امتناع بقَّالى التموين عن إعطاء المواطنين الكوبونات.. والأنبوبة تصل إلى 30 جنيهًا أزمة نقص أنابيب البوتاجاز لا تزال فى تصاعُد، على الرغم من تصريحات المسؤولين فى وزارة التموين بانتهاء الأزمة، ورغم المجهودات المبذولة من الوزارة لإنهاء الأزمة، ولعل أبرز الخطوات التى أقدمت عليها وزارة التموين للسيطرة على أزمة نقص أسطوانات البوتاجاز هى البدء بالعمل بنظام الكوبونات، الذى بدأ العمل به بالفعل فى عدد من المحافظات، وكانت أولاها محافظة المنوفية. العمل بنظام الكوبونات جاء ليطرح «بشائر فشل تطبيق نظام الكوبونات» بالمحافظة، الذى أدى إلى ازدياد ورواج ملحوظ فى تجارة السوق السوداء، عبر «بقال التموين»، المسؤول عن إمداد المواطنين بكوبونات البوتاجاز فى أثناء صرفه الحصة التموينية الشهرية. رئيس رابطة شباب الخريجين فى محافظة المنوفية رمضان عبودة النجار قال إن نظام الكوبونات بالمحافظة أدى إلى نشاط ملحوظ فى تجارة السوق السوداء، موضحًا أن بقّال التموين لا يعطى المواطن فى أثناء الحصول على الحصة التموينية الشهرية الكوبون الخاص بحصة الأنابيب، إلا أن بقال التموين عند مطالبة المواطن بالكارت الخاص به لحصة الأنابيب يكون رده بأن يطلب من المواطن إحضار الأنبوبة الفارغة لتبديلها للمواطن بمبلغ يتراوح بين 25 و30 جنيها، فى حين أن سعرها وفق الكوبون الذى طُرح من قبل وزارة التموين لا يتعدى 8 جنيهات. عبودة قال ل«التحرير» إن البقالين التموينيين شغّلوا 3 أو 4 تروسيكلات معهم لمساعدتهم فى إبدال الكوبونات من المستودعات الرئيسية وإعطائها للمواطن، وأشار رئيس رابطة شباب الخريجين لتوزيع أنابيب البوتاجاز بالمنوفية إلى أنه وفقا لتطبيق قرار الكوبونات بالمحافظة، فإن المواطن لم يتمكن من الحصول على الحصة الخاصة به إلا من المستودعات أو من شباب الخريجين فقط، من خلال الكوبون المفترض أن يحصل عليه من قِبَل بقال التموين. وفى ذات السياق قال أحد الشباب، إسلام زيدان، إنه حصل على حصة من مستودع أنابيب بقرية فيشنا مقدرة ب60 أنبوبة أول من أمس، وكان متجهًا لتوزيع الحصة بقرية كمشيش التى تبعد مسافة تتراوح بين 9 و11 كيلومترًا، وكان من المفترض أن يقابل مفتش التموين على مشارف القرية للوقوف والإشراف على توزيع الكوبونات على المواطنين، إلا أنه بمجرد وجوده بالقرية تدافع الأهالى نحوه للحصول على الأنابيب دون كوبونات. زيدان قال إنه تم إبدال 4 أنابيب بالكوبونات فقط، وتم إبدال الباقى دون كوبونات فى ظل وجود رجال الأمن الذين وقفوا على بيع الأنابيب، وتم تحرير محضر بالواقعة، مؤكدًا أن مفتِّش التموين، الذى يدعى شاكر، امتنع عن الحضور بعد أن علم بتجمهر الأهالى وحصولهم على الأنابيب دون كوبونات، ولكنه لم يكتفِ بهذا، بل حرّر محضرًا ضد زيدان ببيع الحصة الخاصة به فى السوق السوداء، لإخلاء مفتش التموين مسؤوليته. من جانبه قال شبل عبد المجيد، أحد شباب الخريجين الذى تعرض لبيع حصة الأنابيب الخاصة به فى قرية غمرية التابعة لمكتب تموين منشية سلطان، إنه تعرض لنفس الموقف من هجوم الأهالى وإجباره على بيع الأنابيب دون كوبونات، موضحا أن هذا بسبب امتناع بقالى التموين فى المنوفية عن إعطاء المواطنين الكوبونات الخاصة بهم. ولفت شبل إلى أن الأزمة زادت بعد إقرار توزيع الأنابيب للمواطنين من خلال كوبونات البوتاجاز فقط، ابتداءً من أول ديسمبر الحالى، مؤكدًا أن فى قرية غمرية 8 بقالى تموين ويمتنعون عن إعطاء المواطنين الكوبونات الخاصة بهم للمتاجرة بتلك الكروت فى السوق السوداء. وأضاف أن الوضع متأزم فى عدد من القرى بالمنوفية، منها على سبيل المثال لا الحصر قرية فشنا وقرية دمليج وقرية غمرية وقرية كمشيش، بالإضافة إلى تفاقم الأزمة بمدينة السادات.