رأى قائد أسطول الشمال الروسي السابق، الأدميرال فيتشيسلاف بوبوف، أن مجموعة السفن الحربية الروسية الحاملة للطائرات التي ستغادر شرق البحر المتوسط، ستبقى متأهبة للعودة المحتملة إلى الساحل السوري. قال بوبوف، الذي قاد أسطول الشمال الروسي في الفترة من 1999 إلى 2001، إن المجموعة ستعود إلى تلك المنطقة إذا حدث أي أمر يهدد تسوية الأزمة السورية. وأشار إلى أن الظروف السائدة اليوم في سوريا تسمح بعودة المجموعة البحرية الروسية إلى قواعدها. وشدد الأدميرال الروسي على أن الحديث لا يدور عن السحب الكامل للمجموعة العسكرية الروسية من سوريا، بل عن تقليص جزئي لها، وذلك بعد تحقيق الهدف الأساسي لتواجدها، منوهًا إلى أن القائد الأعلى رئيس الدولة، فلاديمير بوتين، هو من اتخذ هذا القرار. وقال بوبوف إنه من السابق لأوانه الحديث عن إنجاز العملية العسكرية الروسية في سوريا، أو عن انتهاء الأزمة السورية، مضيفًا أن مرحلة العمليات العسكرية الأساسية انتهت، وتبقى مهمة تقديم الدعم العسكري للحكومة السورية الشرعية. كانت هيئة الأركان العامة الروسية أعلنت عن سحب حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنيتسوف" وطراد "بطرس الأكبر" ومجموعة السفن المرافقة لهما من منطقة تمركزهما قبالة الساحل السوري. ونقلت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية عن رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري جيراسيموف، بأن وزارة الدفاع الروسية بدأت بتقليص قواتها في سوريا مستهلة ذلك بسحب مجموعة السفن المذكورة، وأن تقليص القوات الروسية العاملة في سوريا يأتي تنفيذًا لأوامر صدرت عن القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسي فلاديمير بوتين. وأشار جيراسيموف إلى أن سحب السفن الروسية هذا يأتي تزامنًا مع استمرار وقف إطلاق النار الذي بدأ في سوريا في 30 ديسمبر الماضي. ولم توضح الأركان العامة الروسية أسباب الإعلان عن تقليص قواتها أو سحب قطعها البحرية العسكرية، علمًا بأن هذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها عن مثل هذه الخطوة، فيما تناقضت التحليلات بشأن هذه الخطوة، إذ يرى قطاع من المراقبين أنها ربما تكون ضمن اتفاقات أولية كبادرة حسن نية من جانب موسكو من أجل تفعيل الخطوات التي من شأنها التمهيد لمفاوضات أستانا، على الرغم من أن لا أحد يتحدث عن الشروع في تنفيذ الخطوة المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في سوريا، ولا حتى عن البدء بنشر مراقبين دوليين. ويرى قطاع آخر أن روسيا لم تعد بحاجة إلى وجود قطع بحرية كثيرة في البحر المتوسط، لأنها ربما تكون انتهت من اتخاذ إجراءاتها اللازمة بشأن تجهيز وإعداد قاعدة طرطوس العسكرية الروسية وتسليحها جيدًا، إضافة إلى أن القوات الروسية جرَّبت قصف مواقع في سوريا من البحر الأسود، وبالتالي فهي قادرة على تعويض أي نقص يحدث بسبب سحب حاملة الطائرات والطراد بطرس الأكبر. وذهب هذا القطاع من المراقبين إلى أن موسكو ربما تكون شعرت في الفترة الأخيرة بزيادة الإنفاق وبعبء مالي، ومن ثم شرعت بتقليص جانب من النفقات العسكرية، خاصة أن بعض الدول الأوروبية أعلنت رفضها تزويد القطع البحرية العسكرية الروسية في البحر المتوسط بالوقود. ولا تزال التحضيرات لمفاوضات أستانا جارية وسط الكثير من الأنباء المتناقضة حول هشاشة وقف إطلاق النار، وانسحاب الكثير من فصائل المعارضة، واستمرار بعض الأطراف، وعلى رأسها طهران ونظام دمشق، بوضع معوقات أمام استمرار الهدنة، إضافة إلى تناقضات خاصة بخلافات في الرؤية بين موسكو وأنقرة من جهة، وبين كل منهما وبين طهران ونظام الأسد من جهة أخرى. المعروف أن حاملة الطائرات "الأدميرال كوزنتسوف" تحمل مقاتلات بحرية من طراز "ميج - 29" و"سو - 33"، ومروحيات متعددة الوظائف، من طراز "كا - 27" ومروحيات مراقبة إلكترونية من طراز "كا - 31"، وتحمل السفينة كذلك مروحيات استطلاع ضاربة جديدة من طراز "كا - 52 ك".