أقبل موسم المولد النبوي على أصحاب مصانع الحلوى في الغربية بالعديد من الصعوبات، بعد ارتفاع أسعار السكر واختفائه من الأسواق، إلى جانب زيادات أسعار السلع. "التحرير" زارت المنطقة الأثرية في طنطا لتنقل أوضاع أصحاب مصانع الحلوى، وقال هانى صقر صاحب أحد المصانع، إن أغلب مصانع المنطقة تمنع دخول أحد بها خشية أن يكون تابعا لوزارة الصحة أو التموين، موضحا أن أغلبها لا تلتزم بمعايير الجودة سواء من حيث المواصفات الصحية أو السلامة المهنية، وهناك مواد تستخدم في عملية تصنيع الحلوى وتعتبر بمثابة كارثة على صحة الإنسان، ولذلك فإنها تعتبر منطقة محظورة. وتابع: "تصنيع الحلويات يستوجب معايير خاصة واشتراطات صحية صارمة"، مشيرا إلى أن تلك المنتجات تبيع منتجاتها على الأرصفة وفى الأسواق الشعبية التى لا رقابة عليها وتستغل الطبقات الفقيرة التى تريد إرضاء أبنائها لمجرد أن يتذوقوا حلوى المولد. ونصح صقر المستهلكين بشراء الحلوى من محلات معروفة ولها مصداقية وتكون خاضعة للرقابة والتفتيش فى كل وقت. "الموسم ضايع مننا وإحنا بيوتنا بتتخرب، عمرها محصلت، مش لاقيين سكر ولو موجود الطن ب13 ألف جنيه بعدما كان ب3500 جنيه"، بهذه الكلمات بدأ مصطفى عبدالمعبود، صاحب مصنع حلوى، حديثه ل"التحرير"، لافتا إلى أن سعر طن الدقيق أيضا وصل إلى 4800 جنيه، معتبرها أرقاما مخيفة ستكون سببا فى خسارة كبيرة بسبب التعاقدات التى وقعوها مع كثير من الشركات والهيئات. وأضاف عبدالمعبود أن كثيرا من المصانع تتعاقد على بعض التوريدات قبل الموسم بقرابة 5شهور أى حينما كان سعر طن السكر ما بين 3600 إلى 3800جنيه. وأكد كلامه محمود بر من مصنعى الحلوى بالمنطقة الأثرية، قائلا إن ارتفاع الأسعار أفسدت موسم المولد النبوي، إذ لم تقتصر على زيادة أسعار السكر لأضعاف فقط ولكن ارتفع أيضا سعر البندق ووصلت الزيادة إلى 100%، والفسدق إلى 80%، وعسل الفاكهة والكلوكوز 80%، مما أدى لارتفاع سعر كيلو الحلوى الفاخرة إلى 40% . وأشار أحمد علبة صاحب مصنع حلوى، أن كيلوجرام الحلوى الفاخرة وصلت إلى150 جنيها، والكيلو المشكل العادي ب55 جنيها، والكيلو العلف ب52 جنيها، والمربات الملبن ب90 جنيها، مما أدى عزوف المستهلكين عن الشراء. وتابع علبة: بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الإقبال على الشراء قمنا بتقليل الكميات المصنعة من 200 طن إلى 50 طنا فقط حتى نتمكن من بيعها. واستطرد: "أصحاب مصانع الحلوى لجؤوا إلى سكر التموين لتعويض النقص فى السكر الحر، وهو سبب تخوفهم من دخول البعض إلى مصانعهم". واتهم بلال عبدالحميد، مدير شركة الدلتا للحلوى والصناعات الغذائية، تجار السكر بالتسبب في أزمة أسعار الحلوى، مستكملا: "عدم وجود آليات وقوانين تحمي أصحاب المصانع من كبار التجار زادت من الأزمة فصاحب المصنع يقوم بشراء السكر والمكسرات من التاجر الذي يحدد السعر حسب رغبته ويضطر صاحب المصنع للشراء وأن يلجأ إلى حيل غير قانونية من خلال تخزين السكر من البقالين وهو الطريق الذي سلكه الكثير من أصحاب المصانع مما أدى إلى زيادة الأزمة على المواطنين ونفاذ كميات السكر من السوق لدى البقالين". ونوه بلال إلى أن مباحث التموين منعتهم من تخزين كميات كبيرة من السكر قبل بدء الموسم، وبعد ارتفاع سعر طن السكر تفاقمت الأزمة لدى أصحاب المصانع.