منذ أحداث رابعة والنهضة ونحن نواجه حملة شرسة لا تعرف إلا الضلال، ولا تستهدف إلا إثارة الفتنة وزرع الدمار من تحالف الإرهاب بزعامة الإخوان، الذين عاشوا -وما زالوا- على الكذب، وفتحوا كل الأبواب لتكفير المسلمين، ولم يراعوا الله فى وطن لم يعرفوا يومًا الانتماء إليه. حملة الأكاذيب من الإخوان وحلفائهم لم تتوقف، وأرقام الضحايا الذين يتحمل الإخوان مسؤولية المأساة التى حدثت لهم تحولت إلى مزاد عند المتاجرين بالدين وبدماء المخدوعين فيهم، خصوصا بعد أن دخلت قوى كبرى وذيولها فى المنطقة إلى ساحة المعركة ضد مصر، وبعد أن تحولت تركيا وقطر إلى مراكز للتآمر ضد ثورة 30 يونيو، وبعد أن تم ضخ الأموال الهائلة لدعم إرهاب الإخوان، ولإطلاق أكاذيبهم فى إعلام خاضع لمخابرات هذه الدول أو معتمد كليًّا على أموالها التى لا تنقطع! آلة الكذب الإخوانية لم تتوقف عن العمل. فى قناة «الجزيرة» التى هى «متعودة» مثل غانيات الشوارع فى منتصف الليالى، سمعنا من يتنطع بالحديث عن 16 ألف ضحية فى فض اعتصام رابعة.. وفى صحيفة محترمة وجدنا من يحدثنا نقلا عن «مصادر موثوقة» بأن ثلاثة آلاف قتيل وثلاثين ألف جريح سقطوا فى هذه الحادثة الكارثية، ثم نكتشف بعد ذلك أن المصادر الموثوق بها للكاتب الموضوعى جدًّا هى «تومرجى» إخوانى بمستوصف تَحوَّل عند صاحبنا -بقدرة قادر- إلى مركز للأبحاث والمعلومات! قبل يومين أذاعت مصلحة الطب الشرعى الأرقام الرسمية لضحايا الأحداث منذ فض الاعتصامات فى أغسطس الماضى.. قالت الأرقام الرسمية: إن ضحايا رابعة كانوا 377 قتيلًا، وضحايا النهضة 21، وإن إجمالى الضحايا فى كل الحوادث، بما فيها رمسيس والدقى وحتى ضحايا الحادثة الفاجعة فى سيارة الترحيلات كان نحو 750 ضحية، بينما بلغ عدد الضحايا من رجال الشرطة فى هذه الفترة 206 من الضباط والجنود والمجندين. بالتأكيد كل نقطة دم مصرية هى غالية علينا، وكل ضحية هى جرح فى قلوبنا جميعًا.. فنحن أبناء شعب وهب نفسه للحضارة لا للقتل كما تفعل جماعات الإرهاب وفى مقدمتها الإخوان بكل تاريخها الأسود فى اغتيال المصريين ومحاولة إحراق الوطن.. الدم المصرى حرام بالنسبة إلينا حتى لو كان هؤلاء الخوارج ما زالوا فى غيهم سادرين.. لكننا نقف أمام ما أعلنته مصلحة الطب الشرعى لأنه يكشف أن الكذب عند هؤلاء ليس له آخر، وأنهم كما يتاجرون فى الدين يتاجرون بدم المصريين بنفس المنطق الذى انتقلوا فيه من الاتجار فى العملة خارج القانون، إلى الاتجار بمستقبل الوطن والتفريط فى أرضه كما حاولوا فى حلايب وفى سيناء وفى قناة السويس. أمر آخر يتهرب منه الكاذبون من الإخوان وحلفائهم، وهو مسؤوليتهم الكاملة عن كل دم أريق فى رابعة أو غيرها. هم الذين خدعوا الضحايا وصوروا لهم أنهم يدافعون عن الإسلام ضد شعب مصر الكافر! وهم الذين رفضوا الانصياع للقانون وراهنوا على أن الدم سيعيد لهم تعاطف شعب كشف حقيقتهم الإجرامية! وهم الذين أعلنوا الحرب على باقى المصريين وهتفوا من منصة رابعة بأنهم «يرون رؤوسا قد أينعت وحان قطافها»! وهم الذين أشعلت قياداتهم نار الفتنة ثم هربت كالفئران تاركة المخدوعين فى مواجهة الدولة والقانون! حقيقة أخرى لا بد من الوقوف عندها، إذ أعلن المتحدث باسم الطب الشرعى أن طلقات الخرطوش التى استُخدمت فى أحداث محمد محمود كانت تُستخدم لأول مرة، وكانت قوتها على القتل مضاعفة عن الأنواع الأخرى، والأهم أنها تختلف عن الخرطوش الذى كان مستخدَمًا من جانب الشرطة! والأكثر أهمية أن هذا النوع الجديد قد استخدم يومها فى قتل المدنيين ورجال الشرطة فى وقت واحد! وهو ما يقطع -وفقًا للمتحدث باسم الطب الشرعى- بأنه بالفعل كان هناك طرف ثالث استهدف المتظاهرين ورجال الشرطة معًا بهذا النوع القاتل من الخرطوش الذى استمر استخدامه بعد ذلك فى أحداث أخرى! مشكلة الإخوان وأتباعهم وخلاياهم الصاحية أو النايمة، أنهم حين استولوا على الحكم تصوروا أن الكذب قد أصبح حقًّا مشروعًا لهم! وأن القتل الذى كانوا يمارسونه فى الخفاء لم يعُد هناك بأس فى أن يمارسوه على أسوار «الاتحادية»! وأن تأييد الأمريكان يكفى ليكون «سترًا وغطاءً» لكل ما يرتكبونه من جرائم! لهذا كان اللعب على المكشوف، ولهذا سقطوا سريعًا، ولهذا أيضًا ستتكشَّف كل الحقائق عن جرائمهم.. ولن يفلتوا من عقاب الشعب.. ولن يهربوا من محاسبة القانون!