قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إنَّ الغارة الأخيرة التي شنتها قوة أمريكية خاصة في اليمن لاغتيال قيادي في تنظيم القاعدة، أظهرت أن هذا النوع من الغارات في اليمن سيكون مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر، فضلاً عما قد تكلفه تلك الغارات من ضحايا بين المدنيين. وأضافت الصحيفة أن الغارة الأخيرة التي قيل إنها استهدفت قيادياً في تنظيم القاعدة باليمن، أدّت أيضاً إلى مقتل أحد عناصر قوات النخبة الأمريكية، بالإضافة إلى جرح ثلاثة آخرين، فضلاً عن تدمير طائرة مسيرة تصل قيمتها إلى 75 مليون دولار. وأوضح تقرير لمجموعة الأزمات الدولية، وهي منظمة مستقلة، أن الغارة التي شنتها قوات أمريكية بموافقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عطلة هذا الأسبوع قد تكون أعطت دفعة دعائية لتنظيم القاعدة في اليمن. حيث صرّح مسعفون محليون أنّ 30 شخصًا مدنيًا، من بينهم 10 نساء وأطفال، قتلوا في تلك الغارة في محافظة البيضاء جنوبي اليمن. وكشفت تلك الغارة النقاب عن قصور استخباراتي أمريكي في اليمن، خاصة بعد أن سحبت واشنطن 125 مستشاراً أمريكياً كانوا فيه، إثر انقلاب الحوثيين واحتلالهم العاصمة صنعاء، بحسب الصحيفة. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، أنّ الغارة ربما أدت إلى مقتل مدنيين بينهم ابنة أحد زعماء التنظيم، أنور العولقي، والبالغة من العمر 8 سنوات، بحسب مواقع تابعة للتنظيم. وتقول الصحيفة، إنّه وبعد خمسة أيام على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه، دعا عدد من أركان القوات المسلحة وهيئة الأركان ووزير الدفاع الجديد، جيم ماتيس، لعشاء في البيت الأبيض، ليوافق على شن الغارة الأمريكية على مخبأ للقاعدة في اليمن وسط منطقة نائية. وأضافت الصحيفة، لم يُعطِ الرئيس السابق باراك أوباما الموافقة على غارة مثل هذه، فالمنزل المبني من الطوب الذي تم استهدافه، يخضع لحراسة مشددة وسط منطقة جبلية، وهو ما يجعلها مكلفة وخطرة، إلا أن ترامب وافق على العملية لاستهداف القيادي في التنظيم. ويبدو - بحسب الصحيفة - أن سوء التخطيط، وعدم تقدير عواقب العملية، أديا إلى وقوع القوة الأمريكية التي قامت بالإنزال في مواجهة مقاومة عنيفة، من قبل مقاتلي التنظيم استمرت قرابة 50 دقيقة. وعلى الرغم من ذلك، وصف الرئيس ترامب أول عملية "لمكافحة الإرهاب" في عهده بأنها "ناجحة"، مدعياً أن القوات الخاصة حصلت على معلومات استخبارية مهمة، من شأنها أن تساعد الولاياتالمتحدة في منع الإرهاب على مواطنيها. وصدر بيان للقيادة المركزية الأمريكية، مساء الأربعاء، قال: إنّ "الغارة الأخيرة في اليمن يمكن أن تكون قد أدت إلى وقوع ضحايا بين المدنيين"، دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، إنّ وزارة الدفاع أجرت مراجعة قانونية للعملية التي وافق الرئيس ترامب عليها، وفق الصحيفة. ولفت وليام وكسلر، مسؤول مكافحة الإرهاب السابق في البنتاجون، إلى أن "احتمال الخطأ في مثل هذه العمليات وارد جداً، إذ لا يمكن التقليل منها إلى الصفر". وصرّح البنتاجون، أنّ النساء اللواتي قتلن في الغارة هن من مقاتلات التنظيم، ولم يكنّ مدنيات. ونقلت الصحيفة عن براء شيبان، من منظمة يمنية لحقوق الإنسان ومقرها لندن، أنهم تحدثوا مع شيوخ القرية التي تعرضت للغارة الأمريكية، وأكدوا لهم أن الناس كانت تخشى الخروج من منازلها، خشية التعرض لنيران الطائرات الأمريكية، التي كانت تحلق على علو منخفض، وهو ما أدى إلى وقوع قتلى من المدنيين.