صورة أرشيفية أقدم جزائري على الثأر لمقتل أبيه بعد 30 عاما من فرار قاتله إلى ليبيا التزاماً منه بالأعراف والتقاليد التي تفرضها قبائل الصحراء والجنوب الجزائري التي ينتمي إليها. وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية أن إبراهيم (55 عاما) قضى سنوات في السجون الليبية بعد انتقامه من قاتل أبيه حيث انتقل إلى ليبيا سنة 1987 بداعي البحث عن العمل، لكن في الحقيقة كان يبحث سراً عن قاتل أبيه الذي فر من القبيلة في ولاية إليزي عام 1958 وانتقل إلى العيش في ليبيا، ليهتدي إليه إبراهيم بعد 30 سنة وينهي حياة قاتل أبيه من أجل ناقة في مدينة سبها الليبية وقال إبراهيم الابن الجزائري قصته مع قاتل أبيه "عندما واجهت محمد ابن عم أبي وقاتله لم يعرفني في تلك الليلة، حيث كان يقف بجوار محل تجاري وكنت أخفي البندقية داخل كيس من القماش، واقتربت منه وأنا أشعر بالفرح بعدما شعرت أني سأحقق أمنية أمي بالانتقام منه". وتابع إبراهيم أنه "سأل غريمه إن كانت بينهما معرفة مسبقة فأجاب بالنفي، وعندها طلب منه إرشاده إلى أحد الأماكن التي يقيم بها عمال البناء من أجل استدراجه إلى مكان بعيد ليتمكن منه". وأضاف إبراهيم "سار معي القاتل عبر أحد الأزقة لإرشادي.. وعندها اغتنمت فرصة وجودنا في زقاق فارغ ومظلم وقلت له إن لديّ شيئا سأريه له، وفورا أخرجت البندقية وأعددتها لإطلاق النار وقلت له بعد أن أحس بأنني سأقتله أو أؤذيه، (هل تذكر ابن عمك محمد الذي ذبحته غدرا) فأقسم بأغلظ الأيمان بأنه لم يقتله، وأن بعض الأقارب اختلقوا قصة ذبحه لابن عمه قبل 30 سنة، لكنني كنت على يقين بأنه قاتل أبي". وأوضح إبراهيم "قبل دقائق من قتله سألني هل أنت ابنه الساسي أم إبراهيم قلت أنا إبراهيم، وشرع في الصراخ فأطلقت عليه رصاصة أولى استقرت في بطنه ثم ثانية استقرت في رأسه وأحاط بي العشرات من العمال المصريين والجزائريين الذين خرجوا من البيوت بعد سماع الرصاص فألقيت البندقية". وأكد إبراهيم أنه كان حريصا على الثأر لأبيه بعدما كان يسمع من أمه "منذ أن أتى إلى الدنيا وهي تتحدث عن الغدر الذي تعرض له والده على يد ابن عمه عندما سلبه ناقة كان يركبها في الصحراء وذبحه في عام 1958، ثم فر إلى ليبيا، وكان عمره حينها لا يتعدى العامين، لافتاً إلى أنه غير نادم لأني انتقمت لشخص قتل غدرا. يذكر أن بعض قبائل الجزائرية ما زالت متمسكة بالثأر، لدرجة أن التراث الشعبي في عدة مناطق خاصة في أقصى الجنوب يروي قصائد عن الوفاء لعهد الأجداد والتمسك بوصاياهم حتى النهاية.