع بها هؤلاء يفوت على المدينة الحصول على مئات الآلاف من الأموال ثمن الغرامات المترتبة عليهم؛ لأن النيابة العامة توقف الإجراءات المتخذة ضدهم.