بين الاستماع للراديو والإفطار على أسطح المنازل؛ يقضي أكراد سويا شهر رمضان المبارك، ويقول الشيخ عبد الله الكردي -أحد رجال الدين من منطقة الحسكة - إن "منطقة كردستان سوريا المسماه ب(روج آفا) معروفة بمدى إرتباطها بالعبادات وبالدين؛ ليس فقط في رمضان وإنما طوال العام بسبب العمق التاريخي بهذه البقعة من العالم والتي تقع في الشمال السوري، وشهدت في السنوات الأخيرة هجمات تنظيم داعش الإرهاب". على سطح المنزل وأضاف "قبل آذان المغرب ووجبة الإفطار، تنتظر السيدات أمام بيوتهن لموعد الإفطار، بينما يستمع الرجال للراديو، وعند الحدود التركية قرب عفرين يفطر الناس على أصوات المدافع التركية، وفور سماع الآذان يبدأ الناس في الإفطار ، ولكن ليس داخل المنزل وحجراته ، ولكن جرت العادة أن تجتمع الأسرة في الهواء الطلق على أسطح البيوت. تراويح البيت الكبير وقال الكردي "تختلف طقوس صلاة التراويح وتقاليدها لدي الأكراد السوريين عن أي بقعة أخرى بالعالم الإسلامي؛ فالمساجد لا تنتشر في كل القرى لذلك يجتمع الناس في بيت كبير من بيوت القرية، ويختار الأهالي واحدا منهم يعرف القرآن جيدًا كي يكون إماما بصلاة التراويح داخل هذا المنزل، أما في المدن تقام الصلاة داخل المساجد. وتختلف ركعات التراويح من منطقة أخرى -وفقا للكردي- فترى الناس تصلي في عفرين والمناطق المحيطة بها بالقرب من الحدود التركية 23 ركعة، وذلك حسب المذهب الحنفي، بينما في منطقة الجزيرة يصلي الناس 8 ركعات كل 4 منفصلين حسب المذهب الشافعي. صيام بلا استثناءات وأضاف "لا تشعر بالعائلات غير المسلمة في كردستان السورية خلال أيام شهر رمضان؛ فالكل صائم، وهناك جو من التقدير والإحترام، والإحساس بالآخرين". المطبخ الكردي والمقليات وقال "أما فيما يتعلق بالمطبخ الكردي في رمضان فله قصص أخرى، ففي السحور يطبخ الأكراد "البرغل"، وترى الشوارع ممتلئة بالأطفال يحلمون أطباق الطعام المختلفة، وتنتشر عادة تبادل المأكولات بين الجيران؛ فكل منزل يخرج ما طبخه اليوم لجيرانه، وتعتبر الأطباق الشهيرة في "روج آفا" هي المقليات والتي تحظى بقبول شعبي في الشهر الفضيل. "شافا قادري" و"الكلور" واستكمل "أما ليلة القدر فتتميز بملامح خاصة تختلف بها عن باقي ليالي شهر الرحمات، وتسمى لدى الأكراد ب(شافا قادري)، وتتجسد تلك الملامح الخاصة في وجبه مميزة نسمى (كلور) وهي تتكون من عجين ودبس مقليين في الزيت، حيث يعتقد الأكراد أن الأموات يحتاجون إلى (أكلة) مقلية بالزيت في ليلة القدر، ولذلك تتحول المنازل إلى خلايا نحل من العمل، فيخرج المنزل الواحد ما لايقل عن 15 صاج من الكلور للعمل على راحة موتاه". العيد في المقابر ويختتم الأكراد السوريون الشهر الفضيل -وفقا للكردي- بالخروج للمقابر يوم العيد، قبل طلوع الفجر؛ حيث يوزعون الحلويات والسكر، رحمة على أرواح موتاهم، ثم يتوجهون لصلاة العيد، وبعض العائلات يوزعون الكعك والسمبوسة".