مخاطرة كبيرة قام بها الفنان محمد رمضان بفيلمه "آخر ديك في مصر" ليس فقط من خلال تغييره لنوعية الأدوار التي اعتاد الجمهور أن يتابعه يقدمها في الأعمال التي صنعت منه أحد أبرز نجوم شباك التذاكر، واتجاهه لتقديم دور كوميدي، إنما بعرض العمل في موسم غير الأعياد، التي كان ينافس فيها بأفلامه، ويتصدر بها قائمة الإيرادات. الفيلم الذي كتبه المؤلف أيمن بهجت قمر، يُحسب له عدم اعتماده فقط على إبراز شخصية "علاء الديك" أو عدو المرأة، التي يجسدها رمضان، إنما إتاحة الفرصة والمساحة لكل شخصيات العمل من النساء بالظهور، وبيان التطورات التي تعيشها كل واحدة منهن، وذلك عقب الحادث الذي يعيشه ذكور العائلة، خلال قيامهم برحلة نيلية في أسوان، واصطدام المركب التي يتواجدوا فيها بصخرة، ليصبحوا جميعًا وجبة للتماسيح في هذه المياه المحظور التجول فيها، وفقط ينجو منها رمضان، وصولًا إلى نهاية أحداث العمل السينمائي. كوميديا "آخر ديك في مصر" حاضرة في أغلب مشاهد العمل، بدرجة لن تُبعد الابتسامة عن وجه المتفرج، والتي ساهم فيها بدرجة كبيرة الفنانين الثلاثة محمد سلام، محمد ثروت، ومحمد علي رزق، الذين جسدوا شخصية أصدقاء رمضان في العمل، حتى في مشهد العزاء، كما يكونوا سببًا في وقوعه بالعديد من المشكلات مع أسرته بطريقة مثيرة للضحك، إلى جانب الشقيقتين التوأم أهداف وألطاف، واللتان أطلق عليهما رمضان في العمل "تيران وصنافير". خلال أحداث "آخر ديك في مصر" يتعرف رمضان على مي عمر، التي تعمل في شركة للرحلات، وترغب في تحقيق "تارجت" معين طلبه منها مديرها، ويقع اختيارها على "علاء الديك"، ويتضح فيما بعد أنها كانت صديقة لملك قورة ابنة خالته انتصار، وبظهور مي عمر يستطيع رمضان الخروج من مجموعة مواقف مُحرجة يمر بها، حتى تلك التي تدخله وعائلته إلى قسم الشرطة، وهو الأمر الذي يدفع رمضان ليشبّه مي بالعديد من الأشخاص منهم ريهام سعيد، والمفتش كرومبو. وإلى مرحلة أخرى يضطر رمضان أن ينتقل للعيش مع عائلته في العمارة التي يعيشون فيها، وفي أول يوم يستمع لخطة النساء للتخلص من دينا التي تزوجها أحمد حلاوة على انتصار قبل وفاته، وذلك لإجبارها على ترك شقتها. وتكون العلاقة المتوترة بين رمضان وشقيقتها، تجسدها إنجي وجدان، سببًا في رفضها للاستماع لأي نصيحة منه، حتى تلك المرتبطة بضرورة عودتها لزوجها، إلى أن تطلب منه أن يساعدها في عمل فيديو يكشف دور المرأة المصرية، إذ تعمل في جمعية للمرأة، وبالفعل يقوم بتصويره مع نساء العائلة، ويكشف هذا الفيديو الكثير من الجانب الإنساني لديهن، والتضحيات الكبيرة التي قاموا بها في حياتهن، لكنه يقع في مقلب من أصدقاءه، ويتم تغيير الفيديو لآخر يسب فيه المرأة، فتغضب منه شقيقته، ويقرر رمضان الاعتذار عما فعله لكن بشكل عملي، يغير من موقفه كعدو للمرأة لرجل ينتصر لها، ويعترف بمجهوداتها في المجتمع عن طريق عرض الفيديو الأصلي، وتذييله بعبارة "المرأة كالمظلة لن تنفعك إلا اذا وضعتها فوق رأسك". ومن المثير للدهشة أن هذه القصة الكوميدية الخفيفة تم عرضها عبر مقدمات إعلانية غير جاذبة للجمهور، إذ جاءت فقيرة في عرض المشاهد التي تثير الضحك خلال العمل، كذلك تضاءل عدد الأفيشات الموجودة في دور العرض، مقارنة بأفلام محمد رمضان في المواسم السابقة، وهذه العوامل وغيرها ساهمت في أن تُبعد رمضان عن مقدمة الإيرادات. "آخر ديك في مصر" بطولة محمد رمضان، هالة صدقي، انتصار، مي عمر، إنجي وجدان، ملك قورة، محمد ثروت، محمد سلام، ليلى عز العرب، وهو من تأليف أيمن بهجت قمر، إخراج عمرو عرفة، إنتاج كامل أبو علي، وشركة إعلام المصريين.