هاجموا الحجز واختطفوا المتهم وسحلوه وحاولوا إشعال النيران فى جسده «حد الحرابة» هو العقاب الذى اعتمده أهالى محافظة الشرقية، بعيدًا عن القانون الرسمى والشرطة والمحاكم، ضد المفسدين فى الأرض وأرباب السوابق والمسجلى خطر واللصوص، فقتلوا وصلبوا ومثلوا بجثث مَن وقع تحت إيديهم من البلطجية الخطرين، وهذه المرة اختلف القصاص كثيرًا، حيث اقتحم الشراقوة، أول من أمس، مقر مركز شرطة صان الحجر، فقد كان القصاص فى عقر دار القانون بمركز شرطة صان الحجر، حيث قتلوا المتهم بقتل معاون المباحث النقيب إبراهيم صفا، هناك بعدما ألقوا القبض عليه، حيث تجمع عدد كبير من الأهالى أمام مركز الشرطة، وأخذوا المتهم وفتكوا به. المشهد كان مفاجأة لرجال الأمن، حيث أربك تجمع هذا العدد الكبير من الأهالى كل حساباتهم، بعدما ظنوا أنه بالقبض على المدعو تامر عبد العال، المتهم بقتل معاون مباحث المركز، لن يتجمع سوى أهالى الشهيد، ولكن بمجرد تداول الخبر سارع الآلاف من أبناء المدينة من شيوخ وشباب ونساء وأطفال إلى مركز الشرطة، للتجمهر أمامه على الرغم من قيام الشرطة بالدفع بتشكيلات من الأمن المركزى، وقيام الضباط والأفراد بإطلاق بعض الأعيرة النارية فى الهواء لفض تجمع الأهالى، لكن المتجمهرين رفضوا المغادرة وزاد عددهم، ولم تتعامل الشرطة معهم خشية وقوع ضحايا، حتى انفلت زمام الأمور منهم وبعد ذلك قام مئات الأهالى بالهجوم على مركز الشرطة وانتشال المتهم من بين أيديهم والتعدى عليه بالضرب المبرح وسحله، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ثم قيامهم بخطف الجثة لإشعال النيران بها، وبعد مفاوضات قامت الأجهزة الأمنية باسترجاعها من الأهالى، ونقلها فى سيارة إسعاف إلى مستشفى الحسينية العام، لتسود بعدها حالة من الفرح والارتياح بين الأهالى لشعورهم بأن دم الشهيد لم يذهب هدرًا وتبادل بعضهم التهانى تعبيرًا عن الفرحة التى جمعتهم، فى مشهد تكرر قبل ذلك عندما أقاموا سرادق عزاء كبير للشهيد أمام مركز الشرطة ليتقبلوا فيه العزاء، بل وزادوا على ذلك بأن طالبوا بإطلاق اسم الضابط الشهيد على أحد شوارع المدينة. واقعة الاستشهاد كانت بدايتها بتلقى مأمور صان الحجر بلاغا، بحدوث مشاجرة بين عائلتين لاستحواذ إحداهما على سوق المنطقة والتى تنصب يوم الثلاثاء من كل أسبوع، وكان متوقعًا حدوث مجزرة بشرية بين العائلتين إذا لم تتم السيطرة على الموقف، فتوجه النقيب إبراهيم صفا ومعه قوة من الشرطة، وتمكن بالفعل من ضبط بعض أطراف الصراع، وتوجه بهم إلى قسم الشرطة، وفى أثناء العودة إلى القسم ورد إليه اتصال هاتفى بقيام شخص يدعى تامر عبد العادل، مسجل خطر وسابق اتهامه فى قضايا سرقة بالإكراه وبلطجة ومطلوب فى عدد من القضايا، بالصعود إلى أعلى منزله وقيامه بإطلاق أعيرة نارية على الأهالى، لترويعهم، فعاد الضابط مرة أخرى لضبطه، وفى أثناء ذلك قام المتهم بإصابته بطلق نارى فى الرأس، ولفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال، بينما أُصيب الأمين وليد عطية عفيفى، بطلق نارى فى الذراع اليسرى. انتقل اللواء سامح الكيلانى، مدير أمن الشرقية، وتم نشر قوات من الأمن المركزى وتطويق مكان استشهاد الضابط، وتم تشكيل فريق بحث جنائى من ضباط إدارة البحث برئاسة العميد رفعت خضر مدير المباحث، والعميد عاطف الشاعر رئيس مباحث المديرية، حتى تمّكن الأهالى من القبض على المسجل خطر، واقتياده إلى مركز الشرطة ثم إخراجه بالقوة وقتله ومحاولة إشعال النار فيه، وبإخطار النيابة صرحت بدفن الجثة بعد عرضها على الطب الشرعى، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.