كتب - هشام عبد الخالق صادر جهاز الأمن السوداني صباح اليوم الأحد، الأعداد الجديدة لثلاث صحف تصدر في الخرطوم، من دون إبداء أية أسباب لتلك، وفق القائمين عليها . وشملت المصادرة - التي نفذها مندوبون للجهاز - صحف الجريدة والتيار والوطن، وذلك قبيل وصولها إلى منافذ البيع . وكشف رئيس تحرير صحيفة « التيار » عثمان ميرغني، أنّ إدارة الصحيفة طالبت سلطات الأمن بتسليمها قرار المصادرة، وهم وعدونا بذلك وما زلنا بانتظارهم . ومن جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة « الجريدة » أشرف عبد العزيز، إنّ مصادرة صحيفته تمت بعد طباعة أكثر من عشرة آلاف نسخة دون إبداء أي سبب . ولم يستبعد أن يكون سبب المصادرة هو نقد الصحيفة لقرارات الحكومة الأخيرة برفع الدعم عن بعض السلع وتحرير سلع أخرى . وقال عبد العزيز إنّ صحيفته لم تخرج عن مضمون التغطيات والتحليلات العادية . وأضاف أنّ ما أسماها الهجمة الأمنية الجديدة على الصحف، تأتي في ظل حديث الحكومة عن الحريات والتوافق والحوار بين فرقاء الوطن . وفي بيان لها، قالت شبكة الصحفيين السودانيين، إنّها ظلّت تتابع بقلق مواصلة جهاز الأمن حملته الشرسة على الصحافة والصحفيين من أجل تكميم الأفواه وحجب المعلومات . وعبّرت الشبكة، عن رفضها لمصادرة الصحف، مطالبة جهاز الأمن باللجوء إلى القضاء في حال تضرره من أي نشر صحفي . حرية التعبير ودعت الشبكة، في بيانٍ لها، الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان بالتوحد لأجل حماية حرية التعبير، متوقعة أن تشهد الأيام المقبلة مزيدًا من الإجراءات والمصادرات والتضييق على الصحافة والصحفيين . وتتعرض صحف الخرطوم من حين لآخر لمصادرة أعدادها قبل وصولها منافذ البيع دون أسباب، مما دفع جهات حقوقية للمطالبة بوقف هذه الإجراءات . وكان رئيس البلاد عمر البشير، أكدّ خلال مخاطبته لدورة برلمانية سابقة، أن ما تقوم به الأجهزة الأمنية تجاه الصحف « ضروري لحماية المجتمع ». وقال البشير حينها، إنّ الأجهزة تعمل على المحافظة على الدولة والمجتمع من خلال إجراءاتها والتي يعتبرها البعض الآخر اختراقًا للحرية . وسبق لجهاز الأمن، أنّ صادر أعداد عشر صحف سياسية في يوليو الماضي، وعلّق صدور أربع أخرى ثم سمح لها بالصدور لاحقًا .