عزيز الشافعى يكتب: شيرين.. أنا كتير.. وكتير جدًّا جدًّا كمان

مباريات ساخنة بين خالد عز وإيهاب عبد الواحد توما وأحمد إبراهيم أمير وسرحان.. والكسبان شيرين
1-ومين اختار..
الكلمات: «خالد تاج».. تفعيلات صغيرة لتناسب تقطيعة التيمة «الجملة اللحنية» اللى اتكتبت عليها الغنوة وعجبنى جدا شطر «اقابلك من يومين واحبك وهو ده الإعجاز ف ذاته».
الألحان: «وليد سعد».. لحن مميز من مقام الكرد وحاول «وليد» يحافظ على شياكته بعيدا عن مقام البياتى الشرقى اللى تحس إنه هيدخل الأغنية ف أى لحظة:) وبرضه أجمل جملة «وهو ده الإعجاز ف ذاته».
التوزيع: «توما».. وهنقول اسمه كتير النهارده:) عشان ما شاء الله عامل 8 أغانى، كالعادة «توما» دخل الأغنية بجملة ملفتة «catchy» لكن كان تقليدى لما قفل بيها، واستغنى بذكاء عن الإيقاع فى أجزاء معينة من الأغنية عشان يوضح مناطق حلوة ف اللحن.
2- داء السيطرة..
الكلمات: «عمرو الجارم».. كلام دمه خفيف بس فيه ألفاظ، فالنص كده بتخلينى عايز أقوله «دى بلدى أوى يا صلاح»، نطق شيرين لكلمة «فظيع» فظيع فعلا.. عمرو استخدم إيفيهات كتير شوية يمكن حماس زايد.
الألحان: «محمد النادى».. لحن تقليدى من مقام الكرد وسمعت ل النادى ألحان أحسن بكتير.
التوزيع: «توما».. لطيف.
3- متاخدة م الأيام..
الكلمات: «محمد سرحان».. أنا اللى سرحان وتُهت منك وأنا بحاول أفهم الغنوة بتتكلم عن علاقة شكلها عامل إزاى بالظبط «ولو إن حالة اللخبطة دى مناسبة للى بيحصل فالحقيقة»، علاقة كلمة «متاخدة م الأيام» بباقى كلام الأغنية مش واضحة، كلمة «جدع» غريبة عن باقى ألفاظ الغنوة بس ماكانش ينفع غيرها لتوصيل الفكرة.. واضح إن سرحان شاعر مش مجرد كاتب أغانى، والفرق كبير.
الألحان: «إيهاب عبد الواحد».. لحن رقيق من مقام النهاوند، مقطع «كان طبعه قاسى...» قدر يعبر فيه لحنيا عن الوجع اللى ف الكلام ببراعة.
التوزيع: «أحمد إبراهيم».. مش عارف هيطلع إمتى من حالة «وافتكرت لحماقى» اللى هو دخلنا كلنا فيها ومن ساعتها مش عارفين نطلع، جمل الوتريات جميلة لسعيد كمال.
4- ليالي..
الكلمات: «أمير طعيمة».. عندى مشكلة ف الأغانى اللى بتكلم أشخاص اعتبارية زى «الليالى» اللى أمير طول الأغنية بيغنيلها ويمكن المقصود إنه بيكلم نفسه زى امرؤ القيس كده لما قال «ألا أيها الليل الطويل ألا انجلى.. بصبحٍ وما الإصباح منك بأمثلِ».. أمير دايما أسلوبه السهل الممتنع بس، ف الغنوة دى كان سهل بس.
الألحان: «خالد عز».. من مقام النهاوند بتركيبة فى بداية الغُنا على شكل سؤال وجواب فيها إحساس جميل بالشجن، المذهب «ياليالى روحيله...» كان لحنه تقليدى بالمقارنة بالدخول المميز.
التوزيع: «توما».. اختيار إيقاع «المقسوم» ماكانش مناسب وخلى الأغنية بطيئة ويمكن جملة المذهب هى اللى أجبرت توما على اختيار الشكل ده.
5- شكرا يا شهم..
