أعلام فلسطينية رفرت وفرحة غامرة سادت ميدان الساعة في رام الله بالضفة الغربية أثناء مشاهدة خطاب الرئيس الفلسطيني «محمود عباس« في الأممالمتحدة للمطالبة بالإعتراف الرسمي بدولة فلسطين مستقلة، الذي عرض في ساحة الشهيد عرفات على شاشات كبيرة. تجمع آلاف الفلسطينيين من أجل هذه اللحظة التاريخية ضمن صراع طويل من أجل الاستقلال والتحرر من الإحتلال الإسرائيلي، ولم يمنع احتفالهم احتمال كبير بأن تتحطم أحلامهم بدولة مستقلة على صخرة الرفض الأمريكي، سواء باستخدام الفيتو أو وحتى من دون اللجوء إليه، عبر الضغط على بقية أعضاء مجلس الأمن. تقول صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية إن خطاب عباس كان مثار فخار فلسطيني، وإن الخطاب عاطفي وإن افتقر إلى كاريزما صاحبه، الذي يتحدث بنبرة هادئة، ألهم الجماهير الفلسطينية التي غالبا ما كانت تحمله مسئولية الفشل في تحقيق استقلال بلادهم.
عباس يدرك أنه لن يعود من نيويورك وهو رئيس لدولة عضو بالأممالمتحدة، نتيجة للضغط الأمريكي العنيف، لكنه نجح بحسب مجلة تايم في خلق إجماع دولي متزايد على أن الملف الفلسطيني الإسرائيلي، لم يمكن بعد الآن أن يترك بشكل حصري في يد واشنطن، وبنى طلبه للأمم المتحدة على أساس المظالم الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي.
على أن المجلة تقول أيضا إن فرص التوصل لحل تبدو غير واردة على المدى القريب بالنظر إلى تمسك الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بمواقفه.
صحيفة الجارديان البريطانية تنقل عن بعض المحللين الإسرائيليين قولهم إن خطاب عباس ونيتنياهو فشلا في توفير أمل جديد بشأن حل النزاع، ويقول «يوسي ألفر» – سكرتير تحرير موقع بيترليمونز الفلسطيني الإسرائيلي، إن الخطابين لم يتطرقا إلى المشكلة الأساسية التي تكمن في تغيير مسار اتفاقية أوسلو، فكل ما قاما به هو استعراض لنفس القضايا.
البعض منهم وصل به الحال إلى الزعم بأن عباس استخدم في خطابه لغة تحريضية مشفرة قد تدفع إسرائيل بعيدًا عن المفاوضات، بحسب «زلمان شوفال»– السفير الإسرائيلي السابق للولايات المتحدة، الذي قال إنه عندما انهارت المفاوضات في كامب ديفيد مع بيل كلينتون وياسر عرفات، لجأ عرفات إلى العنف الجسدي بإطلاق الانتفاضة الثانية. وهو ما يرى أن عباس سيقوم به لكن ليس عن طريق العنف، فانتفاضته «دبلوماسية» ويخشى من أن تخلف النتائج ذاتها بدلا من تقريب وجهات النظر ستبعد بين الطرفين أكثر وأكثر.