صرح وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بأن اتفاقية انضمام بعض وحدات جيش أوسيتيا الجنوبية إلى القوات المسلحة الروسية ستصبح عاملا آخر يضمن أمن المنطقة. وأعرب شويجو، خلال مراسم توقيع الاتفاقية، عن أمله بأن تزيد هذه الاتفاقات تعزيز الأمن في هذه المنطقة، وتصبح عاملا آخر حتى لا يفكر أحد في استئناف أعمال القتال أو تكرار ما حدث في عام 2008. وفي إشارة إلى وجود القاعدة العسكرية الروسية الرابعة في المنطقة، قال إنه يوجد في تلك القاعدة عدد كاف من الأفراد لضمان أمان حدودنا الجنوبية وحدود أوسيتيا الجنوبية أيضا. واعتبر وزير دفاع أوسيتيا الجنوبية إبراهيم جاسييف أن التوقيع على الاتفاقية له معنى كبير لبلاده، من ناحية تعزيز وأمن ودفاع الدولة، وخلق بوادر للتعاون النشيط بين وزارتي دفاع البلدين. موضحا أن مواطني أوسيتيا الجنوبية الذين يحملون الجنسية الروسية سيؤدون الخدمة العسكرية بالقاعدة الروسية مع استفادتهم من كافة الضمانات التي يحصل عليها العسكريون الروس. هذا مع العلم بأن جميع سكان أوسيتيا الجنوبية تقريبا يملكون الجنسية الروسية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صادق على اتفاقية مع جمهورية أوسيتيا الجنوبية بشأن انضمام بعض الوحدات من جيشها إلى قوام القوات المسلحة الروسية. ونصن الاتفاقية أيضا على السماح للقواعد العسكرية الروسية الموجودة في أوسيتيا الجنوبية بتجنيد مواطني الجمهورية لأداء خدمتهم العسكرية في قوامها. وكانت روسيا وأوسيتيا قد وقعتا، في 8 مارس 2015، معاهدة "التحالف والتكامل" لمدة 25 سنة، مع إمكانية تمديدها. وتقضي المعاهدة بإنشاء مجال مشترك للأمن والدفاع، وحرية عبور الحدود بين البلدين وغيرها من مجالات التكامل. وتُعَد أساسا لإقامة تعاون وثيق بين روسيا وأوسيتيا الجنوبية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وفي القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية والدفاع والأمن، ولكن مع الحفاظ على استقلال أوسيتيا الجنوبية. وتجدر الإشارة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوتين وقع، في أواخر عام 2016، قانونا بشأن إنشاء مجموعة القوات الموحدة لروسيا وجمهورية أبخازيا. وسوف يكون من مهام مجموعة القوات الروسية - الأبخازية الموحدة، الرد على الهجمات والتهديدات تجاه أي طرف من الطرفين. وتخضع القوات في زمن السلام للقيادة الروسية الأبخازية المشتركة، أما في ظروف الحرب فتخضع للقيادة العسكرية الروسية. والمعروف أن رئيس أوسيتيا الجنوبية ليونيد تيبيلوف ورئيس البرلمان أناتولي بيبيلوف قد وقعا، في مايو 2016 قرارا حول إجراء استفتاء بشأن انضمام أوسيتيا الجنوبية إلى روسيا في عام 2017. وكانت أوسيتيا الجنوبية تسعى، مع أبخازيا، إلى الاستقلال عن جورجيا منذ تسعينيات القرن الماضي، ودخلت الجمهوريتان في نزاع مسلح مع جورجيا أثناء انهيار الاتحاد السوفيتي وبعده. وفي 26 أغسطس عام 2008 اعترفت روسيا باستقلال الجمهوريتين في أعقاب الحرب بين جورجيا من جهة وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا من جهة أخرى.