الكلمات: «أيمن بهجت قمر».. أعتقد إن أيمن كتب عنوان الغنوة الأول «شكرا يا شهم» وبعد كده كتب الأغنية يعنى الإيفيه قبل المحتوى، التركيبة حلوة بس فيه كام لفظ شبه أغانى تترات المسلسلات شوية.
الألحان: «محمد يحيى» من مقام الكرد لحن رشيق لكن تقليدى، حاول يحيى يخلى جملة المذهب «عمرى ما ابكى...» راقصة يمكن بحكم العادة بس ده مالوش علاقة أوى بكلام المذهب نفسه.
التوزيع: «توما».. عجبتنى جملة الفاصل والتركيبة بين ناى رضا بدير وكمنجة سرور.. بس.
6- خاينين..
الكلمات: «نصر محروس».. كلام حلو ومؤثر رغم إنه بسيط، كلام الجزء التانى كان ممكن يكون أحسن.
الألحان: «خالد عز».. من مقام الحجاز الصريح، لحن بديع وجملة مذهب مميزة وبتلمس القلب.
التوزيع: «توما».. أيوه كدة يا وديع:)، اختيار مناسب للإيقاع والسرعة وجملة فاصل موسيقى مبتكرة.
7- في ليلة..
الكلمات: «خالد تاج».. الموضوع قريب شوية من «ومين اختار» لنفس الشاعر بس هناك بذل مجهود ف الكتابة.
الألحان: «عمرو مصطفى».. من مقام النهاوند ولكن بتناول غير تقليدى خصوصا جُملة الدخول المميزة.
التوزيع: «توما».. بيبان تميزه ف الأغانى ال«rhythmic» وف دى بالذات عمل «set up» رشيق «مع إن توما مش رشيق ولا حاجة:) «موفق ف استخدام جملة الدخول كفاصل موسيقى بتكنيك مميز من جيتار أصلان».
8- مش خايفة..
الكلمات: «محمد سرحان».. «ملاحق صوت عنادى سكوت.. ف نبضى كأنها نهاية.. يضيق نفسى كأنى بموت.. وروحى معافرة جوايا».
إيه الحلاوة دى!! اقرأ تانى كدة المقطع ده.. ده كلام بيوصف حالة وبيرسم صورة وبيعزف مزيكا، كلام تقدر تشوفه وتسمعه مش بس تقراه.
الألحان: «إيهاب عبد الواحد».. من مقام النهاوند يلمس إيهاب منطقة شجن رائعة وبالذات فالمذهب «أذتنى كتير ولا أذيتك...» تفوق إيهاب على نفسه «وعمل الصح» لما اكتفى بجملتين لحنيتين بس فاللحن الرائع ده.
التوزيع: «توما».. من غير كلام كتير شابوو ل توما من أول لحظة فالغنوة وتألف وتريات محمد مدحت بتعلن عن غنوة مختلفة، الفكرة والإيفيكت اللى معمول على صوت «شيرين» ف جملة «يضيق نفسى كأن بموت» ممكن ياخدو أوسكار أحسن ترجمة للكلام باستخدام المزيكا وهندسة الصوت.
9- قلة النوم..
الكلمات: «أيمن بهجت قمر».. كلام دمه خفيف جدا وشقى ومباشر بلطافة، وكالعادة أيمن بيجيب الإيفيه من بطن الحوت، وشوف كام لفظ غير تقليدى «قلة النوم.. اليوم الملخبط فالموقف ده أنا اتحطيت جاب ورد جِنان رسمى» بس استلف من سيد مكاوى قفلة المذهب لما قال «ثوانى ورمانى ف بحره وماليش ف العوم».
الألحان: «وليد سعد».. ومن الكُرد كمان مرة لحن يبان تقليدى بالذات المذهب لكن جُملة الدخول شقية ومميزة وترجمت الدلع اللى ف الكلام، كمان شيرين اتوصت بموضوع الدلع ده عالآخر.
