تتجه إلى الحرب الأهلية في سوريا، لتصل إلى ريف دمشق والغوطة الشرقية، حيث المعارك يوميًا لا تهدأ، وبالرغم من ذلك لا يزال الريف الدمشقي يحتفظ بعاداته وتقاليده؛ فشهر رمضان هو شهر "اللمة" مع العائلة بالدرجة ألاولى، إذ يمثل فرصة نادرة لجمع شمل أفراد الأسرة السورية حول مائدة إفطار واحدة. ويتبادل الأقارب والجيران الزيارات والمأكولات، ويستضيف كل منهم الآخر لتناول الإفطار على مائدته، كما يغتنم العديد هذا الشهر للتصالح وتسوية الخلافات القديمة الموجودة مع الأهل والأصدقاء. أطباق دمشقية ولا زالت الأسرة الدمشقية تهتم بتقديم ما لذَّ وطاب من أصناف وألوان الطعام كالمرطبات المصنوعة من قمر الدين والزبيب، بالإضافة إلى المقبلات التي تشمل الفتّات بأنواعها؛ الحِمَّص بالزيت أو السمنة وصحن الفول المدمس بالزيت مع الطرشي.. بالإضافة إلى شوربة العدس، ولاتخلو مائدة بسوريا من الحلوى الرمضانية المصنوعة من الكنافة، بالإضافة إلى البرازق والنهش. وتخفت أصوات القصف في الغوطة أمام نداءات باعة المرطبات التي تعلو عليها بعد الإفطار، والناعم أيضاً من الحلويات التي ارتبطت بشهر رمضان الكريم فقط، مثل "الجرادق"، وهو يصنع من العجين المائع؛ ويضع صانعه صاجاً من النحاس على نار لينة. أمن نفسك أولاً بدوره، وصف أنس الخولي، الناشط السوري من الغوطة الشرقية الوضع المأساوي الذي يعيشه السكان بالشهر الفضيل، في وقت يعد فيه رمضان هذا العام هو السادس بتلك المعاناة؛ ففي الغوطة هناك كل يوم قصف على عدد من مناطق الغوطة، والطرق الامنة لم تفتح على الأخيرة والناس مع بداية الشهر الفضيل يكون همها الأول هو تأمين نفسها، وتجنب القذائف والقصف الجوي بقدر المستطاع. الأسعار..نار لا تنجو عائلات الغوطة من الجوع في رمضان، هذا إذا نجت من الموت قصفًا؛ فالأسعار شديدة الإرتفاع، بسبب ندرة المواد الغذائية، والسحور وحده يكلف الأسرة 5 الاف ليرة، والحصول عليه صعب كثيرًا ومؤلم ، فالمنافذ قليلة ومزدحمة، و في هذه الحالة يكون الاعتماد على المؤسسات الاغاثية التي تقدم للناس الطعام في رمضان، حسب وصف الخولي. التراويح وأكد الخولي أن المساجد تمتلىء مع صلاة الفجر و التراويح، مشيرًأ إلى أن المصلين اعتادوا على القصف والذي أصبح روتينا يوميا بالنسبة لهم، وبالرغم من إستهداف المساجد أحيانًا وما ينجم عن ذلك من خسائر بشرية، إلا أن الناس تقبل على صلاة التراويح، والتي يشترك فيها بعض أئمة الفصائل. وقال براء أبو يحي، الإعلامي السوري من الغوطة الشرقية وريف دمشق، إن المدنيين رغم القصف يسهرون حتى صلاة الفجر يتناولون وجبة السحور و بعدها يقيمون صلواتهم، و بالنسبة لصلاة التراويح هذا الشهر فإن معدل القصف أقل بالنسبة ل لشهور رمضان في الأعوام الماضية، و هذا العام يلاحظ توافد المدنيين على المساجد بكثرة لإقامة التراويح. بطعم الحصار وأكد أبو يحي في تصريحات خاصة ل"التحرير" في ظل التصعيد المستمر من قبل قوات النظام على الغوطة الشرقية، تستمر معانات المدنيين تيجة الحصار المفروض من قبل بشار الأسد و الجوع الذي يخيم على عموم اهالي الغوطة الشرقية،و الفقراء خصوصا نتيجة غلاء الاسعار بشكل جنوني و كثرة البطالة. الأطفال وألعاب فوق الدمار وأضاف أبو يحي أن الأطفال السوريين في الغوطة لازالوا دؤوبين علي اللعب في رمضان بالرغم من الحصار والقصف، والجميل في المسألة أن الأطفال باتوا يستخدمون بقايا القصف كألعاب يلهون بها في الشهر المبارك.