احتفل ممثلون عن النقابات المستقلة، مقر دار الخدمات النقابية والعمالية بشارع قصر العيني بالقاهرة، اليوم الإثنين، بعيد العمال، في حشد لم تتسع له الدار. الاحتفال انطلق تحت أضواء الشموع، بعد انقطاع التيار الكهربائي نحو نصف ساعة، وكانت البداية عند كلمة كمال عباس، المنسق العام للدار، الذي أكد أن كل محاولاتهم لتنظيم احتفالية عيد العمال سواء بقاعات أو جمعيات باءت بالفشل لدواع أمنية، فأصر العمال على تنظيم احتفاليتهم بمقر الدار، ولو على أضواء الشموع الخافتة. تكريم.. وتذكير الحفل شهد تكريم جمال عثمان، القيادي النقابي بشركة طنطا للكتان، على مجهوداته وزملائه لعودة الشركة للدولة، وحصول العمال على مستحقاتهم المالية. وأعرب عثمان عن سعادته بعد تسلمه شهادة التكريم من الدكتور أحمد البرعي، وزير القوى العاملة الأسبق ، منوها بدور الدار في قضيتهم، وأكدا مشروعية مطالبهم، وعدم صحة مصطلح "الفئوية" التي يطلق عليها. في حين، طالب السيد حبيب، من عمال شركة "غزل المحلة"، بتنفيذ وعود الدولة المستمر عن تطوير صناعة الغزل والنسيج في مصر، موضحا أن الدولة تتحدث عن التطوير منذ ٣ سنوات، ولم يحدث شيء. النضال لأجل وطن أفضل وفي كلمته بالفعالية، أعرب فريد زهران، رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، عن تخوفه مما سمماه ب"إعادة بناء دولة مبارك"، متمثلًا ذلك في الهجوم على التنظيمات النقابية المستقلة ، مشيرًا إلى حاجة العمال لتنظيم صفوفهم؛ للاستمرار في مسيرة انتزاع حقوقهم. فيما اعتبر جورج إسحق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، عدم وجود مكان مناسب لتنظيم احتفالية عيد العمال، "وصمة عار" على مصر أمام العالم، منددً، في حديثه، بمشروع قانون العمل الجديد، وأكد أنه سيدخل مصر في القائمة السوداء إن لم يُعدل وفق الاتفاقيات الدولية، ومقترحات ممثلي العمال بالنقابات المستقلة. المطالب ليست أجورًا فقط وفيما انتقد مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، طريقة التعامل مع مطالب العمال، وحصرها في المنحة والأجور، مبيَّنًا أن حق العامل في الكيان النقابي الذي يدافع عنه جزء أصيل من حقوقه لا يجوز التفريط والتخلي عنه. كما أشار إلى أن الهجمة على العمال ازدادت واشتدت، لكنها لن تضعف الطبقة العاملة لأن بينهم من لن يتخلى عن قضية الدفاع عن حقوق زملائه، وسيناضل ويستمر من أجلها. اتحاد العمال "باطل" ونفى الدكتور أحمد البرعي، صحة ما يورده الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، حول عدم قانونية النقابات المستقلة، مؤكدًا أن المحكمة الدستورية أنصفتها بأحكام عديدة لها، معقبًا: "لسنا في عداء معهم ، لكنه اتحاد العمال كيان باطل بقوة القانون". وبيَّن أن موجة الاحتجاجات والإضرابات العمالية تصاعدت بعد غلق أبواب التفاوض مع الممثلين الحقيقيين للعمال، الذي يجب أن تتعامل الدولة معها بالتفاوض والحوار، وليس بالتنكيل والملاحقات الأمنية. الاحتفالات الرسمية لا تعني العمال فيما أعرب النائب السابق محمد أنور السادات، عن سعادته بتمسك النقابات المستقلة بتنظيم احتفالية عيد العمال، رغم الضغوط الأمنية التي تعرضوا لها، مؤكدا أن التجمعات العمالية مهمة لمناقشة أوضاعهم وأحوالهم. وتابع السادات: "الاحتفالات الرسمية لا تعني شيئًا لممثلي العمال الحقيقيين"، معقبًا: "المهم أننا نواجه التحديات، ويجب علينا أن ننظم صفوفنا، ونوحد هدفنا على كيفية المواجهة الفترة المقبلة".