كتب - محمد عباس: يؤمن الكتثيرون بالقضاء والقدر، وأن إرادة الله فوق كل اعتبار، لكن البعض أرجعوا بعض التغيرات في حياتهم إلى أعمال السحر والشعوذة، استندادًا أن السحر وأعمال الجن مذكورة في القرآن، بينما لجأ إليها آخرون لإيذاء خصومهم وبعض أقاربهم، فيما جعلها الدجالون وسيلة للكسب. "التحرير" رصدت أبرز أعمال الدجل والشعوذة، والنصب تحت ستار العلاج بالقرآن، ودفن أعمال السحر في المقابر، من خلال أوراق مكتوبة بحبر خاص يميل إلى اللون الأحمر، وتجارب مأساوية تعرض لها بعض الشباب وأسرهم، وراء كل منها قصة مثيرة. عمل في جمجمة "حاجة غريبة جدا وأول مرة أشوفها في حياتي وأفزعتني لها".. هكذا وصف عم مغاوري، "حانوتي" مقابر المحلة الكبري بمحافظة الغربية ل "التحرير" فاجعة استخراج عمل، وقال إنه فى إحدى المرات جاءت سيدة إلى المقابر ادعت أن ابنها ملبوس من "جنية"، ودلته على مكان العمل المدفون منذ 10 سنوات زاعمة أنه داخل جمجة ميت، مضيفا "فضلنا نطلع أكثر من جمجمة من المقابر اللي شاورت عليها، لكنها تقول لا مش دي وبعد حوالي 3 مرات، جسمها ارتعد وقالت هي دي، وفعلا لقينا فيها ورقة مكتوبة بعمل". ويضيف عم مغاوري "في إحدى المرات صادفت 4 حالات دفن، فجاءت سيدة تحمل قطة، وطلبت منى دفنها مع الميت، كما طالبتنى سيدتان منقبتان بدفن عمل، "قالوا لى معانا عمل وعاوزينك تحطه مقابل 20 جنيها، لكني رفضت وطردتهم"، لافتا إلى أنه فى بعض الحالات ورق الأعمال يأتى مع الميت من منزله، خاصة مع جثامين السيدات الموتى وعند إيداعهن المقبرة، تكون ملفوفة بالكفن ولا نكشف جثث السيدات بالطبع. ورق للنصب ويوضح طلعت عبد الجليل الطور "الحانوتي" بمقابر المحلة بعض المواقف والأحداث التى عايشها من استخدام الدجل والشعوذة بالمقابر، قائلا "مرة جالى واحد دجال ومشهور عنه إنه بيطلع الجن والأعمال، وقال لى إنه هيجيب عمل وأدفنه فى الترب، ولما يجيلى الزبون أحضرله وأقوله العمل اللى معمول لك فى نفس المكان اللى هندفنه، ويجى هنا يشوف العمل ونطلعه ولو خدنا اللى فى جيبه وقتها مش هيقول لأ" لكن أنا رفضت تماما وقلتله نحن ندفن موتى ومن لم يتعظ بالموت فلا عظة له. ويتابع "مرة كان صديق لنا وتعب شوية، وقالوا روح لسِت تعالجك لأنك معمول لك عمل، والدجالة قالت له إن العمل مدفون فى الترب، فجالى علشان اطلعهوله، فحاولت أقنعه إنه نصب ودجل مسمعش كلامى، فرحت عامله ورقة عادية خالص وكاتب فيها بالأحمر حروف " و " . " ن "، وقولنا له طلعنالك العمل، ففاق وبقى كويس". مياه قرآن قال أحد الشباب من ضحايا الدجالين، رفض ذكر اسمه، كنت داخل تجربة فى حياتى وعندما أقبل عليها يحدث العكس، فأكد البعض وجود عمل مسحور، وأرشدونى للتوجه لأحد الأشخاص بقرية تابعة لمركز المحلة، بزعم العلاج بالقرآن، "حسيت إنى داخل عيادة دكتور، قالى حط إيدك على المصحف وغمض عينك وبعد ما خلص شوية الحاجات اللى بيعملها قالى يابنى أنت عايش ومتحمل اللى عندك إزاى، وكتبلى ورقة زى الروشتة طلعت للست اللى معاه برة إداتنى زجاجات مية وقالت دى مياه قرآن وكان فى تانى زجاجات لونها أحمر، طلب منى استحمى بيها مرة الصبح ومرة بالليل ومكبهاش فى الحمام، وأحطها قدام البيت وعلى السطح، وبعد كل دا مفيش حاجة اتغيرت عندى ولا حتى اتحسنت". ويقول "إبراهيم المبخراتي"، "أنا ببخر في المقابر، وفى إحدى المرات كنت أنظر على شجرة فوجدت "ملاية بيضة" مكتوب عليها كلام بالأحمر، سألت عم محمد الدفان فقال لى دا عمل، وعرفت إن أى عمل نجده فى المقابر إما نولع فيه أو نبله فى ميه علشان يفسد". عشيرة من الجن وفي حارة ضيقة بشارع الحكمة بمدينة طنطا، تعيش أسرة دعاء موسى طفلة تبلغ من العمر 12 عامًا، حولها البؤس إلى سيدة فى نهاية عمرها، فيؤكد خالها ويدعى أشرف الليثي، إن الفتاة تسكنها عشيرة من الجن، حسب ما أكده كثير من "الشيوخ والمعالجين"، وهو ما حوّل حال الأسرة إلى جحيم طيلة 3 سنوات كاملة. وقال "لاحظنا ذلك فى بادئ الأمر بعد أن كانت تُصاب بإغماءات لمدد طويلة، وعجز اليدين عن الحركة، فأجرينا كل الفحوصات الطبية، من آشعة مقطعية على المخ، ورسم القلب، حتى الطب النفسى وقف عاجزًا، وبعد تطور مرضها حاولت قتل نفسها، ثم ظهر الجن الذى يسكنها متحدثًا بلسانها لكن بصوت غليظ ليس كصوتها، ولجئنا لكل الشيوخ والمعالجين وتعرضنا للنصب أحيانا ودون جدوى حتى الآن.