يعاني الآلاف من مرضى الأورام في المعاهد القومية للأورام، بالمنصورة، وطنطا، وسوهاج، من صعوبات بالغة في الحصول على العلاج المناسب لهم في ظل عدم توافر الأدوية الخاصة بالعلاج الكيماوي. ورصد "المركز المصري للحق في الدواء" تعنت إحدى الشركات الأجنبية من توريد ما يزيد على 8 أصناف حيوية للأمراض المزمنة نظرًا لرغبتهم في زيادة الأسعار رغم زيادتها في يناير الماضي بنسبة 50%. وتتمسك الشركة الأجنبية بتجديد شروط التعاقد مع الشركة المصرية لتجارة الأدوية باعتبارها المورد الوحيد للأدوية المزمنة الخاصة بمرضى الأورام وذلك لتعويض فارق تحرير سعر الجنية أمام نحو 50٪. وتعد تلك الأصناف حيوية ولا يمكن الاستغناء عنها ويُشكل غيابها خطورة بالغة على حياة المرضى وهي أصناف تدخل ضمن البرنامج القومي لمكافحه الأورام، على رأسها أدوية "مثسيلسبت 500" و"زيلودا 500" و"سيلسبت 250" و"ريتوكسيوريا" و"ميراسيرا" بجميع تركيزاته الثلاثة و"أكتيمرا" بجميع تركيزاته الثلاثة. وطالب محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق في الدواء، الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بضرورة التفتيش على كشوف الاستيراد والتسليم لهذه الأصناف حتى يتبين الكميات التي سلمت للمعاهد من عدمه. ويقوم المئات من أهالي الأطفال المصابين بالأورام والسرطان بشراء الأدوية من خارج معاهد الأورام نتيجة نقص تلك الأدوية داخل معاهد وزارة الصحة حتى انتشرت تلك الأصناف المدعمة في السوق السوداء ويتم بيعها بأكثر من ثمنها بأربعة أضعاف، مما تسبب في معاناة للأهالي وتوقف المرضى عن تناول تلك الأدوية المزمنة. في الوقت ذاته يعاني مرضى الأورام داخل المعاهد القومية من نقص شديد في صنف "أندوكسان" الذي يتم استيراده من قبل شركة وحيدة لصالح المعاهد وتم رصد وجود هذا الصنف بالسوق السوداء ويُباع اليوم ب 450 جنيها وكذلك صنف "هولوكسان" الذي لا يستغني عنه مريض الأورام. كما يوجد نقص حاد في صنف "كيتواستريل" المخصص لمرضى الفشل الكلوي رغم ارتفاع سعره من 220 إلى 450 جنيها، وفي الوقت نفسه بدأت تدخل أصناف أخرى حيوية على هامش الأدوية المختفية من السوق المصرية ومستشفيات ومعاهد وزارتي الصحة والتعليم العالي مثل حقن "انتي أر اتش" و"ألبومين هيمومن". في المقابل أعلن الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة أن الوزارة قامت باستيراد تلك الأصناف الدوائية المزمنة من الخارج عقب تزايد الأزمات وقوائم النواقص الخاصة بهم. وأضاف مجاهد، حدثت انفراجة كبيرة خلال الأسابيع الماضية بعد توفير وزارة الصحة والسكان نحو 22 ألف عبوة دوائية من صنف "بيورينثول" المخصص للأورام لأول مرة منذ أكثر من عام.