حاجزون على قوائم الانتظار منذ 2008 في مشروعات إسكان معطلة قبل 8 أعوام كانت محافظة أسوان تفتخر بأنها المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية تنفيذا لمشروعات الإسكان حيث بلغ وقتها إجمالي مشروعات الإسكان المنفذة أكثر من 30 ألف وحدة سكنية، الأمر الذى دفع المسئولين للترويج إلى فكر أن المحافظة مقبلة خلال سنوات على إنهاء أزمة الإسكان، إلا أن الواقع الذي تعيشه المحافظة الآن يسير عكس ذلك، في الوقت الذي يتساءل فيه الحاجزون بمشروعات الإسكان وخاصة الشباب عن مصير ملايين الجنيهات التي تم تحصيلها منهم مقابل حجز هذه المشروعات. يقول هاني عبد البديع أحد الحاجزين لإسكان الشباب بنظام الإيجار مدى الحياة التابع لوزارة الأوقاف والذي شرعت المحافظة في إنشائه بمنطقة الصداقة جنوبأسوان، إنه تقدم فعليا عام 2008 ، لحجز إحدى وحدات المشروع، إلا أن الواقع لم يطرأ عليه أي تغير يذكر، حيث يسير المشروع بسرعة السلحفاة، رغم الزيارات المتكررة للوزراء والمسئوليين المعنيين والتي كان آخرها زيارة المهندس إبراهيم محلب مستشار رئيس الجمهورية للمشروعات القومية منذ عدة أسابيع للمشروع.
وأضاف عبد البدبع أن الغريب ما في الأمر أن مسئولي محافظة أسوان قرروا فتح باب الحجز لهذا النمط من مشروعات الإسكان لنحو 27 ألف شخص فى حين أن جملة ما تم تنفيذه الآن يصل إلى 4920 وحدة سكنية فقط، في الوقت الذي ترفض فيه المحافظة الإعلان عن أسماء المستحقين للوحدات السكنية أو إعادة مقدمات الحجز لغير المستحقين.
ومن جانبه، تحدث محمد عبد الكريم، محاسب بأسوان، عن نمط آخر من مشروعات الإسكان وهو إسكان الشباب، حيث علم جيدا أن إجمالى المبالغ المحصلة من مقدمات حجز مشروعات إسكان الشباب على سبيل المثال بلغ حوالي 55 مليون جنيه والتى حققت فوائد كبيرة للمحافظة فى ظل إيداعها داخل البنوك منذ عام 2008 وحتى الآن، في الوقت الذي لم يتم فيه تسليم عدد كبير من الحاجزين وحدات المشروع لأسباب أرجعها إلى تباطؤ توصيل شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب حسب ما أخبرهم المسئولين.
وأضاف أن مشروع إسكان الشباب فتحت المحافظة الحجز عليه عام 2008 تحت مسمى إسكان مبارك والذي سرعان ما تغير إلى إسكان الشباب عقب ثورة يناير 2011 ، حيث تم الحجز على وحدات سكنية تصل مساحتها إلى 63 مترًا، بمقدمات حجز بلغت وقتها 5 آلاف جنيه، تم تحصيلها من المتقدمين، وتم تقسيمها إلى 5 مراحل، حيث انتهت جميع المحافظات من تنفيذ مراحلها إلا أسوان، التى سلمت عدد قليل من هذه الوحدات ، فى حين متبقى نحو (11) ألف حاجز لهذه الوحدات ضمن قوائم الانتظار منذ عام 2008
وأشار إلى أن محافظة أسوان قامت مؤخرا بتحويل جميع مقدمات الحجز في مشروع إسكان الشباب إلى بنك الإسكان والتعمير بإجمالي 55 مليون جنيه، بعد أن تم تحويل وجهة الحاجزين من مشروعات إسكان الشباب إلى الإسكان الاجتماعي. وتابع أن الغريب فى الأمر أن الحاجزين والمتقدمين لمشروعات الإسكان الاجتماعي عام 2015 تم تخصيص وحدات سكنية لهم فى حين ان المتقدمين لإسكان الشباب عام 2008 لم يصبهم الدور فى مفارقة غريبة يضع من تحتها علامة استفهام.
ومن مشروعات إسكان الشباب إلى نمط آخر من مشروعات الإسكان المتميزة والتى بدأ تنفيذها بمنطقة العقاد بمدينة أسوان عام 2008، يقول أحمد نوري مهندس، وأحد الحاجزين إنه تقدم لحجز إحدى وحدات المشروع والذي كان يستهدف إقامة 3 آلاف وحدة سكنية متميزة كمرحلة أولى، حيث كان من المفترض أن تتولى هيئة الأوقاف بناء المشروع ولكن حدث خلاف بينها وبين محافظة أسوان حول تقدير أسعار الوحدات السكنية، وبعدها قامت محافظة أسوان بفسخ التعاقد مع هيئة الأوقاف وإسناد المشروع إلي ثلاث شركات بالأمر المباشر. مشيرا إلى أنه لم يتم تسليم المشروع حتى الآن رغم تحصل المحافظة لمقدمات حجز خيالية بلغت أكثر من 463 مليون جنيه، فى ظل أن التقدم لحجز الوحدات يتراوح ما بين 200 ألف جنيه إلى 100 ألف جنيه. كاشفا أن أسباب تعثر المشروع حسب ما صرح به المسئولون تعود إلى عدم وجود محطة للصرف الصحي لخدمة المشروع.
مصادر حكومية بمحافظة أسوان أكدت أن مشروع إسكان الأوقاف بنظام الإيجار مدى الحياة الذي بدأ تنفيذه عام 2011 ، وبلغ عدد المتقدمين له 27 ألف شخص في حين يصل إجمالي الوحدات السكنية المنفذة 4920 وحدة، بإجمالى مقدمات محصلة بلغت 27 ألف جنيه. المصدر ذاته اشار إلى أنه بالنسبة لمشروع إسكان الشباب بلغ عدد المتقدمين 11 ألف شخص في حين لم تنفذ هذه الوحدات وتم تحويل المتقدمين إلى الإسكان الاجتماعي بإجمالي مقدمات حجز بلغت 55 مليون جنيه. وأوضحت المصادر أن مشروع الإسكان المتميزه بلغ إجمالي المتقدمين 2316 شخصا، سددوا مقدمات حجز بلغت 463 مليون و200 ألف جنيه، في حين يصل عدد الوحدات التي تم تنفيذها 2448 وحدة سكنية.