حالة من الغضب سيطرت على المواطنيين الأقباط من أهالى مناطق جنوبأسوان، عقب غرق الجبانة القبطية الأرثوذكسية لدفن الموتى بمنطقة الشلال جنوب مدينة أسوان بمياه الصرف الصحى والتى يمتد عمرها لأكثر من 100 عام، وتحو قبور لعمال إيطاليين شاركوا في بناء السد العالي، فى واقعة إهمال مع سبق الأصرار والترصد، خاصة أن هذه الواقعة لم تعد الأولى حيث غرقت من قبل الجبانة العديد من المرات لنفس السبب. يقول أرميا طريف حبيب، قائم على خدمة الجبانة منذ 16 عاما، إن واقعة غمر الجبانة بمياه الصرف تكررت من قبل بسبب تعطل رافع مياه الصرف الصحى بمنطقة الشلال القريب من الجبانة والذى يتسبب فى إنزلاق وغمر المياه على الطريق المؤدى الى الجبانة ومنه إلى داخلها نظرا لأن الطريق تم إنشائه على جسر وطريق منزلق. وكشف حبيب أن الواقعة الجديدة تسببت فى غرق 4 "فسقيات" لوضع صناديق الموتى بشكل كامل، مع محاصرة المياه ل 8 أخرى، وعشرات القبور، من بينها قبور المهندسين والعمال الايطاليين الذين شاركوا فى ملحمة بناء السد العالى فى كارثة لضياع تاريخ مصر الحديث، بإعتبار أن هذه القبور منحوت فيها أسماء هؤلاء الايطاليين وتاريخ إلتحاقهم للعمل بالسد. وأضاف أنهم ناشدوا في العديد من المرات مسئولى المحافظة ورئيس مدينة أسوان ورئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى لسرعة التعامل مع الواقعة، من خلال تعديل أو إصلاح خط الطرد الخاص بمحطة رافع الصرف الصحى بمنطقة الشلال، إنقاذا لقبور الأقباط بالجبانة، كان أخرها تلغراف استغاثة تم توجيهه إلى رئيس شركة مياه الشرب قبل يومين من عيد القيامة المجيد فى أبريل الماضى ولكن تم تجاهل الأمر تماما. وفى السياق ذاته أكمل مسئولو جمعية الفادى بعزبة شنودة بمنطقة الكرور باسوان، إحدى الجهات التى تشرف على الجبانة، أن الجبانة تخدم أقباط مناطق الشلال والكرور وعزبة العسكر وعزبة شنودة والدابودية وصحارى والخزان شرق والخزان غرب ومساهمة البحيرة والتامين الصحى وغيرها من المناطق الواقعة جنوب مدينة أسوان، يمثل الأمر حاليا معانأة كبيرة فى ظل صعوبة دفن الموتى فى هذه الظروف نتيجة لاستمرار غمر الجبانة بمياه الصرف الصحى منذ شهر أبريل الماضى. من جهته قال ناجح مصطفى، رئيس مدينة أسوان، إنه تم التحرك على الفور عقب الواقعة الأخيرة، تم الدفع بسيارات لكسح المياه لنزح المياه المتراكمة على الفساقى والقبور، مؤكدا أنه خاطب شركة مياه الشرب والصرف الصحى لسرعة إصلاح العطل الذى حدث برافع الصرف الصحى بمنطقة الشلال لانقاذ الموقف.