سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على أحلام الأكراد التوسعية في سوريا ودعم الولاياتالمتحدة لهم وغضب تركيا من ذلك. وأشارت الصحيفة إلى أن الأكراد في سوريا كشفوا مخططًا لإعادة رسم الجزء الشمالي من البلاد، من خلال ربط منطقة الإدارة الكردية "روج آفا" بالبحر الأبيض المتوسط، وهو ما سيثير غضب أنقرة التي تريد كبح جماحهم وتعتبرهم يهددون أمنها القومي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولون أكراد قولهم: إنهم "سيطالبون الولاياتالمتحدة بتوفير دعم سياسي من أجل إنشاء ممر تجاري للبحر المتوسط كجزء من صفقة لدورهم في استعادة الرقة وغيرها من المدن السورية من تنظيم داعش". وكشفت "الجارديان" عن أن قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تضم 50 ألفا من المقاتلين، وتعد شريكًا هامًا لأمريكا في الهجوم على داعش - تستعد للمشاركة في معركة الرقة لاستعادتها قضة التنظيم الإرهابي، كما تخطط للتقدم أكثر بعد ذلك عبر الأراضي التي يقطنها العرب باتجاه البحر المتوسط. وحذرت الصحيفة من أن الأحلام التوسعية للأكراد تضع التحالف الأمريكي في سوريا مع الأتراك على طريق التصادم، حيث يخطط الأكراد بتغيير شكل الشمال السوري. من جانبها قالت هيديا يوسف، المسؤولة عن مشروع الفيدرالية ل"الاتحاد الديمقراطي لشمال سوريا" المستقل ذاتيًا، الذي توسع من منطقة كردستان "روج آفا" إلى أراض عربية كبيرة: إن "الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط حق قانوني لنا". وردًا على سؤال حول ما إذا كان هذا يعني مطالبة الولاياتالمتحدة بدعمها السياسي من أجل التوصل إلى طرق تجارية إلى البحر المتوسط بمجرد أن تساعد في القضاء داعش شمال سوريا، أفادت هيديا "بالطبع". ونوهت "الجارديان" إلى أن التقدم الكردي سيغضب أنقرة وسيتسبب بتوتر كبير مع واشنطن، إذ صرح مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مسبقًا - بأن القوات الأمريكية التي تعاون القوات الكردية قد تتعرض للاستهداف ضمن الغارات التي تشنها تركيا على الميليشيات الكردية في سوريا. وأشارت إلى أن الأكراد سيسعون للتحايل على الحصار المفروض على "روج آفا" بسبب غلق الحدود مع تركيا والتوترات مع العراق لفتح المجال أمام التجارة الدولية، إلا أن تركيا تعتبر هذا الأمر خطًا أحمر، وهي تسعى بالفعل لمنع الأكراد من توسيع أراضيهم على طول الحدود التركية بأكملها. ولفتت الصحيفة إلى أن الأكراد يخططون للاتفاق مع رئيس النظام السوري بشار الأسد بالسماح لقواته بالسيطرة على مطار القامشلي والذي يقع داخل المناطق التي يسيطرون عليها - مقابل السماح لهم بالوصول للبحر المتوسط والذي يبعد عنهم 100 كيلومتر. وأوضحت أن استعادة الرقة ودير الزور بمشاركة القوات الكردية، على طول نهر الفرات، سيمدد الأراضي التي يسيطر عليها الاتحاد الكردي المستقل لشمال سوريا إلى ما يقرب من ثلث البلاد، مقارنة ب16% فقط التي كانت تحت سيطرة اتحاد "روج آفا". من جانبها قالت هيديا: إنهم "سيعرضون على سكان الرقة استفتاءً بعد استعادة المدينة، فيما إذا كانوا يريدون من قوات الحماية الكردية تشكيل حكومة بعد هزيمة تنظيم "داعش"، موضحة أن السكان في دير الزور والرقة يريدون أن تأتي قوات الحماية الكردية، لكونها تمثلهم. "الجارديان" لفتت إلى أن قوات الحماية الكردية مستعدة للبقاء في الرقة والسيطرة عليها بعد هزيمة داعش، حيث نقلت عن مصادر قولها: إن "مقاتلي قوات الحماية الكردية كانوا على مقربة من 10 كيلومترات من دير الزور، أكبر معقل لتنظيم داعش في سوريا بعد الرقة".