الذين اعتادوا مشاهدة محمد رمضان في دور البلطجي الفاسد كما يظهر في "عبده موته" و"الأسطورة". سيشعرون بمفاجأة حقيقية عندما يشاهدون رمضان في دور كوميدي في أحدث أفلامه والذي يحمل عنوان "آخر ديك في مصر" اخراج عمرو عرفة وتأليف أيمن بهجت قمر. لقد ابتعد رمضان عن الأكشن والعنف وقدم الكوميديا الاجتماعية بدون الاستظراف وبأسلوب برع في تقديمه المخرج المتميز عمرو عرفة. وسوف تتأكد نجومية رمضان عندما ينجح في تقديم أنواع مختلفة من الأدوار القادرة علي جذب الجمهور إلي دور العرض. يبدأ الفيلم بوالد علاء يقوم رمضان بالدورين وهو يتحدث لابنه عن معاناته مع أمه وأعطي له صورة سيئة بأسلوب كوميدي عن مشاكل الزواج وما تفعله النساء في الرجل حتي فر الديك الكبير هارباً من منزل العائلة إلي حياته الخاصة المستقلة حيث الراحة والهدوء والابتعاد عن المشاكل. ويموت الأب في سلام ويعود علاء ليعيش مع عائلته وكلها من النساء: الأم عفاف "هالة صدقي" والجدة "ليلي عز العرب" والشقيقة شيرين "انجي وجدان" وخالته "انتصار" وابنتها "ملك قورة". بالإضافة إلي مجموعة من الرجال متزوجون من هؤلاء السيدات. وعلاء الديك "محمد رمضان" يرتدي النظارة والبدلة ويعمل محاسباً في أحد البنوك الاستثمارية. ويعيش حياة اللهو مع أصدقائه وزملائه في البنك: محمد سلام ومحمد ثروت ومحمد علي رزق. وهم ثلاثي كوميدي علي قدر كبير من خفة الدم. كان لظهورهم علي الشاشة لمسات محببة سواء كانوا في المشاهد المشتركة أو الفردية. يقرر رجال عائلة الديك القيام برحلة صيد إلي أسوان لصيد التماسيح. وتصطدم المركب ببعض الصخور وتنقلب في النيل ويموتون جميعاً ماعدا علاء. لكي يصبح آخر رجل من عائلة الديك مازال علي قيد الحياة. وتشاء الظروف أن يتعرف علي الفتاة الجميلة رانيا "مي عمر" ولكن نصائح والده تجعله لا يقع في حبها. وهنا يدخل الفيلم إلي موضوعه وهو محاولة لتصحيح الصورة الخاطئة للمرأة عند الرجال اليائسين من وجود السعادة بجوار الزوجات. الأداء التمثيلي لسيدات فيلم "آخر ديك" سوف يكون له الفضل الأول في نجاح الفيلم الجماهيري. لقد استطاعت كل واحدة تقديم أفضل أداء سواء كان من المخضرمات مثل هالة صدقي وانتصار وليلي عز العرب ودينا أو من الشابات مثل مي عمر وانجي وجدان وملك قورة. ويدخر الفيلم قبل النهاية مشهد حفل الجمعية النسائية بالصالة المغطاة. وقد بدأ المهرجان أيامه بعرض فيلم يسخر من المرأة عن طريق الخطأ كان رمضان وأصدقاؤه قدموه وشعاره "امسح ماكياج صاحبتك.. تلاقي سيد ابن عمتك" وفي الفيلم الثاني يقوم رمضان وشقيقته شيرين بعرض نماذج لمشاكل المرأة مع الرجل. وكيف صمدت النساء وكافحن بمفردهن من أجل الأسرة في الوقت الذي تخلي فيه الرجل أحياناً عن دوره. لقد سيطرت الكوميديا الهزلية لسنوات علي أفلام الضحك في السينما المصرية. وغابت الكوميديا الاجتماعية التي ورغم الضحك تناقش قضية باتت من المشاكل الاجتماعية الكبري. وهي علاقة المرأة بالرجل في المجتمع حتي أن الرئيس تطرق في أحد حواراته عن انتشار ظاهرة الطلاق التي وصلت إلي 40% من حالات الزواج خلال السنوات الأخيرة. بالإضافة إلي انتشار التحرش الجسدي واللفظي والذي يعكس نظرة دونية للمرأة جاءت إلي مجتمعنا للأسف مع أفكار التطرف الديني والتي تدعو إلي تغطية المرأة باعتبارها عورة وقد انعكس ذلك في النظرة المتخلفة لدور المرأة في مجتمعنا المصري. تميزت كافة العناصر الفنية في الفيلم.. تصوير وائل درويش ومونتاج فارس عبدالكريم وموسيقي تميم وديكور اسلام البنا. وقد أهدي المخرج الفيلم إلي أمه وكان من المفترض أن يكتف بذلك ويحذف المقولة المباشرة التي ذكرها في ختام الفيلم بأن المرأة مثل المظلة لا تنفع إلا إذا وضعتها فوق رأسك.