نهار أسود

أنا طول عمرى
يا سْيادنا
فِ دنياكم ضمير غايب
ولا ليّا فى شىء نايب
سراب... ومفيش
ومش فارقة..... فِ تقديركم
يكون ليّا......
ولا فارقة
بإنّى مليش
ولو فاضل بقية ضَىّ من بُكرة
على إيدكم.....
تروح ما تجيش
ولو آجى على بالكم.....
تبصّولى
فَ من نظرتكم الحارقة
أزوغ واهرب
وأتْخبّى فِ لقمة عيش
أعيش تايه
أعيش حيران
أنا..... فِ بحوركم الغرقان
ولا فكّرتوا -ويّاكم- تعَدّونى
ولمّا شفتوا مركبكم
خلاص غرقت
يا دوب فاكرين تِشِدُّونى
يا دوب دلوقت فى الحسبة
تِعِدّونى
مَ طول العمر بتعيشوا
حياتكم كلها دونى
وكان كتفى....
بيرفع ليكم البنيان
ولو فكرت أبقى كيان
تهدّونى
وكم خبّطت..... يا سْيادنا
تردّونى
عن الأبواب
أنا لْرجليكم الأعتاب
أنا لْخطوتكم السلّم
أنا.... أسفلت سِكّتْكم
أنا.... نُكتة حواديتكم
أنا.... مدفن نفايتكم
أنا التربة لجتّتْكم
أنا...... لا شىء.....
فِ دنيتكم
يا دوب دلوقت فاكرينّى
تِشِدّونى.....
أكون تابع من الأتباع
لإيد من إيد
أهون واتباع
وليه لازم أكون تابع
ونَا فى الأصل
كون نابع.....
من الإبداع
وربّ الخلق
خلّى العقل فيّا أصيل
فَ ليه لازم أكون فِ فصيل
وليه لازم أكون فِ قطيع
وليه عقلى
لغيرى يبيع....
ونَا ليّا عنين للشُّوف
وليه لازم أكون ملفوف...
على رجلين
تشيل كرسى
وإيه الفايدة مِ الأتباع.....
بيمشوا فْ سكّة عميانى
ولا عاقل يقول على فين
تزيد اللمّة.....
ويزيد العَلَف..... علفين
وإيه الفايدة لو أرسم
ملامح فوق جدار وشّى
ووِشّ بلادى......
بين توهة ملامحى ضاع
وإيه الفايدة مِ العلامات
لو الخطوة اللى بِتْوَدّى
على بُكرة
طريقها مات
وليه لازم أعيش نُصّين
وتُوب الوِدْن يِتْمَزّع
ما بين نَصّين
جسد واحد.....
بيتخانق عليه لِصّين
أنا ليّا الوطن.... وحدى
وفى الحتة اللى فى آخر حدوده
ينتهى حدّى
على حرف الأمل واقف
ومتعلّق
ضوافر قلبى بِتْخربش
على الأحلام
ومش رِدّة
ولا استسلام
بحور الدم تمنعنى
أكون عوّام.... على عومكم
ولا تفتكروا ده يومكم
لو الراية......
تكون مرفوعة فوق جهلى
ولا عمرى هاكون مكسب
لِحَدّ يحطّ فوق عينى
غشاوة لمّا يندهلى
وإيه أعرف أنا
فى حكم وسياسة
وطول عمرى
أنا الممنوع
وألْف ماجور
بيتْحَطُّوا على الموضوع
ولو كلمة تكون مِنّى
تصير تُهمة...... وحسّاسة
وإيه أعرف أنا فى الدين
سوى إنّى أكون طاهر
ومطّاهر
وكام برواز لصورة شيخ.....
من الظاهر
وأحكام الجنابة إيه
وإيه المؤذى ونجاسة
وإيه أعرف فِ حكم الشرع
وإيه الأصل فى الملّة
وإيه الفرع
ومين عرّفنى بالدستور
وإيه باين على الصفحة
وإيه مستور
وإيه عرّفنى أسراركم
ومين عَ العقل أمّرْكم
يا أسيادنا.......
أنا لسّة سنة أولى
فِ أحلامى
فَ ليه واخْدِينّى ع الحامى
ولمّا بالنهار أفرح
بيطلع ليه على إيدكم.....
نهار أسود..... نهار دامى
يا أسيادنا......
وليه الغِلّ جُوّاكم
مالوش هُدنة....
عشان أعرف
وأتعلّم
وأفتح فى اللسان عينه
فَ يعرف
سهم كِلماته...
لِفِين رايح.... فَ يِتكلّم
فلا أتْشدّ مِتْغَمّى
ولا أصبُغ -وَ نَا خايف-
بألوانكم
عروق دمّى
ولا ييجى علىّ يوم
ويركب حدّ فوق ضهرى
أقول.... مُضطر.....
يا عمّى