نجح شاعرنا الكبير الكاتب الصحفى جمال بخيت زميل الدراسة بكلية الإعلام فى التعبير عن هوية الجماعات الإرهابية التى تدمر الأخضر واليابس فى مصر، عندما عبر عن خسة هذه الجماعات فى قصيدة بعنوان "ديك أبوكم إيه؟"، وهذا ليس سبا فى الدين ولكن هو يتساءل بأسلوب شاعرى عن ديانة هؤلاء الذين يقتلون ويسفكون الدماء دون هدف أو وازع دينى، وهو بذلك يؤكد أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، بل إنهم يستهدفون الفتنة، والفتنة أشد من القتل، وهذا ما حدث بالفعل فى حادث الكنيسة البطرسية بالعباسية، عندما قام شاب معتوه بتفجير الكنيسة من الداخل أثناء قداس الأحد وراح ضحيته عدد كبير من السيدات والفتيات والأطفال الذين كانوا يؤدون الصلاة فى هذه الكنيسة. وكما أكدت التقارير الأمنية أن هذا الشاب الذى فجر الكنيسة من خلال حزام ناسف ينتمى إلى جماعة الإخوان الإرهابية، وهارب من تنفيذ حكم بالسجن منذ عامين بعد ضبطه وفى حوزته أسلحة وقنابل وهرب من تنفيذ الحكم إلى سيناء لاستخدامه فى عمليات إرهابية ضد القوات المسلحة، ثم تم تكليفه بتفجير الكنيسة البطرسية، وهذا يدل على أن هذه الجماعة الإرهابية التى تعمل منذ عام 1928 وكان يديرها الإرهابى حسن البنا الذى ادعى وقتها أنها جماعة دعوية، ولكنها سرعان ما كشفت وجهها القبيح وقامت باغتيال رئيس الوزراء النقراشى باشا والقاضى الخازندار، ودبرت محاولة اغتيال الرئيس عبد الناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية، وبعدها قرر الرئيس عبد الناصر اعتقال أكثر من 50 ألفا من الإخوان داخل السجون، وكان دائما يقول إن الإخوان ملهمش أمان، وظلت هذه الجماعة الإرهابية فى المعتقلات حتى جاء الرئيس أنور السادات وأفرج عنهم وسمح لهم بالعمل السياسى، وعادوا يخططون لإسقاط الدولة المصرية فقاموا باغتيال الرئيس السادات فى السادس من أكتوبر ذكرى انتصاره فى حرب 1973، وحاولت الجماعة السيطرة على مقاليد الحكم إلا أن أجهزة الأمن كانت لهم بالمرصاد. وعندما جاء الرئيس مبارك للحكم سمح لهم بالعمل السياسى ودخول البرلمان على الرغم من محاولاتهم اغتيال بعض الوزراء والشخصيات العامة، مثل صفوت الشريف واللواء حسن أبو باشا واللواء النبوى إسماعيل والكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد والأديب الكبير نجيب محفوظ، ونجحوا فى اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب. وبعد قيام ثورة 25 يناير وتنحى الرئيس مبارك عن الحكم سيطر الإخوان على المشهد السياسى حتى تولى مرسى رئاسة الجمهورية من خلال مكتب الإرشاد، وفشلوا فى حكم البلاد، ومن هنا قامت ثورة 30 يونيو بقيادة السيسى، إلا أن الإخوان اعتبروا ذلك انقلابا، ولذلك هم يحاولون إسقاط الدولة المصرية من خلال الإرهاب الذى لا دين له.