أثارت الولاياتالمتحدة غضب حليفتها تركيا، أمس الاثنين، عبر انتقادها لمجازر عام 1915 ضد الأرمن، بوصفها " إحدى أسوأ الفظائع الجماعية التي ارتكبت في القرن العشرين " ، لكن دون الإشارة إليها بأنها (إبادة جماعية) . وتعد هذه المسألة حساسة في الولاياتالمتحدة، خاصة في أوساط الأرمن الأمريكيين، الذين يعيش معظمهم في لوس أنجلوس، ويقدر عددهم بين مليون ومليون ونصف المليون شخص . و كان الرئيس السابق باراك أوباما، قد استخدم كلمات مثل " إبادة جماعية " ، " مجزرة " ، في وصفه مجازر الأرمن، و ذلك في عام 2009 للحفاظ على موقف محايد، على الرغم من عدم رضا كل من الأتراك والأرمن . وأصدر الرئيس الجديد دونالد ترامب بيانًا قال فيه: " نتذكر اليوم، ونكرم ذكرى هؤلاء الذين عانوا من تلك المجازر التي ارتكبت في القرن العشرين " ، مضيفًا " بدءًا من العام 1915 ، تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني وقتلهم، واقتيدوا إلى الموت خلال السنوات الأخيرة من حكم السلطنة العثمانية ". وأضاف " أشارك المجتمع الأرمني في أمريكا وحول العالم في الحداد على مقتل الأبرياء والعذاب الذي تحمَّله كثيرون، علينا تذكر الفظائع لمنع حدوثها مجددًا ". وتابع " نرحب بجهود الأتراك والأرمن في الاعتراف بالتاريخ المؤلم، والذي يشكل خطوة حاسمة نحو بناء أُسس مستقبلٍ أكثر عدالة وتسامحًا ". استنكار تركي و إزاء الانتقادات التركية للتصريحات، أشارت وزارة الخارجية إلى أن الرئيس الأمريكي لم يأت على استخدام وصف " إبادة جماعية " ، و اعتبرت أن تصريحات ترامب هي " تضليل " و " تعريفات كاذبة ". و قالت : " نتوقع من الإدارة الأمريكية الجديدة ألا تعتمد الرواية التاريخية من جانب واحد، المأخوذ عن هذه المجموعات المعروف عنها ميلها إلى العنف وخطابات الكراهية، واعتماد نهج يأخذ بعين الاعتبار معاناة جميع الأطراف ". مصالحة تركية أرمنية من جانبه أفاد تال بوينوس، و هو مرشح للدكتوراه في جامعة يوتا بالولاياتالمتحدةالأمريكية، لصحيفة " دايلي صباح " التركية، " حتى لو توصلت تركيا وأرمينيا إلى اتفاق حول كيفية وصف ماضيهما المتبادل، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أن هناك مصالحة بين الحكومتين ". و أضاف " من أجل المصالحة التركية الأرمنية المستدامة، يجب ألا تبتعد الهوية الوطنية الأرمينية عن مزاعم الإبادة الجماعية فقط، ولكن أيضًا يصبح الابتعاد عن هذه الاتهامات واضحًا في تأثيرها على الاتجاهات السياسية، وعلى وجه التحديد في علاقة الغزو الأرميني لأذربيجان والموقف الأرميني تجاه الأراضي الشرقيةلتركيا ". وأكد بوينس أن خطاب الإبادة الجماعية في عام 1915 منع الحكومتين التركية والأرمينية من تبادل سرد ما حدث للأرمن العثمانيين، مضيفًا أن الأبحاث في قضية الإبادة الجماعية في الوقت الحالي تحظى باهتمام الرأي العام العالمي، و هذه الأبحاث قد تخلق مناخًا من الخلاف التاريخي بين تركيا وأرمينيا ". و تابع أن تغيير هذا الأمر يتطلب العمل على فتح النقاش من خلال النظر في جوانب متعددة مثل " الجرائم التي ارتكبتها القوى الأجنبية ضد الحكومة العثمانية من خلال نفوذها على الأرمن خلال فترة قوتها التي ساعدت على نشر فكرة أن المعاناة الأرمينية هي (إبادة الجماعية) . التجربة العثمانية لإنهاء الصراع و أوضح بوينوس أنه بالإضافة إلى إمكانية إعطاء الأتراك والأرمن فرصة لتسوية خلافاتهم، فإن فهم التجارب العثمانية الأرمينية قد يكون مفيدًا في حل الصراع . و اختتم بقوله: " إذا كانت تركيا ستشارك في محاولة لبناء خطاب دولي حول هذا المنعطف الحاسم في التاريخ الحديث، فإنها قد تصبح قوة كبيرة فى تقدم القانون الدولى ".