كتب: أمير الشعار بعد 5 سنوات من الحرب السورية، أصبح هناك تأكيدات بأن جغرافية المنطقة العربية بدأت تتغير تباعًا، ما قد يشير إلى نشوب حربا عالمية جديدة. فلطالما سعت واشنطن إلى ترسيخ مبدأ الانفصال وتعزيز الفيدرالية في مدينة الرقة السورية، وظهر ذلك في الآونة الأخيرة من خلال انتشار القوات الأمريكية الداعم الرئيسي للأكراد في الشمال السوري، لكن هل ستظل روسيا صامتة على ذلك التوسع، أم سيكون لها رأيًا مغايرًا. النفوذ الأمريكي "7 مطارات عسكرية أمريكية في شمال سوريا.. وقوات إضافية"، حلقة جديدة من النفوذ الأمريكي في المنطقة العربية، تارة لرفضها خطة أردوغان في التوسع بمدينة الرقة وإيصال رسالة إلى أنقرة بأن هناك بديلًا لقاعدة إنجرليك الجوية، وأخرى لاستعراض القوة أمام غريمها الأكبر روسيا، وهذا ما أكده مصدر ميداني سوري ل" التحرير ". روسيا والناتو ونوه "المصدر" إلى أن روسيا أول اللاعبين الذين حصلوا على قواعد عسكرية في سوريا ك"حميميم، ومطارات بادية حمص و مطار القامشلي"، إضافة إلى تواجد خبراء ومستشارين عسكريين، وأسلحة متعددة وراجمات صواريخ، الأمر الذي يمثل تهديدًا مباشرًا للناتو. وعن تسليح واشنطن للأكراد في الرقة، أكد أن ذلك الأمر سينهي آمال تركيا في التمدد ويعطي إشارة إيجابية للتوسع الكردي، وتحقيق مبدأ الانفصال الذاتي، وسيجبر أنقرة على الانسحاب بعد مطالبتها كثيرًا بمحاربة تنظيم "داعش" في الرقة، وأن تفتح قوات سوريا الديمقراطية ممرًا من تل أبيض ليكون مسارًا لها إلى الرقة، لكن الأمر قوبل بالرفض، بحسب "المصدر". غضب تركي وتابع "المصدر" أن المعادلة التركية اختلفت تمامًا، كونها تخشى فقدان مدينة الرقة التي تمثل تهديدًا أمنيًا لحدودها، ما سيدفعها إلى إطلاق عملية جديدة تحمل اسم "غضب الفرات"، وأن تعيد التفكير في منطقة آمنة بإدلب، بعد رفض واشنطن فكرة تواجد تركيا بين جرابلس ومدينة الباب. وبينما تتناحر القوى العظمى في الرقة، إلا أن نظام الأسد ليست لديه ردود أفعال تجاه تواجد قوات تركية على أراضيه، ومسألة السماح لها من عدمه لم يحن وقتها حاليًا، بحسب "المصدر الميداني". يأتي ذلك التشابك بين القوات العسكرية وسط صمت من تنظيم "داعش" الذي يسعى جليًا إلى إيجاد طرق آمنة للخروج من المدينة التي كان يسيطر عليها. خروج آمن بالأمس، كان هناك اتفاقًا بين قوات سوريا الديمقراطية و"داعش"، يُمنح من خلاله لمقاتلي التنظيم بخروج آمن من الرقة باتجاه تدمر، لكن الطيران الروسي علم بالأمر بعد خروجهم مباشرة، وقام بقصفهم، قائلين: "لن نسمح لهم بذهابهم باتجاه مناطق النظام السوري"، وفقًا للمصدر. روسيا وداعش فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أن خروج مسلحين من "داعش" من الرقة أظهر عدم كفاية التنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، داعيًا إلى مناقشة هذه المسألة في مفاوضات أستانا. وأكد "لافروف" مغادرة مجموعة من مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، مدينة الرقة، متوجهة نحو مدينة تدمر، إلا أن القوات الجوية الروسية تمكنت من القضاء عليها. بداية الصراع تشكل المدينة السورية البوابة الأخيرة للصراع الدولي والإقليمي، باعتبارها مفتاح مدينة الرقة، أما المنطقة الجنوبية الشرقية لمنبج، فتنظيم "داعش" يتخذها مقرًا له، محتميًا بآلاف المدنيين معتبرًا إياهم أسرى حرب. لكن حتى هذه اللحظة تسعى كل الأطراف المتناحرة للوصول إلى المفتاح الرئيسي للمدينة التي كانت شاهدة على الثورة السورية منذ اندلاعها في 2011، بل وانتفضت أيضًا ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. إلى أن استطاعت فصائل المعارضة السورية، مدعومة من مجلس "منبج" العسكري، فرض سيطرتها على المدينة حتى فبراير 2013 الغزو الداعشي لتبدأ حلقة جديدة من الغزو الداعشي، الذي نجح في غرس أفكاره المتطرفة داخل عقول شبابها ونساءها والعمل على تجنيدهم، ما أدى إلى انهيار المدينة الباسلة، ونزوح آلاف الأهالي من المدينة تجاه أعزاز وريفها وجرابلس، في انتظار العودة مجددًا. لكن لم يدم الحال كثيرًا، حتى أطلقت "قوات سوريا الديمقراطية" عملية باتجاه منبج، في 31 مايو 2015، مدعومة من قوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا، واستطاعت فرض سيطرتها. التطهير في أغسطس الماضي، نجحت القوات السورية بقيادة منظمة "بي كاكا" التي تعتبرها أنقرة حركة إرهابية، من إحكام السيطرة على قرى محيطة بمنبج، وتطهيرها من "داعش"، الذي لم يظهر أي مقاومة عسكرية تذكر، خلال عملية استعادة الأحياء السكنية. هل فقدت المعارضة السورية الدعم الكامل من قبل تركيا للحفاظ على منبج؟ بعد سيطرة قوات مجلس منبج العسكري على قرى خاضعة لقوات "درع الفرات" المدعومة من أنقرة، أعلنت تركيا توصلها إلى اتفاق ضمني مع روسيا، يقضي بنشر قوات تابعة لنظام الأسد على خطوط التماس على أن تشارك قوات روسية في عملية الفصل. ليعلن بعد ذلك مدير قسم العمليات في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، الجنرال سيرجي رودوسكوي، أن مسلحي "بي كاكا"، سيسلمون مواقعهم لقوات الأسد بالاتفاق مع الجانب الروسي، من أجل حماية المدنيين، وأيضًا لمنع القوات التركية من فرض سيطرتها على المزيد من الأراضي السورية. النفوذ وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد نجحت قوات الأسد في التقدم بموازاة حدود مجلس مدينة منبج العسكري، في مسعى منه لتقليص نفوذ "داعش" على شرق حلب. قوات أمريكية في هذا الصدد، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية، نشر مقاتلات عسكرية وقوات تابعة لها بمحيط منبج ومناطق سيطرة مجلس منبج العسكري؛ لضمان عدم مهاجمة الأطراف المختلفة فيما بينها. تراجع تركي خرج بعد ذلك رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم ليؤكد، أن بلاده لن تقوم بعملية عسكرية في منبج بسوريا، إلا بعد التنسيق مع روسيا والولايات المتحدة. وبدأت القوات التركية والجيش السوري الحر بالتحرك في عمق المدينة لتصبح بذلك المدينة الباسلة على شفا حرب عالمية.