«دست الأشراف» دون صرف صحى.. ورئيس الشركة بالبحيرة: «ضمن خطة القرى المحرومة»

عُمران وليس عِمارة ما تشهده وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فلسفةُ تدشين المشروعات التعليمية الجديدة، وكان آخرها الأكاديمية الدولية للعمارة والعمران (IAAU) بالعاصمة الإدارية الجديدة بحضور السيد رئيس الوزراء مصطفى مدبولى ووزراء ومسؤولين باليونسكو لقطاع التعليم وسفراء وممثلى المنظمات الدولية والجامعات الأجنبية بمصر.
هناك فارق كبير بين العُمران والعِمارة؛ فالعُمران الذى يقوده وزير التعليم العالى الدكتور مهندس أيمن عاشور لا يقتصر على تصميم وبناء المبانى فحسب، بل يتناول التخطيط المتكامل للحيز المكانى بما يشمله من مبانٍ وبنية تحتية وطرق ومساحات خضراء وعلاقات وظيفية واجتماعية بين عناصر البيئة العمرانية.
وفى المشروعات التعليمية الجامعية الجديدة التى نتابعها من الحكومة بصورة شبه أسبوعية يظهر ذلك بوضوح؛ لا تكفى فقط عِمارة القاعات أو المبانى وحدها لتحقيق رسالة الجامعة، بل هناك رؤية عمرانية شاملة تضمن تكامل الكليات مع الخدمات والمرافق والسكن الجامعى ووسائل الحركة والفراغات المفتوحة، بما يخلق بيئة تعليمية متوازنة ومستدامة تدعم العملية التعليمية والبحثية والحياة الطلابية فى آنٍ واحد.
بل إن الفلسفة التى عبّر عنها الدكتور عاشور تمتد إلى فكرة العُمران التخصصى، بالتخطيط إلى تدشين والتفكير فى جامعات متخصصة كان آخرها جامعة النقل بالتنسيق بين وزارتى التعليم العالى والنقل لإعداد جيل من المتخصصين فى وظائف وقطاعات النقل التى تشهد طفرة كبيرة، سواء على مستوى البنية التحتية أو خلق مسارات جديدة تخدم النقل والمواصلات فى مصر برًّا وبحرًا.
قلنا قبل ذلك: الجامعة تخدم المجتمع، وأى بحث علمى أو مجهود أكاديمى لا يخدم المجتمع ويعزز الاقتصاد القومى الوطنى ويفيد البشر لا أهمية له، فما بالكم والحكومة تخطط من الأساس لشهادات «تخصص التخصص» تستهدف التكامل والتناغم مع المشروعات القومية فى الدولة.
التفكير فى ربط التخصصات الدراسية بما تشهده مصر من عُمران أمر مهم، إذ يحقق ربطًا للطلاب بسوق العمل وخفض البطالة أو الصعوبة فى الحصول على وظيفة ما بعد التخرج، فى ظل تشعّب واستحداث عشرات الوظائف محليًا وعالميًا بسبب التقدم التكنولوجى الهائل فى السنوات الأخيرة، وهو ما يستدعى أن يكون هناك جامعات متخصصة فى السياحة والزراعة والتعدين والغذاء وغيرها من التخصصات الأخرى، وهو ما بدا واضحًا فى الدرجات العلمية المزدوجة والشهادات التخصصية بعد التخرج التى ستمنحها أكاديمية العُمران فى العاصمة الإدارية؛ إذ إنها ستكون فى تخصصات كتكنولوجيا البناء والبيئة الخضراء والإسكان والعقارات والتراث والترميم والعمارة الرقمية والبيئة والمخطط الحضرى والاقتصاد الحضرى وتنسيق الموقع.