استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في الكرملين، في أول زيارة رسمية له بمنصب وزير خارجية الولاياتالمتحدة. وكان لافروف وتيلرسون قد أجريا مباحثات حول العديد من الملفات، على رأسها؛ الأزمة السورية، والأمن الأوروبي. وأكد لافروف في مستهل اللقاء على أهمية منع تكرار الضربات على سوريا في المستقبل، وكذلك على أهمية إيضاح آفاق التعاون مع واشنطن. موضحا أن موسكو أكدت مرارا استعدادها للحوار البناء مع واشنطن، والتعاون لمراعاة المصالح المتبادلة. وقال لنظيره الأمريكي إن "التصريحات الغامضة والمبهة أحيانا للمسؤولين في واشنطن تثير لدينا أسئلة كثيرة". وأعرب تيلرسون عن أمله في أن يساعد هذا الاجتماع في دفع العلاقات بين البلدين في الاتجاه الإيجابي، مشيرا إلى أن اللقاء اليوم يأتي في مرحلة هامة، ومن الضروري توضيح الاختلافات بين واشنطنوموسكو، لتقليصها وتعزيز الحوار. من جهة أخرى، أعلن الكرملين أن طرح مسألة تخلي روسيا عن دعم الأسد أمر سخيف يعادل تشجيع الإرهاب. وقال الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف "نعتبر أن الأهم هو مكافحة "داعش"، وثانيا يجب البحث عن مخرج من الوضع الناشئ بالطرق السياسية الدبلوماسية، أي إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، وليس اللجوء إلى استخدام القوة". وأكد أن طرح مسألة الابتعاد عن دعم الأسد دون ذكر هذين الهدفين الأساسيين، هو موقف قصير النظر. وقال بيسكوف إنه يعتبر دعوات واشنطن إلى تخلي موسكو عن دعم الأسد أمرا غير ممكن على الإطلاق. ولم يستبعد مراقبون أن تكون نتائج هذه المباحثات متواضعة للغاية، وربما تقارب الصفر، نظرا لتمسك روسيا بمواقفها في دعم نظام دمشق والتمسك بوجود الأسد في السلطة، وتجاهل نشاطات المليشيات والعصابات التي تدعم النظام وتقاتل إلى جواره. هذا في الوقت الذي ترى فيه واشنطن عدم وجود أي مستقبل للأسد في أي تسوية سياسية، وتتهم نظامه باستخدام الأسلحة الكيماوية.