الانتقام وسنوات من الكراهية الشديدة كان الدافع الأول لقيام رجل فى الخمسين من عمره، بالبدرشين بذبح عمه فى عز الظهر وسط المارة، بعد اتهامه بالمسؤولية عن وفاة والده بحسرته على ضياع نصيبه من الميراث، وتلويث سمعة ابنة شقيقته، ليقف العجوز، مزهوًّا بجريمته أمام الناس والجيران الذين تجمعوا على صراخ الصغار فى الشارع بعد رؤيتهم مشهد الذبح. أُلقِىَ القبض على المتهم وأمام النيابة اعترف بجريمته على الفور، مفتخرًا بقتل عمه الذى أذاقهم الويل والعذاب سنوات، فقررت النيابة حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق. «التحرير» التقت قاتل عمه الذى بادر بالقول «نعم ذبحت عمى بيدى ولم أشعر بلحظة ندم، ولو عاد للحياة لما ترددت لحظة فى تقطيع جسده، وأنا فخور بما فعلت، فقد انتقمت لأبى الذى فارق الحياة من ظلمه، وشرف ابنة شقيقتى الذى لوّثه العم الظالم، وجريمتى الحقيقية هى تأخرى فى الانتقام منه لسنوات»، وأضاف بلا ندم واضح عليه «عشت سنوات طويلة وأنا أنتظر اللحظة التى نتخلص فيها أنا وأسرتى من هذا الشخص، وكنت أرى منذ صغرى والدتى وهى تدعو مع كل صباح أن يخلّصها الله منه، واستمر الوضع هكذا لسنوات حتى شاب شعرى وفارقَت أمى الحياة». يستكمل القاتل بعد صمت قليل «خلافاتنا مع عمى بدأت منذ أن توُفِّى جدى، ومن وقتها حدثت مشكلات كثيرة بينه وبين أبى على الميراث حتى توُفِّى والدى، ولم أستطِع فعل شىء أمام بطشه وسطوته»، مضيفًا «والدتى حاولت بكل الطرق أن تبعدنا عنه، واستعوضت الله فى حقنا الذى استولى عليه، لكنها مع كل ذلك لم تَسلَم من أذاه، فقد ظل يطاردها ويحوم حولها ليتزوجها لكنها رفضت»، موضحا أن «رفض والدتى الزواج به دفعه إلى افتعال المشكلات معنا، وكنا نحاول بكل الطرق عدم الاحتكاك به، واستمر الوضع بنا سنوات طويلة حتى عاد ليطل علينا بوجهه القبيح، وطلب خطبة إبنة شقيقتى لحفيده المتزوج، وعندما رفضنا تلك الزيجة فوجئنا به يشوّه سمعتها». واسترسل حديثه قائلًا «بعد شعورى أن الأمر زاد على حدِّه توجهت إليه وطلبت منه أن يكفّ هو وأبناؤه عمَّا يفعلونه، لكنه رفض وقال لى بأعلى صوته: (أعلى ما فى خيلك اركبه، إنت جاى دلوقتى بعد ما شعرك شاب تعمل عليا راجل؟ كنت فين من سنين؟)، وقتها لم أشعر بنفسى وانهلت عليه بالضرب، إلى أن تَدخَّل الأهالى وفضوا الاشتباك بيننا، وقتها قررت أن أنتقم للجميع». واختتم قاتل عمه «بدأت أخطط فعليًّا فى طريقة للتخلص منه، لكن بشرط أن تكون على مرأى ومسمع من الجميع الذين اعتبرونى امرأة لعدم قدرتى على الوقوف أمامه، فتوجهت إليه صباح يوم الحادثة فى محله بالسوق، وقفت بعيدًا أراقب الموقف، وانتهزت فرصة وجوده بمفرده فى المحل، ومع أذان الظهر دخلت إليه وسحبته إلى الشارع من جلبابه وألقيته على الأرض وذبحته وسط الطريق أمام الجميع، بعدها اتصلت بإخوتى حتى يأتوا ويشاهدوا دماءه لعلها تشفى غليلهم، وفى لحظات كانوا قد وصلوا ففوجئت بهم يحوّلون مشهد الميتم إلى فرح، وعَلَت أصوات زغاريدهم فى المكان، وزفونى كأنى عريس». تفاصيل الواقعة كانت بلاغًا تَلقّاه المقدم عمرو شطا، رئيس مباحث البدرشين، من الأهالى بوجود قتيل فى شارع السوق، وبالانتقال تَبيَّن وجود جثة لمواطن فى العقد السابع من العمر يُدعَى كامل.ع، وبه ذبح قطعى من الرقبة. بيّنَت أقوال الشهود أن وراء ارتكاب الجريمة عبد اللطيف العادلى، 50 سنة، نجل شقيق القتيل، بسبب خلافات على الميراث. تم ضبط المتهَم وأُحِيلَ إلى النيابة العامة.