أدوات نقل الدم بوحدة الفشل الكلوي الملوثة نقلت لنا الفيروس والفقير في البلد دي مالوش لازمة الأطباء للنيابة: شغلنا كويس.. واللي نقل الفيروس تهالك أدوات التعقيم « لينا رب اسمه الكريم والفقير في البلد دي مش من حقه يتعالج.. ولو جاب واسطه عشان يتعالج.. يموت بالبطئ عشان إهمالهم.. أنا دخلت المستشفى عشان أغسل كليتي.. خرجت مصاب بفيروس "سي" حسبي الله ونعم الوكيل».. بتلك الكلمات استهل وائل السعدني، مهندس مدني، 42 عاما، حديثه ل«التحرير»، بعد أن أصيب هو و 18 شخص آخرين بفيروس "C"، في أثناء علاجهم بوحدة "غسيل الكلى والديلزة" بمستشفى قصر العيني. السعدني ضحية الإهمال بمستشفى القصر العيني، استكمل أنه يقوم بغسيل كليتيه منذ سنوات بمستشفى قصر العيني، ويتم عمل تحاليل دورية لهم كل 3 أشهر للإطمئنان على صحتهم، وفي منتصف سبتمبر الماضي، وبعد أن أجرى التحليل الدوري، أخبره دكتور التحاليل بالمستشفى، أنه أصيب بفيروس "C"، وأرجح انتقال العدوى له بسبب استخدام أدوات ملوثة بالفيروس. ويضيف المهندس المدني أنه لم يخطر بباله إصابته بالفيروس من مستشفى عريق كقصر العيني، وبدء يبحث حول أسباب إصابته بالفيروس، خاصةً أن فيروس "C"، لا ينتقل إلاً عن طريق الدم أواستخدام أدوات ملوثة، وبدء بتعقيم أدوات منزله بالكامل خوفاً على صحة أولاده، وبعد مضي أسبوع اكتشف أن زملائه المرضى بوحدة "غسيل الكلى والديلزة"، أصيبوا أيضاً بنفس الفيروس، وأخبروه بأن الطبيب المعالج لهم أخبرهم كل شخص على حده. والتقط طرف الحديث، عبدالله أحمد، 22 سنة، وأحد المصابين بالعدوى، بأنهم فور علمهم بإصابتهم بالفيروس، توجهوا لإدارة المستشفى، والتي قامت بتهدأتهم، وعرضت عليهم التكفل بكافة مصاريف علاج فيروس "C"، وتشكيل لجنة من مكافحة العدوى بوزارة الصحة، لمعرفة سبب الإصابة، سواء كان من التمريض أو الأجهزة المستخدمة في الغسيل، وقاموا بنقلهم من قسم غسيل الكلى ال"Positiv" إلى ال"Negative"، وفصلهم عن باقي المرضى. وتابع "عبدالله" أن إدارة المستشفى كانت تكسب الوقت ل «تموت» الموضوع، تراجعت بعد ذلك عن وعودها، بعد أن مر على إصابتنا أكثر من 3 أشهر، وأغلبهم لم يتلق أي علاج لفيروس "C"، حتى الآن بسبب وضعهم على قوائم الإنتظار، لافتا «لا نملك ثمن جرعات للعلاج من خارج المستشفيات الحكومية، وبعض أن كنا نُعالج من فشل كلوي فقط، أصبحت مريض بالكبد أيضاً بسبب إهمالهم... ماهو الفقير في البلد دي مالوش لازمة». وفي نفس السياق استمعت نيابة مصر القديمة، برئاسة المستشار محمد حسين، إلى أقوال 19 من الضحايا الذين اتهموا رئيس وحدة "غسيل الكلى والديلزة" بمستشفى قصر العيني، بالتسبب في إصابتهم بفيروس "C"، نتيجة الإهمال وعدم الاهتمام بهم في أثناء متابعتهم إجراءات الغسيل، والتسبب في نقل الفيروس إليهم، وأكد المرضى إنهم علموا بإصابتهم بعدوى "الفيروس" من خلال التحاليل الطبية التي تجرى لهم كل ثلاثة شهور في المستشفى للاطمئنان على صحتهم حيث أخبرهم الأطباء بإصابتهم وآخرين. وطالب المرضى من النيابة محاسبة المسئولية والكشف عن الإهمال الذين تعرضوا له، وتوضيح السبب العلمي لنقل الفيروس إليهم، كما استمعت النيابة إلى عدد من الممرضين الذين أكدوا إنهم يعملون بجد في المركز، ويهتمون بأقصى درجة بنظافة المكان والاهتمام بالمرضى خلال عملية الغسيل التي تستمر لمدة ساعات للحالة، موضحين أن الإهمال من جانب القائمين على المركز الذين لا يهتمون بتعقيم الأدوات والمستلزمات الطبية.