تتخوف الاستخبارات البلجيكية من وجود "موجة" جديدة من انتحاريي تنظيم الدولة "داعش" تستعد حاليًّا للتسلُّل إلى بلدان الاتحاد الأوربي. ووفقًا لتقديرات أولية أعلن عنها وزير الداخلية البلجيكي يان جامبون، حسب "24" اليوم الاثنين، فإنَّ هذه الموجة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة آلاف مقاتل، قد يصلون إلى أوروبا بسبب تراجع التنظيم في سورياوالعراق. وذكرت صحيفة "ده ستاندرد" البلجيكية على موقعها الإلكتروني أنَّ وزير الداخلية البلجيكي قد صرَّح - في لقاء تلفزيوني على قناة "آر تي بي إف" الناطقة بالفرنسية قائلاً: "يحيا تنظيم داعش الإرهابي حاليًّا تحت ضغط الضربات الحربية التي توجه إليه في العراقوسوريا، وهو ما يجعلنا نعتقد بوجود موجة نزوح جديدة لعدد كبير من الإرهابيين البلجيكيين إلى بلجيكا وأوروبا". وأضاف: "لن تضم هذه لموجة ال200 إرهابي بلجيكي المتواجدون حاليًّا في تنظيم داعش، بل أيضًا ستضم ما بين ثلاثة إلى خمسة آلاف جهادي أوروبي المنخرطون تحت لواء داعش هناك". وتابع الوزير - في حديثه إلى القناة الناطقة بالفرنسية: "كافة أجهزة الاستخبارات الأوروبية تقوم بمتابعة هذا الأمر، وتتبادل المعلومات بشأن الموضوع، لأنَّه إذا بدأت هذه الموجة من النزوح الجماعي لمقاتلي داعش إلى بلداننا، فيجب أن نكون مستعدين لها". وأكَّد الوزير أنَّ نصف الذي عادوا من سوريا يقبعون في السجون حاليًّا، إذ قال: "حتى اليوم عاد إلى بلجيكا ما يقرب من 117 شخصًا من الذين غادروا للقتال مع داعش، ونصف هؤلاء موجودون حاليًّا بالسجون، فيما يخضع النصف الآخر للمراقبة، كما أنَّ هناك أيضًا بضع عشرات من الذين حاولوا الذهاب إلى سوريا يخضعون للمراقبة الصارمة". وفي نهاية حديثه، أكَّد جامبون أنَّ الحالة الأمنية في بلجيكا أكثر أمنًا مما كانت عليه قبل هجمات باريس قبل عام "وقعت في 13 نوفمبر وأسقطت 131 قتيلًا"؛ وذلك بسبب التدابير الأمنية الثلاثين التي اتخذتها الحكومة والتي تمَّ تنفيذها، مشيرًا إلى أنَّ هناك الكثير من التغيرات في ثقافة الأمن عمَّا كان عليه الأمر من قبل، لا سيَّما من جانب المواطنين الذين يلتزمون بتوجيهات الأجهزة الأمنية بشكل يكاد حرفيًّا.