التوزيع: «توما».. من بداية الغنوة مرورا بالفاصل الموسيقى هتتأكد إن توما هو التلميذ النجيب فى مدرسة حميد الشاعرى، ومزيكته بتُرقُص بضم التاء وبِترَقَّص بفتح الراء:)
10- تجربة مؤلمة..
الكلمات: «نادر عبد الله».. «مؤلمة مغيمة مُرغَمة مُلزَمة متأزِمة مستبيعة» كتير أوى استخدام نفس التفعيلة جنب بعض كدة وفكرنى بامرؤ القيس برضه (ومش عارف حكايته إيه ف الألبوم ده) لما قال «مكرٍ مفرٍ مقبلٍ مدبرٍ معًا»، الكلام ف العموم عادى ونادر بيكتب أحلى من كده بكتير.
الألحان والتوزيع: «بلال الزين».. من النهاوند لحن جميل لكن قديم من حيث شكل اللحن وطريقة التوزيع وتنويعات مقام الحجاز، يمكن شيرين كانت عايزة تعمل غنوة بشكل مختلف فرجعت الستينيات ف التراك ده.
11- كلي ملكك..
الكلمات: «أمير طعيمة».. «إنت فرحة جت لعندى بعد عُمر من التعب.. ف السعادة اللى بعيشها يا حبيبى إنت السبب» (أجمل كلام ف الألبوم)، الجزء التانى من الغنوة يمكن ماكانش بنفس القوة، عجبنى إن أمير كتب كلام جديد لما المذهب اتعاد كنوع من التجديد.
الألحان: «خالد عز».. من مقام العجم أخيرا لحن مختلف ورقيق، جملة مذهب أقل وصف ليها إنها رائعة.
التوزيع: «أحمد إبراهيم».. تراك مزيكا هو الأفضل «والأشيك»، مزيكا حالمة موديل «محمد عبد الوهاب» بيواصل أحمد بيها نجاحاته مع «شيرين» بعد «على بالى ومشاعر» وغيرهم، وتريات مدحت مميزة كالعادة.
12- أنا كتير..
الكلمات: «أحمد الحبشى».. هو كلام عميق شوية ومحتاج تركيز، لكنه جميل لما بتفهمه، ماعدا «بحبنى وبكره شعورى ف حبى ليا» حاولت أفهمها ماعرفتش، لكن ع العموم يُحسَب لأحمد الخروج عن الشكل التقليدى.
الألحان: «مدين».. من مقام الحُجاز لحن حلو بس تقليدى.
التوزيع: «حسن الشافعى».. جملة دخول الكلارينيت للعازف العالمى حسنو أجمل حاجة ملفتة ف التوزيع، الوتريات فالفاصل الموسيقى كمان جميلة بس الغنوة واخدة شكل أكاديمى شوية، مكتوب ف الغلاف توزيع أوركسترا لحسن وقيادة أوركسترا لهانى فرحات، بس مافرقش تراك المزيكا كتير عن باقى أغانى الألبوم وماعتقدش إن جميع آلات الأوركسترا موجودة ف التراك اللى سمعناه.
وختاما نقدر نقول إن شيرين قدرت ترجع جزئيا وتقرب تانى من أيام مجدها مع نصر محروس، قدرت تقدم ألبوم جميل فى أول تجاربها مع «نجوم ريكوردز» وكريم الحميدى، كمان واضح إن وجود ياسر خليل كان عامل مساعد بخبرته الكبيرة مع حماقى.
كمطربة شيرين تألقت ف غُنا «مش خايفة كلى ملكك قلة النوم»، وهى ما زالت الصوت المصرى الأصيل اللى فيه البحَّة اللى بتعبر عن حُزنِنا الفِطرى اللى بيتولد ويموت معانا، وفيه الشقاوة اللى بتعبر عن خفة دمنا اللى مصبرانا على الهم اللى محاوطنا ده.. شعب غلبان أوى إحنا والله:)
ألبوم «أنا كتير» عبارة عن 12 تراك فيه، منهم عالأقل 7 حلوين وده كتير وكتير جدا جدا كمان، بالذات ف الظروف اللى احنا فيها دى.. ولا إيه :)؟