كتب: دويتشه فيله التفكير في اندماج اللاجئين، دفع مجموعة من الطلبة الألمان إلى تأسيس مبادرة جديدة تساعد الطرفين تحت مسمى "اللاجئين السوريين الباحثين عن سكن بعيد عن ضجيج مراكز الإيواء المكتظة، والعائلات الألمانية التي تركها أبناؤها طلبًا للعلم. وقال الشاب السوري سامر (30 عاما): "أقطن في غرفة الطالب توماس لدى والديه منذ نحو شهرين، وأتمتع في هذه الغرفة وإن كانت مساحتها صغيرة بالراحة والاحترام المتبادل مع أبويه"، مضيفًا "أسكن منذ شهور عديدة بإحدى مراكز الإيواء الجماعية في حي شارلوتنبورج البرليني الذي يعج باللاجئين ويسوده الفوضى". وأضاف "أرى في فكرة إيجار بعض الطلبة الألمان لغرفهم الفارغة لدى منازل آبائهم مبادرة تستحق الشكر (إنها فكرة رائعة)؛ فمن خلالها تمكنت من التعرف على العادات والعقلية الألمانية التي كنت أجهلها، ولم أكن أعرف سوى بعض الأفكار المسبقة عن الألمان، مثل أنهم يشربون الكثير من البيرة ولا يفتحون أبوابهم للغرباء". وتابع اللاجئ السوري "الكل يلاحظ هنا أنني أصبحت اليوم أتكلم الألمانية أفضل من أي وقت مضى؛ كانت اللغة بالنسبة لي نظرية ومكان تطبيقها لم يتعد فضاء المدرسة، هنا أضحيت مجبرًا على استعمالها اليومي دون انقطاع لأتواصل مع سكان البيت". بدوره قال محمد الخطاب - في العقد الرابع من عمره: "لقد سئمت الحياة في مراكز الإيواء لما فيها من ضجة، كنت أعيش على هامش المجتمع الألماني جاهلاً بما يجول في أذهان الألمان، لا أعرف سوى أفكارًا مسبقة عنهم لم أعشها شخصيًا". وأضاف "الخطاب" "لا أشعر بأني غريب عن العائلة الألمانية التي أعيش معها؛ نظرًا لمعاملة سكان البيت لي كلاجئ، فهم يقدمون لي يد العون كلما طلبت منهم ذلك، لاسيما إذا ما تعلق الأمر بالأمور الإدارية، اليوم أرى أنني أصبحت أعيش داخل المجتمع الألماني وليس على هامشه، كما كان عليه الحال سابقاً". وتابع "لقد تمكنت من خلال هذه التجربة من التعرف على ما مر به الألمان من محن أثناء وعقب الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد الألمانية، التي كانت من المواضيع التي كثيراً ما تحدثت حولها معهم". من جانبه صرح بيتر بيرجر - ألماني فتح بابه لشاب سوري، "نحاول بهذه الطريقة إدماج بعض السوريين في مجتمع جديد لا يعرفونه من قبل؛ هاهم اليوم يعيشون معنا في فضاء عائلي مشترك وبكل احترام لتقاليدهم ودياناتهم، أساهم مع زوجتي في تعريفهم بثقافتنا وتاريخنا الذي ترك بصماته على المجتمع الألماني عموماً". وأوضح "أسعى من خلال استضافة أصدقاء للعائلة توسيع حلقة التعارف"، مؤكدًا على أنه شغوف جدًا بالتعرف على الثقافة العربية التي لا يعرف عنها سوى القليل".