عادت، من جديد، قضية خصخصة اتحاد الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، لتطرح نفسها كأحد الحلول الرئيسية لإنهاء كل المشكلات التى يعانى منها القطاع، حيث انتهى اجتماع، اليوم، بلجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس النواب برئاسة أسامة هيكل وبحضور حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، لمناقشة خطة تطوير ماسبيرو، إلى تشكيل لجنة فرعية برئاسة النائبة نشوى الديب وكيل اللجنة، لبحث مشكلات الاتحاد بعد مناقشات ساخنة شهدتها اللجنة، بسبب غياب الوزراء عن مناقشة القضية، باعتبارها أمنًا قوميًا. وتطرق الحديث إلى قضية خصخصة ماسبيرو، وهو ما أكد زين عليه قائلاً "مش هستغنى عن أى حد، موظفو ماسبيرو أمانة فى رقبتى، وأنا عارف من أين سيعود ماسبيرو إلى ريادته، ومش هنسمح ببيع المبنى أو خصخصته، والإمكانيات المادية غير متوافرة لتطوير ماسبيرو". ونفى أيضًا أسامة هيكل، رئيس اللجنة، فكرة الخصخصة، حيث أكد أن ماسبيرو ليس عرضة للخصخصة أو البيع، قائلاً "اللجنة ضد الخصخصة أو البيع، وهناك مجموعة معروفة هى من تثير ذلك داخل المبنى خوفًا على مكاسب حققتها فى أوقات لاحقة". «التحرير» استعرضت آراء العديد من الخبراء المتخصصين فى هذا الشأن، لمعرفة إمكانية إعادة تطوير ماسبيرو من جديد وإنهاء أزمة المديونيات المتراكمة عليه، التى بلغت 27 مليار جنيه، حسب هيكل، وحل أزمة العمالة المتكدسة، التى أصبحت تمثل عبئًا على كاهل الدولة، والحلول المطروحة لعودة ماسبيرو إلى عصر ريادته.. بكري: أرفض الخصخصة.. والدولة يجب أن ترى حلولًا جذرية قال النائب البرلمانى مصطفى بكرى، عضو لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، إنه يرفض جملة وتفصيلًا كل ما يطرح بشأن خصخصة ماسبيرو، قائلا "أنا ضد الخصخصة لهذا المرفق الحيوى الهام، والدولة يجب أن ترى حلول جذرية له، وشكلنا لجنة لدراسة الأوضاع بالداخل". وتابع بكرى، يجب استدعاء الوزراء المعنيين بتلك القضية إلى البرلمان خلال الأسبوعين المقبلين لمناقشة الحكومة فى هذا الأمر، قائلاً "الوزراء لازم يحضروا علشان نحل الأزمة كلها". شحاتة: الخصخصة «تهريج».. والمطالبون بها يبحثون عن مصالحهم يقول مصطفى شحاتة، رئيس قطاع الأخبار باتحاد الإذاعة والتلفزيون، إن الحديث عن خصخصة ماسبيرو أمر غير منطقى على الإطلاق، واصفاً المناقشات التى أثيرت داخل لجنة الإعلام بالبرلمان اليوم حول ماسبيرو ب"التهريج"، فالأصوات التى تطالب بخصخصة القطاع والاستغناء عن العاملين به لا يدركون أهمية هذا القطاع ويبحثون عن مصالح شخصية. وأوضح شحاتة، أنه لا يمكن الاستغناء عن ماسبيرو باعتباره قضية أمن قومى وإعلام خدمة عامة، "ماسبيرو مثل مؤسسة الأهرام القومية والأخبار لا يمكن الاستغناء عنهما"، مشيرًا إلى أن حجم المديونيات الموجودة بالاتحاد ارتفعت من 22 مليار جنية إلى 30 مليار جنية تقريبًا بسبب تراكم المديونيات. الصياد: «الخصخصة» فشل.. و«ماسبيرو» يحتاج إلى ثورة إدارية وتشريعية قال الدكتور إبراهيم الصياد، المتحدث الرسمى باسم المنتدى المصرى للإعلام، إن مجرد طرح فكرة "الخصخصة لماسبيرو" هى فشل فى معالجة مشكلات القطاع، وهى فقاعات هوائية ليس لها محل من الإعراب، فالقطاع يضم نحو 29 ألف عامل، حسب آخر إحصائية صادرة من جهاز التنظيم والإدارة، والدولة تمنح القطاع نحو 220 مليون جنية رواتب شهرياً، وجميعها تُصرف على رواتب العاملين، وماسبيرو يضم 8 قطاعات. وأضاف الصياد، أن ماسبيرو بحاجة إلى ثورة إدارية وتشريعية وإعادة توظيف للكفاءات بشكل جديد وتحريره من القيود المكبلة للإبداع، منوها أن ماسبيرو مكبل بالعديد من القيود الرويتينة والبيروقراطية العنيقة.