أصبحت كثير من المواسم عبئا على كاهل الأسرة المصرية فى ظل الارتفاع الجنونى للأسعار، خاصة موسم المولد النبوى، حيث لجأت كثير من الأسر المصرية هذا العام إلى التفكير عدة مرات قبل شراء علب حلوى المولد، التى ارتفعت أسعارها بنسبة تراوحت بين 20% و30% تأثرا بارتفاع فاتورة استيراد المواد الخام اللازمة فى صناعة الحلوى من الخارج، وارتفاع أسعار مواد خام محلية، ولأسباب أخرى تتعلق برفع أسعار كثير من السلع بشكل عام. ويؤكد رئيس شعبة الحلويات بالاتحاد العام للغرف التجارية، اللواء صلاح العبد إن هناك زيادة فى أسعار حلوى المولد هذا العام بنسبة بلغت نحو 20% إلى 30% وذلك نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام المستوردة بسبب الدولار، حيث بلغ سعر طن السكر من 4100 دولار العام الماضى إلى 4300 دولار للعام الحالى، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار علب الحلوى، مضيفًا أن ارتفاع سعر الدولار خلال الأشهر الماضية أجبر المستوردين على الاستيراد بأسعار مرتفعة أيضًا، إلى جانب ارتفاع أسعار المكسرات والسمسم والدقيق التى تصنع بها حلوى المولد فى الأسواق العالمية، مشيرًا إلى أن نسبة المستورد فى المنتج النهائى تصل إلى نحو 90% من خامات الإنتاج. وأضاف العبد أن الأحداث فى بلاد المنشأ كالاضطرابات فى سوريا، وتركيا أثرت أيضًا على نسب الاستيراد منها، وساهمت فى ارتفاع فاتورة الاستيراد والأسعار، مشيرًا إلى أن غالبية أنواع المكسرات يتم استيرادها من تركيا، ويتم استيراد الفستق من سوريا، واللوز من الولاياتالمتحدةالأمريكية، بينما باقى المكسرات يتم استيرادها من أفغانستان والفلبين وسريلانكا. وأوضح رئيس شعبة الحلويات، أن أسعار علب الحلوى الصغيرة تبدأ من نحو 40 جنيهًا فى المناطق الشعبية وتصل إلى 150 جنيهًا فى المناطق الراقية، وتزن نحو 1.5 كيلو جرام، وذلك على حسب المكونات أيضًا، مشيرًا إلى أن بعض العلب تتكون من تشكيلة تشمل أقراص السمسمية والحمصية والفولية والدومية والبسيمة والملبن، وبالنسبة للعلب الفاخرة اللوكس فهى تتراوح ما بين 200 و250 جنيهًا. وأكد محمد رأفت رزيقة، رئيس شعبة السكر والحلوى باتحاد الصناعات المصرية، أن حلوى المولد يتم تصنيعها محليا، وتسيطر المصانع المتوسطة على خطوط إنتاجها، مشيرا إلى أنه يتم تصدير كميات منها إلى الدول العربية وخاصة السعودية والإمارات. وأوضح رئيس شعبة السكر والحلوى، أن هناك بعض المصانع الصغيرة التى تنتج حلوى المولد دون أدنى رقابة وتستخدم ألوانا صناعية مضرة بالصحة، مشيرا إلى أن ارتفاع بعض الخامات المستخدمة بصفة عامة قد تؤدى إلى ارتفاع أسعارها فى الأسواق. وأوضح أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بغرفة تجارة القاهرة، أن إجمالى فاتورة استيراد مستلزمات حلوى المولد هذا العام بلغت 40 مليون دولار، مشيرا إلى أن أسعار بعض المكسرات المستوردة والمستخدمة فى إنتاج حلوى المولد ومنها البندق والسمسم والحمص زادت بنسبة 100% بسبب ارتفاع أسعار الدولار فى السوق السوداء، الذى وصل إلى نحو 8.70 جنيه. وأشار رئيس شعبة المستوردين بغرفة تجارة القاهرة، أن الكميات الواردة من المكسرات بلغت نحو 7 ملايين و89 ألف طن، مضيفا أنه تم استيراد نحو 456 ألف طن من البندق بقيمة بلغت نحو 15 مليون جنيه، كما بلغت قيمة استيراد السمسم والحمص نحو 165 مليون جنيه، موضحا أن نسبة المستورد فى المنتج النهائى تصل ل90% من خامات الإنتاج. ويقول محمد سعد صاحب محل لبيع حلاوة المولد بالجيزة إن أسعار حلوى المولد النبوى الشريف قد ارتفعت هذا العام بنسبة 25%، مرجعا ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار السمسم والحبوب والمكسرات وباقى الخامات التى تصنع منها حلويات المولد،مؤكدا أنه تم تصغير حجم قطع الحلوى لتفادى ارتفاع الأسعار وإرضاء أذواق الزبائن فى نفس الوقت. وأضاف سعد إلى أن أسعار علب الحلوى هذا العام تتروح ما بين 20 جنيها للعلب الصغيرة وبين 45 جنيها للعلب العادية، و60 جنيها للعلب اللوكس، حيث تتكون العلب من تشكيلة أقراص السمسمية والحمصية والفولية والدومية والبسيمة والملبن. وأشار صاحب محل حلوى المولد أن نسبة الإقبال هذا العام تأثرت تأثيرا بالغا عن العام الماضى بسبب ارتفاع الأسعار تزامنا من بداية موسم الشتاء، حيث لم يعد الإقبال على شراء حلوى المولد من العادات المصرية الصميمة التى يحرص عليها الجميع، مؤكدا أن بعض الزبائن لجأوا إلى شراء نصف الكميات التى اعتادت عليها كل عام بمجرد اقتراب المولد النبوى، نظرا لارتفاع الأسعار، موضحا أن المحلات قللت الكمية المصنعة اكتفاء بحجم الطلبيات الضعيفة، وحتى تصل إلى أسعار متوسطة فى المولد النبوى لإرضاء جميع الأذواق.