كعروس جميلة تتجمل في يوم زفافها، يستعيد سوق الحقانية بمنطقة المنشية، وسط الإسكندرية، رونقه، مع قرب قدوم شهر رمضان، حيث يبدأ الباعة به في تجميله بالزينة والأنور ليصبح نجمة تتلألا في ليليل عروس البحر. يعد سوق الحقانية أو ما يطلق عليه ايضا سوق "نوبار باشا"، والذي أنشأ مطلع القرن الماضي- أحد أشهر أسواق الياميش والمستلزمات الرمضانية- حيث يتوافد السكندريون عليه من كل أرجاء المدينة لشراء مستلزمات الشهر الكريم. "التحرير"، قامت بجولة بين أرجاء السوق وألتقت عددا من التجار به، يقول محمد حليم، أحد التجار،" أعمل منذ خمسين عاما في السوق ابيع واشتري، بالمحل الذي توارثته عن والدي، وعاصرت عصور مختلفة مرت من هنا"، مشيرا إلى أن السوق طالما كان مكانا جاذبا للعديد من الشخصيات الشهيرة حيث كان الرئيس السادات أشهر زبائنه، كانت تأتي سيارة تابعة لرئاسة الجمهورية قبل شهر رمضان لشراء مستلزمات الشهر الكريم خلال قضاء الرئيس أيام منه بالإسكندرية. وعن الشخصيات الشهيرة الأخرى التي كانت تقصد السوق أشار "حليم"، إلى أن السوق كان يقصده كل من تحية كاريوكا ومحمد نجم ومحمد رشدي ونظيم شعراوي وعماد رشاد وسهير البابلي وشيرين، وكثيرون اخرون، إلا أنه ومنذ سنوات مضت لم يزر أحد من المشاهير السوق بعد أن فقد شكله و قيمته. ويقول محمد يونس، صاحب أقدم محل ياميش بسوق الحقانية: "أنا هنا فى السوق من 30 سنة وورثت تلك المهنة أبا عن جد"، لافتا إلى أن محل البقالة الخاص بوالده مضى عليه قرابة 100 عام. ويشير ذكي ماهر، أحد التجار، إلى أن ارتفاع االأسعار تسبب في حالة من الركود بالسوق على غير المعتاد، قائلا" :دلوقتى الناس بتيجى تبص على الأسعار و تمشى، زمان كنت أبيع الياميش من شهر رجب، لكن الوضع اختلف الآن تماما"، موضحا أن سعر كيلو البلح منذ سنوات قليلة كان 7 جنيهات،/ بينما وصل سعره الآن 50 جنيه للأنواع العادية وتضاعف في الأصناف الفاخرة. كما أشار إلى أن أزمة السياحة أثرت على حركة الرواج بالسوق حيث كان هناك سائحين يأتون من أمريكا وروسيا والصين وغيرها للشراء والتنزه قبل أن يتبدل الحال.