حل شهر رمضان في سوريا على غرار الأعوام الثلاثة الماضية، وسط حرب وأعمال عنف خلفت أكثر من 150 ألف قتيل وملايين النازحين منذ عام 2011. وعشية اليوم الأول من رمضان، قتل وأصيب العشرات في انفجار سيارة ملغومة في بلدة دوما السورية شمال شرقي دمشق، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. قصف مستمر قصف الجيش السوري، فجر أول أيام شهر رمضان، عدة مناطق في البلاد، لاسيما في محافظة حماة التي شهدت أيضًا اشتباكات بين القوات الحكومية والمعارضة، حسب ناشطين. وقال "مركز حماة الإعلامي" المعارض: إن القصف المدفعي استهدف مدينة مورك، في حين قتل 4 أشخاص، بينهم طفل، في غارات شنتها طائرات الجيش على اللطامنة بريف حماة الشمالي. وتزامن القصف مع اندلاع اشتباكات بين القوات الحكومية وفصائل من المعارضة المسلحة على جبهات متفرقة من المحافظة. كما قال ناشطون: إن بلدات تسيطر عليها المعارضة في محافظات حمص وريف دمشق وحلب ودرعا تعرضت لقصف مدفعي من قبل القوات الحكومية ولغارات شنتها مروحيات وطائرات الجيش. اللاجئون في سوريا أثارت مشكلة اللاجئين السوريين الجدل خاصة أنها تتعلق بشعب تشرد في بقاع الوطن العربي، وفي بداية الشهر الكريم أصبح البعض يتساءل عن ظروف معيشتهم وطبيعة حياتهم بعيدًا عن وطنهم. وألقت الأزمة السورية بظلال قاتمة على كلا الطرفين؛ اللاجئون والدول المستقبلة لهم؛ حيث تقدر أرقام الفارين من ويلات الحرب في سوريا حتى الآن بحوالي ستة ملايين نازح، ما بين لاجئ ونازح يعانون ظروفًا إنسانية غاية في الصعوبة، وتعاني في الوقت نفسه الدول المستقبلة لهم ضغوطًا هائلة لاستيعاب هذه الأعداد الضخمة، ما يمثل ضغطًا على الخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي تقدمها تلك الدول للاجئين. إحدى أكبر المشكلات التي تعانى منها الدول هي أن أعداد أطفال اللاجئين السوريين الملتحقين بالمدارس لم تتجاوز 47٪ من إجمالي عددهم، رغم الجهود المبذولة لتوفير الغرف الصيفية والمعلمين، حسبما أفادت إحصاءات منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف". وعانت الدول العربية فى الأعوام الثلاثة السابقة من عدم وفرة الموارد الكافية لحاجة اللاجئين السوريين بشهر رمضان خصوصًا الأردن والتي تستضيف 600 ألف سوري في 6 مخيمات! مظاهر رمضان لم تختلف مظاهر رمضان في سوريا قديمًا أو حتى حاليًّا في ظل النظام الأكثر قمعًا، وتعد مظاهرها مشابهة لمصر. المسحراتى يتلهف السوريون لقدوم شهر رمضان حيث يستيقظون صباح كل يوم على مدفع السحور ونغمات المسحراتي الذي يدعى شعبيا "أبو طبلة" حيث يتجول في الأحياء الشعبية داعيًا بنغماته وطرقات طبلته الصائمين لعبادة الله وقيام الليل وإعداد وجبة السحور. ويجتمع السوريون حول موائد السحور الشهية الغنية بالمأكولات الشائعة المحضرة من الخضار واللحم والسمن وبقية الأطعمة كالزيتون والبيض والجبن والشاي والزعتر وغيرها. ففي السحور تجتمع الأسرة حول المائدة المحتوية على الأكلات الشعبية البسيطة "الفول والبيض والزيتون والجبن والطعمية السوري"، وفي الصباح يذهب الجميع إلى محالهم وأعمالهم وتزدحم الشوارع بالكنافة والقطايف وبائعي العصائر الطازجة. مدفع الإفطار ويعتبر المدفع رمزا من رموز رمضان فى كل المدن والقرى السورية وكان في دمشق مدفع واحد يوضع على جبل قسيون؛ ولكن مع التوسع العمراني أصبح في دمشق 17 مدفعاً. ويحافظ على المدفع سكان الأحياء القديمة في دمشق، وعند سماع المدفع لا ترى أي شخص في الشوارع. ويحرص السوريون على إطلاق "مدفع الإفطار" كتقليدٍ مستمر عبر التاريخ للإعلان عن حلول موعد الإفطار. تقوم المؤسسات الخيرية والأفراد بتوزيع الأطعمة على الفقراء، وتنتشر في هذا الشهر الفضيل "موائد الرحمن" التي تُقام من أجل إطعام الفقراء وعابري السبيل ممن يأتي عليهم وقت الإفطار وهم في الطرقات، وكل هذه المظاهر تعبر عن رُوح التعاون التي تسود في أوساط المجتمع السوري في الشهر الكريم. وتتميز العادات والتقاليد الرمضانية في سوريا بأنواع المأكولات التي يتفنن بها أغلب سكان سوريا مثل الفتوش والتبولة والكبة والفطائر وحلويات الكنافة النابلسية والمذلوقة، وشقائق النعمان وكذلك شراب العرق سوس الذي لا يخلو من مائدة إفطار سورية. المساجد في رمضان كما تخصص المساجد أوقاتًا فيما بعد صلاتي الفجر والعشاء للدروس الدينية، وكذلك بعد صلاة التراويح، وترسل إدارة الإفتاء العام المدرسين الدينيين في مختلفِ المساجد على الأراضي السورية بالإضافة إلى إرسالهم خارج البلاد من أجلِ الدعوة الإسلامية؛ وذلك في إطارِ اتفاقات التبادل الثقافي مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية.