يطالعنا عالم الجريمة دائما بوقائع تقشعر لها الأبدان، وتعجز العقول عن إدراك الأسباب الدافعة، لكن لا تخلو غالبيتها من رابط مشترك "المرأة" لتورطها في الجريمة بشكل مباشر أو بالاشتراك أو التحريض. زينب دفعت تحويشة العمر لتحبس بها أمرت نيابة المعادى، بحبس "زينب"، 29 عاما، ربة منزل؛ لاتهامها باستئجار آخرين مقابل 5 آلاف جنيه، للتعدي على أخرى بالضرب، وسرقة مدخراتها، وحرق مسكنها؛ لمنع إتمام عقد قرانها على زوجها، وجلبها للعيش في نفس السكن. وكشفت التحريات، أن المتهمة تقطن مع زوجها ووالدته في حجرة واحدة تحت سلم عقار يحرسه زوجها، إلا أنها فوجئت بزوجها يصارحها بإقدامه على الزواج للمرة الثانية، وجلب "الدرة" لتقيم مع ثلاثتهم في ذات الحجرة، فما جعل الزوجة تستشيط غضبًا وتفكر في حيلة خسرت فيها "تحويشة العمر"، وحريتها في محاولة فاشلة لمنع تلك الزيجة. واعترفت الزوجة خلال التحقيقات، بأنها استعانت بصديقتها أمل 38 عاما، عاملة نظافة، وطلبت منها إحضار رجال للتعدي على زوجها بالضرب، انتقاماً منه، وإشعال النيران بالحجرة التي يقيمون فيها، لمنعه الزواج بأخرى، فاتفقت العاملة مع زوجها على تنفيذ خطة "زينب" مقابل 5 آلاف جنيه. واستعان زوج العاملة بصديقيه، وحضروا إلى الغرفة، لكن الزوج كان في المسجد للصلاة، وتعدوا على والدة الزوج بالضرب، ثم أحرقوا الغرفة. الابن يقتل أبيه أقنعت سيدة أربعينية نجلها بقتل والده؛ لمنعه من الزواج بأخرى تصغره ب10 سنوات، وهشم الابن رأس أبيه بآلة حادة، وتخلص بمساعدة الأم من الجثة في شارع جانبي. وتبين أن الزوج "يسري.ج"، 50 عاما، تحدث مع زوجته "نعمة"، 41 عاما، ونجليهما عن نيته الزواج بأخرى، وسط معارضة شديدة تطورت إلى عراك، قررت على إثرها الزوجة التخلص منه. الأطفال يدفعون الثمن ومع تعدد الجرائم المرتكبة بسبب الزواج الثاني، نجد الأطفال يدفعون الثمن، حيث أقدمت "منى"، 28 عاما، ربة منزل مقيمة بكرداسة، على ذبح نجل زوجها "محمد"، 6 أعوام؛ بسبب معايرة درتها لها بعدم الإنجاب. وأقنعت المتهمة شقيق زوجها بأن منزلها سيتدمر إذا لم يساعدها، فاستدرجا الطفل إلى إحدى الطرق الزراعية، وذبحا الطفل الصغير. قتل بالمبيد الحشري في هذه الحادثة كانت الزوجة الأولى تنجب، لكن الله رزقها بالبنات دون البنين، ليقرر زوجها عقد قرانه على أخرى أنجبت له طفلا، فقررت قتله مستعينة بشابٍ يعمل مع زوجها، أقنعته أنها ستزوجه ابنتها. وبحسب تحقيقات النيابة، كان الزوج يصطحب طفله الرضيع معه في العمل بمنطقة بولاق الدكرور؛ لشدة تعلقه به، فاستغل العامل سهوه، وأخذ الطفل البالغ من العمر 8 أشهر، ليحمله إلى زوجة أبيه التي أرضعته مبيدًا حشريًا، ثم أعاده إلى والده ليموت بين يده؛ بسبب السم. الزوجة الجديدة تعذب وتقتل لم تقتصر جرائم القتل بسبب الزوجة الثانية جراء غيرة الأولى ورغبتها في الانتقام، بل إن الكراهية والغل تأتيان من الدرة أيضًا، ففي مركز البدرشين بالجيزة، أقدمت ربة منزل على قتل ابنة زوجها الطفلة "فرحة"، 5 سنوات، بسبب تناول الطفلة طعامًا "لحوم" من الثلاجة دون علمها، إذ تعدت عليها بضرب مبرح، وأصابتها بكدمات وجروح بالوجه والرأس، أودت بحياتها. وحاول الزوج التستر على قتل طفلته، بادعائه أن الوفاة نتيجة تناولها بعض الأطعمة، إلا أن التحريات كشفت أن الطفلة كانت تقيم مع والدها وزوجته بعد طلاق والدتها، وتبين أن زوجة والدها "نجوى"، 23 عاما، تعدت عليها بالضرب دون شفقة أو رحمة، ودفعتها صوب الحائط بقوة، ما أدى إلى ارتطامها بشدة، وإصابتها برأسها التي أودت بحياتها. القتل بعد موت الزوج ليس الزوج وحده محل الصراع بين الزوجات حال تعددهم، بل إن كراهية الزيجة الثانية قد تستمر وتتسبب في جرائم حتى بعد وفاة الزوج، وهو ما شهدته منطقة إمبابة، إذ أقدمت ربة منزل على قتل ابنة زوجها عن طريق سكب البنزين عليها؛ بسبب كثرة الخلافات بينهما، ورغبتها للعودة للسكن في شقة والدها التي تقطن بها زوجة أبيها "المتهمة". تلقى قسم شرطة إمبابة، إخطارًا من مستشفى إمبابة العام، بوصول "رشا ذكي" 34 عاما، مصابة بحروق بجميع أجزاء جسدها، وتوفيت عقب حضورها للمستشفى. وتبين أن زوجة والدها أشعلت النار فيث جسدها؛ بسبب خلافات على المنزل، وضبط المتهمة "رباب"، 40 عاما، واعترفت بأن خلافًا اشتعل بينها وابنة زوجها على شقتهما، أحضرت على إثرها كمية من البنزين، وسكبتها عليها، وأشعلت فيها النيران. أسباب نفسية ودينية يقول الدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة، إن الله لا يشرع للإنسان شيء يضر به، وحينما شرع الله التعدد، جعله لحكمة وبضوابط، فالله لم يجعله "مفتوحًا لكل من هب ودب" -حد قوله- بل اشترط سبحانه وتعالى العدل بين الزوجتين، والقدرة على توفير حياة كريمة لها وأولادها والوفاء باحتياجاتهم، والعدل في التعامل، والمحبة دون حتى الميل، مستشهدًا بآيات القرآن "وعاشروهن بالمعروف"، و"وآتوا النساء صدقاتهن"، واصفًا بمن لا يعدل بأنه يأتي يوم القيامة أعوج في مشهد تشمئز منه الناس. وأرجع أستاذ العقيدة الغيرة بسبب الزواج الثاني وكثير من الجرائم المشار إليها سابقًا، إلى الأسباب النفسية، وطبيعة المرأة التي تتوقف على الأنانية، وتتمنى ألا يشاركها أحد في زوجها، فى حين أنها لو كانت خارج إطار الزواج لتمنته حتى لو كانت زوجة ثانية، علاوة على الجهل المطبق، وعدم مراعاة الله، فارتكاب ذنوب كالمكايدة والمعايرة وغيرها من الأشياء التي لا يرضى الله عنها. وأضاف "فؤاد"- في تصريحات للتحرير- أن "الإسلام هو صيدلية لكل داء، والتعدد هو أحد الأدوية التي شرعها الله لعلاج آفات معينة ولا يجوز اللجوء إليه إلا كدواء عند الضرورة اللازمة"، مشيرًا إلى أنه ليس من الضرورات اللازمة إنجاب الولد، فتلك حجة كاذبة خاطئة، فتحديد نوع الجنين بيد الله، وليس آخر، والعلم أثبت أنه عائدًا إلى الرجل. وتابع "عادة ما نرى من يسعى للزواج الثاني بتلك الحجة الواهية، فيزيده الله مالا يطيق، وحتى إن أنجبت الزوجة الثانية ولد، فإن الله كان ليرزقه به لو كان مع الأولى، ولكن ذلك لا يعني الغيرة من الولد وأمه". وأوضح الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن المرأة التي قتلت طفل زوجها تملكها الشيطان، فبدلًا من أن ترضى بقضاء الله، وتحسن استخدامه بجعل الولد أخ للبنات، وسندًا لهم، أقدمت على قلب الطاولة على نفسها وزوجها وحتى بناتها. وطالب "فؤاد" بضرورة الرجوع للدين، وعلم المباحات والمحظورات، والشروط التي تحكم كل منها، والتوعية بالحياة الأسرية القائمة على المودة والرحمة، وليس الأنانية والظلم والإهمال بعدم إقامة العدل.